الدوحة - (وكالات): أكد أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس في أول خطاب له غداة تسلمه مقاليد الحكم أن بلاده ترفض الطائفية في العالم العربي ولا تحسب على تيار سياسي ضد آخر، كما أصدر مرسوماً بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني الذي خلف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وذكر الشيخ تميم أن قطر ستستمر في دعم الفلسطينيين وهي تريد المحافظة على علاقاتها مع جميع الدول، كما دعا القطريين إلى مزيد من العمل والجهد مؤكداً أنه سيكون هناك تدقيق أكبر في نتيجة الاستثمارات الضخمة التي تضعها الدولة داخلياً وخارجياً. وقال الشيخ تميم «نحن دولة وشعب ومجتمع متماسك ولسنا حزباً سياسياً ولهذا فنحن نسعى للحفاظ على علاقات مع الحكومات والدول كافة كما إننا نحترم جميع التيارات في السياسة المخلصة المؤثرة والفاعلة في المنطقة ولكننا لا نحسب على تيار ضد آخر».كما أكد الشيخ تميم رفض الطائفية والمذهبية في العالم العربي، وقال «نحن كمسلمين، نحترم التنوع في المذاهب ونحترم كل الديانات في بلداننا وخارجها وكعرب نرفض تقسيم المجتمعات العربية على أساس طائفي ومذهبي ذلك لأن هذا يمس بحصانتها الاجتماعية والاقتصادية ويمنع تحديثها وتطورها على أساس المواطنة بغض النظر عن الدين والمذهب والطائفة». واعتبر أن الانقسام الطائفي «يسمح لقوى خارجية بالتدخل بقضايا الدول العربية وتحقيق النفوذ فيها». وأكد الشيخ تميم أن بلاده «تلتزم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لنيل حقوقه المشروعة وتعتبر تحقيقها شرطاً للسلام العادل الذي يشمل الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية التي احتلت في 1967 بما في ذلك القدس الشرقية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية وعودة اللاجئين ولا تسوية من دون سلام عادل». وإذ ذكر بأن قطر «انحازت إلى قضايا الشعوب العربية وتطلعاتها للعيش بحرية وكرامة بعيداً عن الفساد والاستبداد»، أكد مستعيداً جملة لأسلافه أن قطر «ستبقى كعبة المضيوم». وخصص الشيخ تميم قسماً كبيراً من خطابه لمدح وشكر والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إنه «فارس ترجل في أوج عطائه». وبعيد بث الخطاب على القنوات الرسمية، أصدر الأمير مرسوماً بتشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني الذي خلف رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.وأسندت إلى الشيخ عبدالله أيضاً حقيبة الداخلية فيما عين خالد العطية وزيراً للخارجية وأبقي محمد السادة في وزارة الطاقة والصناعة الاستراتيجية لدى أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.وتضمنت التشكيلة الوزارية إلغاء وزارات واستحداث أخرى ودمج أخرى.وفي التشكيلة 3 أفراد من أسرة آل ثاني الحاكمة وسيدة واحدة. واستمر القطريون في تقديم البيعة إلى الأمير الجديد في الديوان الأميري، وذلك لليوم للثاني والأخير بحسب البرنامج الذي أعلنه الديوان. وزار الدوحة للتهنئة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خلفية ملك مملكة البحرين، وملك الأردن عبدالله الثاني والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود. وبات الشيخ تميم على رأس دولة صغيرة تملك قدرات مالية هائلة وتؤدي دوراً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً على الساحة الإقليمية والعالمية، وذلك بعد أن حولها الشيخ حمد إلى أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالاً هاتفياً بأمير قطر الجديد معرباً عن الأمل في مزيد من التعاون بين البلدين، بحسب ما صرح مسؤول أمريكي. وأضاف المسؤول أن كيري الذي يقوم بجولة في المنطقة هدفها تنسيق المساعدات للمعارضة السورية تحدث هاتفياً إلى الشيخ تميم ووالده الشيح حمد. وولد الأمير الجديد عام 1980 وهو الابن الرابع للأمير السابق والثاني له من زوجته الثانية الشيخة موزا بنت ناصر المسند. وتم تعيينه ولياً للعهد في 5 أغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الأكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو أحد ابناء الشيخة موزا أيضاً.