عواصم - (وكالات): تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011، الـ 100 الف قتيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تتعقد فرص التوصل الى اتفاق على عقد المؤتمر الدولي لحل الازمة السورية في جنيف. ونتيجة انسداد افق الحلول، قررت موسكو اعادة كل موظفيها العسكريين من سوريا. ميدانيا، تعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص وسط سوريا لقصف من الطيران الحربي اوقع قتلى وجرحى، بحسب المرصد، فيما استعادت قوات النظام «مدعمة بعناصر من الدفاع الوطني من الطائفة العلوية وقوات حزب الله السيطرة على مدينة تلكلخ في محافظة حمص بشكل كامل».في غضون ذلك، قال مصدر عسكري لصحيفة «فيدوموستي» الروسية إن بلاده أجلت كل موظفيها العسكريين من سوريا الذين كانوا يعملون حتى الآن في ميناء طرطوس، موضحاً ان القرار اتخذ للحد من المخاطر المرتبطة بالنزاع. ولمحت الولايات المتحدة بوضوح الى ان مؤتمر جنيف 2 الدولي حول سوريا لن ينعقد في يوليو المقبل كما كان متوقعا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية باتريك فنتريل «من الواضح ان الوضع على الارض واستمرار النظام في تجنب اي مشاورات يشكلان عقبة حقيقية».وشكك موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الأخضر الإبراهيمي في «انعقاد جنيف 2 الشهر المقبل».ويقضي «جنيف 2» بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تتالف من أعضاء من الحكومة الحالية وممثلين للمعارضة، مع بقاء الغموض محيطا بمصير الرئيس السوري بشار الاسد. وذكر مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات ان الروس والامريكيين لا يزالون يختلفون على تشكيلة هذه الحكومة. اذ يؤكد الامريكيون ان بشار الاسد لا يمكن ان يكون جزءا منها، بينما يعتبر الروس ان الاسد يجب ان يكون ممثلا، كونه جزءا من النظام الحالي. ويفترض ان يناقش وزيرا الخارجية الامريكي والروسي بداية الشهر المقبل الأزمة السورية في بروناي على هامش منتدى اقليمي. وجدد كيري التأكيد أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا، معتبراً أن «سوريا ليست ليبيا». وقال بعد محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، رداً على سؤال حول سبب عدم التدخل عسكرياً في سوريا كما حصل في ليبيا، إن سوريا وليبيا «حالتان مختلفتان في أوجه كثيرة جداً»، موضحاً أنه لم يكن هناك تدخلات خارجية في ليبيا مثل تدخل ايران وحزب الله اللبناني ولم تكن روسيا تزود النظام بالأسلحة. وحذر كيري من أن استمرار القتال في سوريا «سيؤدي إلى دمار الدولة وانهيار الجيش واندلاع نزاع طائفي شامل يستمر سنوات». وفي وقت تتعثر الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان انه «وثق سقوط 100191 قتيلا منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في 18 مارس، حتى تاريخ 24 يونيو الجاري». وبين القتلى 36661 مدنيا، و18072 مقاتلاً معارضاً، و25407 عنصراً من قوات النظام. وأشار المرصد الى انتهاك جديد لحقوق الإنسان قام به مقاتلون ضد النظام وتمثل في شريط فيديو لجهاديين غير سوريين يقطعون بالسكين راسي رجلين للاشتباه بتعاملهما مع النظام. ميدانيا، تعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص وسط سوريا لقصف من الطيران الحربي أوقع قتلى وجرحى، بحسب المرصد. وتقع الرستن شمال مدينة حمص، وتعتبر من أبرز المعاقل المتبقية للمعارضة المسلحة في المحافظة. كما أفاد المرصد عن استعادة القوات النظامية السورية «مدعمة بعناصر من الدفاع الوطني من الطائفة العلوية السيطرة على مدينة تلكلخ في محافظة حمص بشكل كامل». وكانت القوات النظامية موجودة في تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، لكن مقاتلي المعارضة كانوا يحتفظون بأجزاء من المدينة وانسحبوا منها أمس. ووجه الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية «نداء عاجلا إلى الأمم المتحدة ومنظماتها» لحماية المدنيين في تلكلخ «وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين». واتهم «حزب الله» بمساندة النظام في العملية.وفي دمشق، تحدث المرصد عن قصف بالطيران والمدفعية من القوات النظامية على حي القابون الذي يتعرض منذ نحو أسبوع لهجوم من القوات التي تحاول استعادة السيطرة الكاملة عليه، مشيراً الى اشتباكات عنيفة فيه وخسائر في صفوف الطرفين. وتوجد في الاحياء الجنوبية والشرقية جيوب لمقاتلي المعارضة تحاول قوات النظام القضاء عليها.من جانبه، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن خشيته من تقسيم سوريا ما سيشكل «وصفة للخراب» في المنطقة محذرا من «ابعاد مدمرة» في حال تحول الصراع الى فتنة بين السنة والشيعة.وقال العاهل الاردني في مقابلة مع صحيفة «الشرق الاوسط» ان «سوريا مقسمة يعني نزاعا مفتوحاً، يقوض الاستقرار في المنطقة ويعطل مستقبل أجيالها. تقسيم سوريا ليس في مصلحة أحد، والمساس بوحدة سوريا هو وصفة للخراب». وفي نيويورك، أعلن دبلوماسي أن الولايات المتحدة وبريطانيا سلمتا خبراء الأمم المتحدة تفاصيل عن 10 حالات محتملة لاستخدام اسلحة كيميائية من جانب النظام السوري.من جهته، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى تفقده تدريبات عسكرية في هضبة الجولان المحتلة الطرفين المتحاربين في سوريا من شن أي هجوم على إسرائيل.