عواصم - (وكالات): أعلن مصدر دبلوماسي فرنسي أن «وزراء خارجية 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا» سيجتمعون بعد غد السبت في الدوحة لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية». وأوضح المصدر أن «الاجتماع يهدف إلى تلبية الحاجات التي عبر عنها رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس». وتأمل المعارضة السورية في الحصول على أسلحة متطورة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات. والدول المشاركة في الاجتماع هي السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا. في غضون ذلك، أعلنت المعارضة السورية أمس احتفاظها بحقها في «العمل العسكري» لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مجددة التأكيد أن رحيل الأسد هو الشرط لأي حل سياسي، وذلك غداة إعلان مجموعة الثماني التزامها الحل السياسي وضرورة عقد مؤت مر جنيف 2، فيما هدد الشيخ السلفي اللبناني أحمد الأسير بعمل عسكري ضد «حزب الله» في لبنان. ميدانياً، تشهد مناطق في ريف دمشق تصعيداً في العمليات العسكرية غداة مقتل 83 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان تعليقاً على مواقف قمة مجموعة الثماني التي أنهت اجتماعاتها في ايرلندا أمس الأول «التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين، محتفظاً بحق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري».وخرجت قمة مجموعة الثماني بعد يومين من المحادثات الشاقة باتفاق الحد الأدنى حول سوريا، إذ دعت إلى تنظيم مؤتمر سلام «في أقرب وقت»، وتركت كل المسائل الأساسية المتعلقة بالتسوية عالقة، ما يعكس الخلافات العميقة بين موسكو والغربيين. وفي برلين، رفض الرئيس الامريكي باراك اوباما تحديد طبيعة المساعدة العسكرية الامريكية الجديدة لمسلحي المعارضة السورية، بعد أيام من إعلان البيت الأبيض أنه سيزيد «الدعم العسكري» للمعارضة. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل «لا يمكنني التعليق على تفاصيل برامجنا المرتبطة بالمعارضة السورية». وأضاف أن «التقارير عن استعداد الولايات المتحدة للدخول في حرب في سوريا مبالغ فيها» وكرر القول بأن «الأسد جلب الفوضى واراقة الدماء في سوريا ولا يمكن أن يسترد الشرعية». من جانبها قالت ميركل ان المانيا لن تسلح المعارضة حتى بالرغم من انتهاء الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على السلاح في سوريا. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة الثماني الغربيين من «تسليح مجرمين» ودعاهم «مرة اخرى الى التفكير مليا قبل اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة جدا». اما عن تسليم دمشق اسلحة روسية، فقال بوتين «إذا ابرمنا مثل هذه العقود، علينا تنفيذها»، مضيفاً «نحن نرسل الأسلحة الى حكومة شرعية طبقاً لعقود قانونية». على الارض، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري. وقال ان النظام يحاول اقتحام الذيابية وببيبلا المجاورتين للسيدة زينب. وتشكل هاتان البلدتان وغيرها من المناطق الواقعة جنوب دمشق قاعدة خلفية للمجموعات المعارضة تستخدمها لتدعيم مواقعها في بعض احياء العاصمة الجنوبية.من جانب آخر، أعلنت جماعة «سرية المجاهدين السورية المعارضة في تسجيل فيديو مسؤوليتها عن قتل 4 رجال شيعة في لبنان هذا الأسبوع مع امتداد الصراع السوري إلى لبنان. وفي تداعيات النزاع السوري في لبنان، أدى إطلاق النار الذي قام به أنصار رجل الدين السني أحمد الأسير في الجنوب إلى مقتل رجل وإصابة آخرين، بحسب ما أفاد الجيش اللبناني ومصدر أمني. والأسير من رجال الدين السنة المتشددين في لبنان، وقد برز في العامين الماضيين بعد اتخاذه سلسلة مواقف حادة مناهضة لحزب الله وداعمة للاحتجاجات ضد النظام السوري. وأكد الأسير أن انصاره تعرضوا لإطلاق نار من شقق قريبة من مسجد بلال بن رباح في صيدا في عبرا الواقعة عند طرف صيدا، اكبر مدن جنوب لبنان. وأعلن أن أنصاره قاموا برد فعل على احتلال عناصر الحزب لتلك الشقق وقيامهم بتكديس السلاح فيها.وهدد باللجوء إلى «الخيار العسكري» ضد حزب الله، ما لم يتم إخلاء تلك الشقق. واضاف «نحن حتى الاثنين المقبل ملتزمون بالتهدئة. بعد الاثنين، لن نلتزم بشيء، ولن نقبل بوجود الشقق التي تستفزنا والتي هي سبب لاعتداءات كثيرة علينا».وتابع «في حال لم يتم الانسحاب من الشقق، لدينا خيارات عدة، منها الحل الأمني العسكري كالذي حدث امس الاول». وحمل الاسير «المسؤولية الاولى» في حوادث امس الاول للامين العام لحزب الله حسن نصر الله «الذي بسلاحه هيمن علينا ويعتدي علينا هو وشبيحته». على صعيد آخر، قال دبلوماسيون ان 500 جندي فيجي سينتشرون تباعا اعتبارا من نهاية يونيو الجاري في هضبة الجولان في إطار قوة الامم المتحدة من اجل مراقبة فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، وسوف يتم تزويد هؤلاء الجنود باسلحة ثقيلة. وبدأت النمسا بسحب كتيبتها من الجولان لأسباب أمنية بعد المعارك بين الجيش السوري ومقاتلين معارضين في الجزء السوري من الهضبة. وجاء هذا الانسحاب بعد انسحاب مماثل لجنود كنديين وكروات ويابانيين خلال الاشهر الماضية.وفي الأردن، قال مصدر أمني إن قوات حرس الحدود قتلت سورياً وأصابت اثنين حاولوا التسلل إلى داخل الأراضي الأردنية واعتدوا على مفرزة عسكرية أردنية. من ناحية أخرى، قال نائب وزير الشؤون الخارجية في حكومة حماس في قطاع غزة غازي حمد أن «علاقاتنا مع إيران تضررت نتيجة مساندة الحركة لقوات المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد، وتأثرت على الصعيدين السياسي والتمويلي».