واشنطن - (أ ف ب): أثارت الولايات المتحدة الرئيس الأفغاني غضب حميد كرزاي بإعلانها عن مفاوضات سلام تعتزم إجراءها قريباً مع حركة طالبان في قطر، في مؤشر جديد بنظر الخبراء إلى عزم واشنطن على التخلص من العبء الأفغاني بأسرع ما يمكن. وارتكبت الدبلوماسية الامريركية هذا الخطأ في اقل من 24 ساعة. واعلنت حركة طالبان افغانستان الثلاثاء الماضي بعد 18 شهرا من المباحثات السرية عبر دول ثالثة، عن فتح مكتب تمثيل في الدوحة عاصمة قطر لتشجيع «الحوار والوفاق مع دول العالم». وبعد حرب استمرت أكثر من 11 عاماً، رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الفور بهذا «الخبر السار» وأعلن دبلوماسيون طلبوا عدم كشف هويتهم عن «لقاء رسمي مع طالبان في غضون بضعة أيام». وغداة الإعلان التاريخي أعرب كرزاي عن استيائه الشديد وأعلنت الرئاسة الأفغانية تعليق مفاوضاتها حول اتفاق أمني مع الولايات المتحدة لما بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي في نهاية 2014 وهددت بعدم اجراء محادثات مع طالبان في مكتب المسلحين في الدوحة. وازاء غضب كرزاي اضطر الامريكيون الى التراجع. ونفت وزارة الخارجية أن يكون «من المقرر» إجراء محادثات مع طالبان هذا الأسبوع ونشرت مضمون اتصالين هاتفيين اجراهما جون كيري مع الرئيس كرزاي لمحاولة تبديد الخلاف. كما إن الموفد الخاص الأمريكي الى افغانستان وباكستان جيمس دوبينز الذي كان من المقرر أن يتوجه الى هذين البلدين عبر الدوحة، لم يغادر واشنطن. وقال مسؤول امريكي ان اتصالات مباشرة بين موفدين امريكيين وطالبان قد تجري «خلال الأيام المقبلة» بدون ان يحدد متى وأين ومع من. واحتجت كابول على تسمية مكتب طالبان في الدوحة «المكتب السياسي لامارة افغانستان الاسلامية» وهو الاسم الذي كانت حركة طالبان تطلقه على افغانستان في ظل نظامها الذي حكم البلاد من 1996 الى2001 ولا يزال المتمردون يستخدمونه منذ ذلك الحين. وقال الباحث في معهد بروكينغز بروس ريدل انه «مع اسم كهذا فان طالبان تشير منذ البداية الى انها ليست حزبا سياسيا ولا منظمة ارهابية بل حكومة افغانستان الشرعية». وأوضح الخبير أن كرزاي «حذر الولايات المتحدة وقطر بعدم الإقدام على ذلك وتهيأ له أنهما لم يستمعا إليه». كما رأى ريدل في هذا الحادث الدبلوماسي «دليلاً» جديداً على الريبة القائمة بين كابول والولايات المتحدة التي باتت «على استعداد لحزم أمتعتها ومغادرة افغانستان على وجه السرعة». ورأى المحلل أنه سيترتب على الأمريكيين أن «يعيدوا إصلاح الأمور بشكل جدي في الأيام المقبلة».