دعت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إلى مأسسة لقاء عربي أوروبي للشباب، في مجال العمل الثقافي، يسمح بالتلاقي والتعارف وتبادل الأفكار والتجارب، مضيفة أن مثل هذا المشروع لا يعوّضه الاتصال عن بعد، كما في تقنيات الاتصال الحديثة. وأكدت وزيرة الثقافة، خلال مؤتمر «الحوار البنّاء في مرحلة الصراع»، الذي عقد يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، أهمية المثاقفة، وإمكانية تحويرها لتكون حوارية بديلاً لقالب موروث، مشيرةً إلى أن ذلك يحدّد مدى حيويتها وتطوّرها بالقول إنها «لا تنبني ولا تحيا، ولا تتجدّد إلا في علاقتها بثقافات أخرى». وأوضحت أن «التاريخ صار يستلهم هذا النمط الفكري ضمن ظروف وآليات متنوعة، منها الإرادي ومنها المفروض، منها المقبول ومنها المرفوض، منها المعلن ومنها المستبطن كما يلاحظ ذلك على مستوى الأفراد والمجموعات والشعوب أيضاً». وأشارت الوزيرة إلى أن الثقافات في تجاورها وتنافسها تطرح العديد من الاستفهامات حول مواقع ممثلي الثقافات والتوالد المكثف للصدامات الحضارية، خصوصاً في الثقافات الفرعية في سياق ما يسمى بالـ»هويات القاتلة» المروّج لها كشعارات وأسماء لامعة. وطرحت المفارقات والالتباسات المحيطة بالحوار الثقافي، موضحة أن العولمة ساهمت في إعلاء حدّة التعامل مع الثقافات والهوية الخصوصية لمجتمعات كثيرة، وذلك بناءً على الفكرة السائدة أن «المعولم ليس بالضرورة أن يكون كونياً»، حيث انكفأت عدد من المجتمعات وحصنت ذاتيتها منعاً للانجراف والتماهي. وأكدت الشيخة مي بنت محمد، أن «من الضروري التعاطي مع هذا الاختلاف، وبناء حوار حقيقيّ ومتفهم للمحصلات التاريخية التي سيجيء بها كل مجتمع، وأضافت أنه لما كان الحوار يتطلب الاختلاف فليس مطلوباً ولا مفيداً التحولُ إلى ثقافة الآخر لمحاورته «بلغته» كما يقال. احترام ثقافة الآخر والسعي الجاد إلى فهمها وإلى تفهم اختلافها هي من مبادئ الحوار الأولية، أو هي شروط أساسية لتفكيك الأحكام والصور المسبقة التي تتبادلها الشعوب وثقافاتها».
مي بنت محمد تدعو للقاء ثقافي يجمع الشباب العربي بالأوروبي
21 يونيو 2013