بدأت يوم الخميس أول مفاوضات من نوعها بين الحكومة التايلاندية ومجموعة إسلامية مقاتلة في جنوب البلاد، حيث عقدت جلسة التباحث في ماليزيا التي تقوم بدور وساطة.وتأتي المفاوضات في محاولة لإيقاف نزيف الدم في النزاع المستمر منذ أكثر من تسع سنوات سقط خلاله 5500 قتيل. كما يأتي بعد أن نجحت المفاوضات بين إسلامي الفلبين والحكومة الفلبينية والتي تمت كذلك بوساطة ماليزية.وتجرى المفاوضات في العاصمة الماليزية بين السلطات التايلاندية والجبهة الوطنية الثورية، وهي إحدى المنظمات المسلحة التي تنشط في جنوب تايلاند المسلم.وتشكل هذه المفاوضات، وهي الأولى التي تجري في العلن، فرصة غير مسبوقة برأي بانكوك لتسوية نزاع غرقت فيه الحكومات التي تعاقبت على البلاد.غير أن شكوكا ظهرت حول قدرة هذه المفاوضات على تحقيق سلام شامل، ولا سيما بسبب الجدل حول الصفة التمثيلية لقادة الثوار الذين سيشاركون فيها، إذ إن حركة التمرد تضم مجموعة كبيرة من الحركات التي تتباين في بعض الأحيان من حيث أهدافها.وهذا ما حمل السلطات التايلاندية على تحديد أهداف أكثر تواضعا من وقف النزاع بالكامل، والاكتفاء بالسعي لوضع حد للهجمات ضد المدنيين.وقال بارادورن باتاناتابوت رئيس مجلس الأمن الوطني الذي سيشارك في المفاوضات إن "الهدف الرئيسي هو الحد من أعمال العنف"، على حد قوله.وحذر من أن المفاوضات التي لن تستمر سوى يوم واحد في هذه المرحلة الأولى، ستستغرق وقتا طويلا، مشيرا إلى أن المطلوب حاليا إحلال "ثقة متبادلة وعلاقات جيدة" مع الثوار.ويضرب التمرد البوذيين والمسلمين على حد سواء منذ تسع سنوات في المنطقة التي كانت ملحقة بماليزيا حتى مطلع القرن العشرين، وهي الولايات الأربعة ذات الغالبية المسلمة؛ فطاني وناراثيوات ويالا.والمتمردون ليسوا جزءا من الحركة الجهادية العالمية بل يحتجون على التمييز ضد المالاي المسلمين في بلد يشكل البوذيون غالبية سكانه. كما يطالبون بحقوقهم في ثروات أرضهم المنهوبة من قبل السلطات، وبمساواتهم في الوظائف وفرص العمل والاستثمار. وقد طالبوا في الماضي بإنهاء الاحتلال التاليلاندي لأرضهم التي كانت مملكة قديمة إسلامية في السابق.لكن لا يتوقع أن تهدأ الأوضاع في الجنوب بمجرد انطلاق المفاوضات. فقبيل بدء الجلسة، استهدف اعتداء بالقنبلة صباح الخميس دورية أمنية موقعا ثلاثة قتلى من القوات شبه العسكرية في محافظة ناراثيوات الجنوبية.ونفذت السلطات التايلاندية خلال العقدين الماضيين أسوأ أنواع المذابح ضد المسلمين. وقد كان رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا معروف بكراهيته للمسلمين، حتى أنه كان يصرح علنا بأوامر لقتلهم واضطهادهم.
International
انطلاق مفاوضات بين السلطات التايلاندية وثوار الجنوب المسلم
28 مارس 2013