كتبت - مروة العسيري:تعاطف النواب مع مرضى «السكلر» في جلسة أمس، مؤكدين رغبتهم في إحالة المقترح برغبة إلى الحكومة للنظر بجدية وبسرعة فائقة في حال المرضى الذين لا يوجد لهم حل وعلاج وإن ما يحتاجونه هو تعامل مع المرض. وأكدوا أن تقصير وزارة الصحة أدى إلى تسييس الملف. فيما ألمح رئيس المجلس خليفة الظهراني إلى نيته بطلب إعفائه من منصب الرئيس الفخري لجمعية البحرين لرعاية مرضى (السكلر)، طالما أن هناك من يحاول استخدام الملف كملف سياسي.وأشاروا إلى أن عدم اتخاذ الصحة الإجراءات المناسبة لحل هذه القضية دفع بعض الجمعيات السياسية لإستخدام هذا الملف، وأكد الظهراني أن «البعض يحاول تسييسه لخلق مشكلة».وأثار اقتراح خليفة الظهراني بتحويل المقترح برغبة إلى اللجنة المختصة حفيظة بعض النواب الذين أبدوا تعاطفهم مع النائب علي شمطوط، وبعد تعبير النواب عن تعاطفهم توافقوا على إحالة المقترح للجنة المختصة.وذكر المستشار القانوني د.صالح الغثيث النواب بأنهم رفعوا للحكومة مقترحاً برغبة مشابه وهو الآن في طور الدراسة وهو اقتراح برغبة بشأن تشكيل لجنة وطنية عليا تتولى وضع خطة وطنية لمكافحة أمراض الدم الوراثية وتطوير الخدمات العلاجية المقدمة، وخصوصاً لمرضى فقر الدم المنجلي (السكلر).وعلق أحد مقدمي المقترح عباس الماضي أن «رئيس الوزراء مهتم جداً بالموضوع ووجه وزير الصحة والمسؤولين، إلا أن هذه التوجيهات لابد أن تفعل ويتم تحريكها من كل الجهات». وقال النائب علي شمطوط في مداخلته «نطالب بإقالة وزير الصحة والوكيل المساعد وذلك لأنهم أهملوا ملف مرضى السكلر». وتابع شمطوط «رئيس الوزراء يوجه كل يوم والوزير نائم»، مؤكداً «لو كانت هناك متابعة جادة لما مات أحد من الإهمال». واستغرب شمطوط من وضع رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى (السكلر) زكريا الكاظم في العناية المركزة لمدة 18 ساعة دون أن يتابعه طبيب مختص، شاكراً رئيس مجلس النواب الرئيس الفخري لجمعية مرضى السكلر على سعة صدره واستقباله المرضى.قصور «الصحة»وطالب النائب عبدالحليم مراد الحكومة بالاعتراف بأن لديها بعض جوانب القصور في بعض المواضيع، محذراً من عدم اتخاذ الصحة الإجراءات المناسبة لحل هذه القضية التي بدأت تسيس، مؤكداً أن «هناك جمعيات سياسية بدأت تستخدم هذا الملف والسبب هو قصور الصحة بالقيام بدورها المنوط بها».وبيّن عبدالحليم عندما ذهبت مع زميلي علي شمطوط للطوارئ تفاجأنا بأن لا أحد يستقبل المريض ولا يوجد طبيب يتابع الحالة، معتقداً أن هذا دليل قصور والدليل الآخر هو أن «هناك العديد من الأسئلة وجهت لوزير الصحة وهو دائم الاعتذار عن الإجابة بسبب انشغاله أو أجازته أو غيرها».وتوافق الظهراني مع كلام مراد مشيراً إلى أن هذا الموضوع بدء يأخذ طريق التسييس، مبيناً أن «البعض يحاول تسييسه لخلق مشكلة»، ولمح الظهراني إلى نيته بطلب إعفائه من منصب الرئيس الفخري للجمعية، طاما أن هناك من يحاول استخدام الملف كملف سياسي.وأوضح أن البحرين بحاجة إلى تخطي أي عقبات وأن المصلحة العامة لا بد أن تكون هدفاً واحداً وهو تحت مظلة الوحدة الوطنية بعيداً عن الأهداف الشخصية أو الحزبية الأخرى».وأضاف الظهراني «لا يوجد أسهل من الكلام وتوجيه الاتهامات»، محذراً من أن تكون البحرين كبعض الدول الشقيقة التي أصبح الشرفاء من أهل البلاد والكفاءات يعتذرون من منصب الوزارة خوفاً من كثرة الاستجوابات والاتهامات المتتالية عليهم». وبين الظهراني «ليس كل ما يسمع يقال وعلينا توخي الحذر في نقلنا للمعلومات»، مؤكداً «ننتقد الحكومة بالعقل ولسنا في مواجهة وفي حرب ولابد أن نكون واقعيين»، متسائلاً «هل نشعر أن حكومتنا لديها ذلك التقصير الذي يجعلنا نضع الاتهام عليها بهذا الحجم؟».وأشار الظهراني إلى «الكم الهائل من الإنجازات التي قامت بها الصحة كإنشاء المراكز الصحية الجديدة وافتتاح أقسام جديدة في المراكز القديمة، وغير ذلك تفريق أطباء متخصصين على مختلف الأقسام والمراكز». وامتعض الظهراني «من أن تأشير بعض النواب عليه وكأنه هو المخطئ في اقتراحه مبيناً، اقترحنا على المجلس اقتراح يمكن من خلال التصويت الأخذ به أو إحالة المقترح إلى الحكومة مباشرة»، وقال «لا يوقف لنا أحد عظم بالبلعوم». وأوضح الظهراني «أن بتحويل الموضوع للجنة مختصة يعني دراسة الموضوع من كل الجهات وبحضور جميع الأطراف، لوضع النقاط على الحروف».الوفيات طبيعيةوطالب د.جمال صالح من النواب عدم أخذ ملف مرضى السكلر بحماسة بعيداً عن الأرقام والإحصائيات»، مبيناً «هناك حملات لسنوات ماضية تعمل على توعية المواطنين للحد من الإصابة بالأمراض الوراثية كمرض السكلر».وأضاف صالح أن «الحقيقة المثبتة من خلال أرقام والإحصائيات أن الوفيات بسبب المرض ليست بتزايد وأنها طبيعية».وذكر صالح النواب بأن هناك اقتراحاً بقانون تقدم به المجلس وجاء على صيغة مشروع بقانون يستطيع من خلاله التضييق أكثر وإعطاء المقبلين على الزواج فرصة أكبر لمراجعة أنفسهم مرة ومرتين قبل الزواج».ونوه صالح إلى أن هناك مستشفى يبنى في السلمانية وصل للدور الثالث وكان من المفترض افتتاحه في بداية 2013 لولا تأخر الميزانية وتعطل المشروع، معتقداً أن المشروع سيكون متكاملاً وفيه مراكز بحث بالتعاون مع مركز الجوهرة».وأشار صالح إلى أن هناك حاجة ملحة من قبل وزارة الصحة لمتابعة الخطط بعناية وتطويرها». من جهته، شرح عبدالله الدوسري «أن مريض السكلر تأتيه النوبات بحالات مفاجأة وهذا ما تعرض له النائب هنا في مكاتب المجلس وتأتي سيارة الإسعاف لتنقله». وبشأن تحويل الاقتراح إلى اللجنة المختصة، أشار الدوسري إلى أن أي موضوع يراد قتله يحول إلى لجان، مستغرباً من رغبة رئيس المجلس لتحويل الاقتراح إلى اللجنة المختصة، مؤكداً أنه «يجب على الحكومة التحرك بأسرع سرعة ممكنة».واعتقد الدوسري أن المسألة لا تحتاج سوى قيام وزير الصحة والقائمين على الوزارة بدورهم».ورد النائب عادل المعاودة على الظهراني «عندما نشير بأيدنا على الرئيس فبحسب اللائحة الداخلية المخاطب أثناء النقاش في المجلس هو الرئيس».ولفت المعاودة إلى أن هناك مقترحاً مقدماً من النواب في العام 2003 يتعلق بإقامة عيادة خاصة لأصحاب مرض السلكلر فلماذا لا يتم القيام بهذه العيادة كل هذه السنين؟ متسائلاً كم تكلف إنشاء عيادة هل مليون، 3 ملايين، مبيناً أنه بإمكان الصحة استئجار أي مبنى وتحويله لعيادة».وأيدت ابتسام هجرس ما ذهب إليه زملائها مشيرة إلى أن هناك أرواحاً ذهبت كأم خليفة التي توفاها الله بعد سنة من توجيهاته رئيس الوزراء للنظر في حالها».وعلق عيسى الكوهجي «رئاسة الحكومة لا يوجد منها تقصير، فأي موضوع يمس المواطن نرى رئيس الوزراء في موقع الحدث ويعطي توجيهاته»، مؤكداً «أن المشكلة الأساسية في متابعة توجيهات رئيس الوزراء».
نواب: تقصير «الصحة» في ملف مرضى السكلر أدى لتسييسه
٢٥ يونيو ٢٠١٣