قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن البحرين في مقدمة الدول التي تتصدى لظاهرة المخدرات بحزم، وتمنع المهربين من اتخاذ أراضي المملكة منطقة عبور؛ وسوف يتم الانتهاء من السياج الأمني البحري والذي سيساعد على الحد من تهريب المخدرات مع تطبيق القانون بحق كل من يقدم على جريمة الاتجار والترويج.وأكد الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أنه نتيجة للجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة مكافحة المخدرات فقد ارتفعت كمية المواد المخدرة المضبوطة بالكيلو غرام في عام 2012 لتبلغ 315,509,74 مقارنة مع عام 2011 والتي بلغت 22,796,89 وقد أدى هذا الإنجاز إلى انخفاض عدد الوفيات نتيجة الإدمان من «26» حالة عام 2011 إلى «7» حالات عام 2012.وأضاف أن وزار ة الداخلية دأبت من خلال إدارة مكافحة المخدرات على مواصلة الجهد ليلاً ونهاراً من خلال فرق المكافحة التي تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه إدخال هذه السموم التي تؤثر على حياة المواطنين والمقيمين.وأشار إلى أنه «يصادف السادس والعشرون من شهر يونيو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، هذه الآفة التي باتت مصدر قلق للمجتمعات الإنسانية نظراً لآثارها السلبية على الأفراد والمجتمعات، وما تلحقه من أضرار بشرية ومادية ومن تهديد لسلامة المجتمع لكونها من الظواهر التي تساعد على ارتكاب الجرائم، وتؤدي إلى تعطيل القوى الشابة لتكون عبئاً على المجتمع بدلاً من أن تكون قوة منتجة وفاعلة».وأضاف «ولخطورة هذه الظاهرة جاء الاهتمام العالمي على مستوى الحكومات والمنظمات للتصدي لها، واتخاذ التدابير الفعالة للحيلولة دون انتشارها وملاحقة كل من يروج لها أو يتعاطاها، إضافة إلى وضع البـرامج التأهيلية لمعالجة المدمنين وإنقاذهم من براثن هذه الآفة الخطيرة. وقد تطلب ذلك سن القوانين الرّادعة، وتوقيع الاتفاقات وإقرار المواثيق الدولية التي تحرم زراعتها والاتجار بها وتعاطيها. وفي هذا السياق تم إعداد الاستراتيجية الوطنية لخفض العرض والطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية بالتعاون مع المكتب الإنمائي للأمم المتحدة».وأوضح وزير الداخلية أن الوزارة قامت بتحديث وتطوير التقنيات المستخدمة في مكافحة العرض غير المشروع للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية واتخاذ الإجراءات التي تحول دون دخول المخدرات إلى المملكة عبر حدودها ومنافذها.وأكد أن الإدارة تمكنت من إحباط العديد من محاولات التهريب سواء عن طريق البحر أو الجو أو البر. وبالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة فقد تم تأهيل القوى البشرية من منتسبي الإدارة من خلال برامج الإعداد وتطوير الخبرات حيث شارك «12» منتسباً من الإدارة في المؤتمرات والمنتديات الخارجية بهدف الاطلاع على التجارب الحديثة وتبادل الخبرات في مجال المكافحة، مضيفاً أنه تمّ إيفاد «13» ضابطاً في دورات خارجية للاطلاع على التجارب الحديثة ورفع مستوى المهنية في جهود المكافحة في أكثر من «12» دولة شقيقة وصديقة.وبيّن أنه تم تفعيل برامج التوعية، ومن أبرزها برنامج «معاً لمكافحة الإدمان» الذي بادرت المحافظة الجنوبية بتطبيقه وتعميمه على مدارس المملكة وهو برنامج تعليمي معتمد في أمريكا يهدف إلى إعداد الناشئة إعداداً سليماً يمكنهم من مقاومة خطر المخدرات والعنف.وأضاف أنه استفاد من هذا البرنامج 50 ألف طالب من مختلف المراحل التعليمية، ومن خلال تعزيز الشراكة المجتمعية والتعاون مع مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية وذلك لتوحيد الجهود الوطنية لمكافحة ظاهرة المخدرات. ونظراً لما تشكله ظاهرة المخدرات من خطر على الدولة والدول المجاورة فقد تم تفعيل التعاون الأمني مع دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى من خلال الاجتماعات وإقرار الاتفاقات وتبادل الخبرات ومناقشة التطورات الحاصلة في اتجاهات وأساليب المهربين.وقال إن التصدي لظاهرة المخدرات واجب وطني من مسؤولية الجميع، لذا أتوجه إلى الآباء وأولياء الأمور بضرورة مراقبة سلوك الأبناء حتى لا يقعوا فريسة للمجرمين ورفاق السوء، كما أنصح الأبناء بالحذر من الانجراف وراء المتعة الزائفة التي تدمر حياتهم وتؤثر على مستقبلهم.ودعا وزير الداخلية كافة الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية للتعاون من أجل محاصرة هذه الظاهرة واستئصالها.وقال الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة «بهذه المناسبة أحيي جهود منتسبي إدارة مكافحة المخدرات ضباطاً وضباط صف وأفراداً، وأشكر لهم هذا العطاء المتميز والتفاني في أداء الواجب، متمنياً لهم ولسائر رجال الأمن الساهرين على أمن الوطن وسلامته التوفيق والسداد، داعياً الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه ويجنبها الشرور والآثام».