خلص تقرير اتحاد الصحافيين العرب، المعني بالحريات في الوطن العربي، إلى أن الاتحاد، بسبب نقص المعلومات، اعتمد على تقارير خاطئة عن البحرين مستقاة من مركز غير حيادي، قبل أن يقرر عدم الأخذ بها للحفاظ على مهنية الاتحاد في التقارير التي يصدرها، مشيراً إلى أن البحرين تقدمت 8 مراتب في التصنيف السنوي في حرية الصحافة لعام 2012 حسب التقارير الدولية لحريات الصحافة، إذ احتلت المملكة المرتبة 165 عالمياً مقابل المرتبة 173 في العام 2011.وقال رئيس لجنة الحريات باتحاد الصحافيين عبدالوهاب زغيلات، خلال حفل إطلاق تقرير الاتحاد السنوي بالقاهرة أمس، إن «تقرير الحريات في البحرين أشار إلى أنه لم يحدث أي تغيير في التشريعات في مملكة البحرين وأن قانون الصحافة الذي يناقش في مجلس النواب المنتخب يتجه لإقرار قانون يمنع حبس الصحافيين وتقديم ضمانات جديدة لهم خلال الشهور القادمة، وطالبت التقارير مجلس النواب البحريني سرعة إقرار القانون».ويتناول التقرير حالة الحريات في الوطن العربي 2012 - 2013، ووضع الحريات العامة والانتهاكات التي يتعرض لها من يمارسون مهنة «البحث عن المتاعب» من خلال الرصد الواقعي والدراسات الميدانية وتقارير النقابات الوطنية لـ 18 دولة هم أعضاء الاتحاد.وأضاف زغيلات أن «تقرير اللجنة لم يسجل في العامين 2012 - 2013 حبس أي صحافي بحريني بسبب آرائه السياسية أو التعبير عن رأيه، وأشار إلى عدم وجود محطات خاصة تلفزيونية وإذاعية فيما تتمتع الصحف باستقلالية في عملها».وأكد تقرير لجنة الحريات أن «الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين وعد بدعم حرية الصحافة والإصلاح وجدد في كلمته في يوم الصحافة أنه لا سجن لصحافي بسبب حرية رأيه أو تعبيره، ودعا مجلس النواب إلى عدم تأخير قانون الصحافة المستنير وسرعة إقراره تعزيزاً للحريات الصحافية».وقال رئيس اللجنة إن «التقارير المعنية بالصحافيين رصدت تعرض العديد من الصحافيين والمصورين للمضايقة والاعتداء من جماعات راديكالية بسبب تغطيتهم للأحداث في البحرين ومنها على سبيل المثال في أغسطس 2012 تعرض مصور جريدة «الوطن» البحرينية محيي الدين أنور إلى اعتداء من قبل جماعات راديكالية في منطقة سلماباد، وذلك خلال تأديته لعمله في التقاط صور بالمنطقة، وقاموا بضربه بعصا خشبية وأدوات حديدية أخرى مما تسبب له بإصابات على رأسه ووجهه، اضطر معها للذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم من النزيف».ورصد التقرير « تعرض مصور صحيفة (Gulf daily news) الناطقة باللغة الإنجليزية إلى اعتداء مما تسبب في تعليق الصحيفة عن تغطية الأحداث وأعمال الشغب والعنف، وتعرض مراسل قناة العربية محمد العرب في البحرين إلى تهديدات بالقتل علناً عبر شبكات التواصل الاجتماعي وخلال أدائه واجبه الصحفي في البحرين، الاعتداء على خالد الجبالي مصور قناة العربية إضافة إلى مصور تلفزيون البحرين في هيئة شؤون الإعلام أثناء قيامهما بتغطية مسيرة تشييع أحد المتوفين بمنطقة جدحفص مع عدد من الإعلاميين والمصورين، حيث نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم». واعتبرت جمعية الصحافيين البحرينية، بحسب تقرير اتحاد الصحافيين العرب، «الاستهداف المتكرر للإعلاميين بأنه يعكس منهجية واضحة وجديدة لإرهاب الكلمة والصورة وتكميم أفواه الإعلاميين الذين ينقلون حقيقة الأحداث على أرض الواقع». وحملت الجمعية الجهات التي تقف وراء مثيري الشغب مسؤولية تلك الاعتداءات مطالبة إياها بالتوقف الفوري عن أعمالها المشينة التي تكشف زيف الشعارات المطالبة بالحرية، مجددة رفضها استهداف الإعلاميين لمخالفتهم في الرأي والطرح بهذه الطريقة، وتؤكد على حق الجميع في تبني الرؤى وفق القناعة التي يرونها.وأهابت الجمعية بالصحافيين والمصورين أخذ الحيطة والحذر أثناء أدائهم لمهماتهم، مؤكدة أن الجسم الصحافي البحريني سيقوم بأداء واجبه تجاه وطنه ولن يثنيه أحد عن أداء مهامه ورسالته النبيلة.وأشار تقرير الاتحاد إلى أن «نسبة الحريات الصحافية في البحرين عام 2012 - 2013 تطورت، فلم يشهد أي اعتقالات أو مساءلات لصحافيين عن المواضيع الصحفية المنشورة، كما لم تواجه أي صحيفة أو وسيلة إعلامية الغلق أو التهديد لأي سبب من الأسباب»، مشيراً إلى أن «جمعية الصحافيين البحرينية تواصلت مع جميع الصحافيين البحرينيين ولم شمل الأسرة الصحافية وذلك لتعزيز مبدأ حرية الرأي والتعبير، إلا أن عامي 2012 - 2013 شهد زيادة في التهديدات والهجمات على الصحافيين من قبل جماعات «راديكالية».وأشار التقرير إلى أن «الجمعية خطت خطوات كبيرة في التنسيق مع الدولة والمجلس التشريعي المنتخب «البرلمان» لإصدار قانون الصحافة والنشر الجديد الذي من شأنه أن ينظم القطاع الصحافي، ويضيف حيزاً أكبر من الحريات الصحافية، أهمها إصرار الجمعية على تضمين القانون بند عدم حبس الصحافي لأدائه المهني، وعدم تضييق المصطلحات العامة التي من شأنها أن تكون ثغرات محتملة في أي قانون». يذكر أن تقرير الحريات هذا العام ـ والذي جاء في 140 صفحة ـ في الجزء الأول منه يتناول رصداً لحالة الحريات الصحافية في العالم العربي.