اعتادتا الذهاب بالباص يومياً، أمس فقط قررتا ارتياد سيارة، هي ككل القرارات المفاجئة التي تسبق وقوع القدر. حملتا وروداً لمدربتهن في التمريض آخر يوم من تدريبهن في المستشفى العسكري، فكانت ورود آخر يوم في الحياة.لقيت الشابتان منال عادل قمبر (19 عاماً)، ورملة علي أحمد (19 عاماً) حتفهما في حادث سقوط سيارة من «كوبري السيف» على شارع الشيخ خليفة بن سلمان أمس، ولا تزال ثالثتهما سناء عوض (20 عاماً) في حالة حرجة بـ»السلمانية»، فيما تعرض رجل لرضوض أعلى الظهر وكسر بيده اليمنى، وكان ذات الحاجز الحديدي بالكوبري أودى بحياة خليجي قبل أشهر في نفس البقعة وبنفس الطريقة. وأمر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بالمعاينة الفورية للحواجز الحديدية التي تحمي الجزر الوسطى المفتوحة في الكباري والجسور، وأن تباشر وزارتا الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور وزارة الأشغال من خلال مهندسيهما فحص مثل هذه الحواجز في كافة ربوع البلاد، وأمر باستبدال المصدّات الحديدية بأخرى أكثر أماناً إن لزم الأمر بحيث تكون على ارتفاع معين ومرورية مراعية لشروط الأمن والسلامة الدولية.الفقيدتان سقطت بهما السيارة من «كوبري السيف» عند السادسة والنصف صباح أمس في خبر حادث آلم البحرينيين، فيما دخلت زميلتهما سناء عوض (20 عاماً) في حال حرجة بـ»السلمانية» قبل أن تستقر حالتها مساء أمس. ووفقا لبعض الشهود، فوجئت السائقة بانحراف سيارة أمامها واصطدمت بالحاجز الاسمنتي، وفي محاولة لتفاديها اصطدمت بالحاجز الحديدي وهوت. كوبري السيف نفسه شهد حادثاً مماثلاً أودى بحياة خليجي قبل أشهر، وأشارت التقارير الأولية حينها إلى أن «السرعة وضعف السياج الحديدي للكوبري هما السبب وراء الحادث». الأمر الذي أثار أمس شكوكاً حول مواصفات السياج وشبهات بوجود غش هندسي أثناء الإنشاء. تدرس الفتيات الثلاثة تخصص تمريض بالجامعة الايرلندية في عامهن الثاني، وكان يوم أمس آخر يوم في التدريب العملي بالمستشفى العسكري، قدر الله أن يفقد الأهالي شابتان منهن في عمر الزهور التي حملنها، فيما لا تزال أسئلة الإنشاء تقض مضجع الرأي العام.من جهته، قال مدير الثقافة المرورية المقدم موسى الدوسري، إن الحادث وقع حوالي الساعة 6:35 صباحاً، حيث تشير التفاصيل الأولية إلى أن إحدى السيارات كانت تستقلها 3 فتيات وتسير على الشارع المذكور فوق الجسر باتجاه الغرب، وتفاجأت سائقتها بانحراف سيارة كانت تسير أمامها واصطدمت بالحاجز الإسمنتي، وأثناء محاولة تفاديها فقدت السيطرة على السيارة واصطدمت بالحاجز الحديدي وهوت أسفل الجسر. وأوضح الدوسري أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً بالحادث، وأن دوريات شرطة المرور المختصة انتقلت على الفور لموقع الحادث، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة وفتحت تحقيقاً في ملابسات الحادث وأسبابه. وعقب الحادث، أكد وزير الأشغال عصام خلف عزمه على تفقد الجسور بمختلف مناطق المملكة من أجل الوقوف على ضمان توفر معايير الأمن والسلامة في الحواجز الموجودة على جوانب تلك الجسور وفق الإجراء الذي اعتادت وزارة الأشغال القيام به في السابق.وأوضح خلف أنه ضمن التوجيهات السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، فقد باشرت وزارة الأشغال التنسيق مع مسؤولي الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية للوقوف على تفاصيل ومسببات الحادث.وفي الوقت الذي عقد فيه الوزير خلف اجتماعاً عاجلاً مع عدد من مسؤولي ومهندسي الوزارة، فقد سارعت وزارة الأشغال إلى توفير عدد من الحواجز الإسمنتية في موقع حادث جسر السيف حفاظاً على السلامة العامة.وأعلنت إدارة العلاقات العامة والدولية بوزارة الصحة في بيان لها أمس أنه فور تلقي البلاغ بوقوع حادث بين مجموعة سيارات وسقوط إحدى السيارات من أعلى «كوبري السيف» على شارع الشيخ خليفة بن سلمان، تم إرسال سيارات إسعاف إلى موقع الحادث، حيث وصلت في وقت قياسي إلى السيارة التي وقعت أسفل «كوبري السيف» وكانت تضم ثلاث شابات إصابتهن بالغة جداً، وتم نقلهن إلى قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، وكانت إحدى المصابات قد فارقت الحياة قبل وصول الإسعاف إلى طوارئ السلمانية، كما تم معاينة المصابة الثانية وتبين أنها تعاني من إصابة بالغة في الرأس وحالتها حرجة جداً وتم عمل الأشعة التلفزيونية لها ومحاولة إنعاشها لأكثر من مرة إلا أنها قد فارقت الحياة.وأضاف البيان أنه تم معاينة المصابة الثالثة، وقد كشفت نتائج التشخيص إصابتها بجروح وهواء حول الرئة وكسور في فقرة الظهر، كما تم نقل مصاب كان يعاني من ألم في الظهر، وبعد الفحوصات والمعاينة بقسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي تبين إصابته برضوض أعلى الظهر وكسر بيده اليمين وقد تم وضع الجبس (الجبيرة) على اليد المكسورة، وصرفت له مجموعة من الأدوية وتحديد موعد لمعاينته بعد أسبوعين، وتم ترخيصه من المستشفى.وأضافت أن الطاقم الطبي بقسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي يبذل جهداً كبيراً من أجل استقرار الحالة الصحية للمصابة الثالثة، فيما أشارت مصادر للصحيفة أن حالة المصابة سناء عوض بدأت حالتها تستقر مع حلول مساء أمس.
منال ورملة.. هوت الورود من كوبري السيف
21 يونيو 2013