قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى البحرين محمد السويدي إن الأمم تستمد هويتها من تراثها الراسخ في أعماق أبنائها، وأصالتها المتجذرة في قلب التاريخ، ولدولة الإمارات تراث عريق يتناقله الخلف عن السلف بحرص واعتزاز، تستمد عاداته من التعاليم الإسلامية العظيمة، والأعراف العربية الأصيلة. جاء ذلك خلال احتفال نظمته سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى البحرين، الأحد 23 الحالي، بمناسبة ليلة النصف من شعبان بحضور سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى المملكة، وبمشاركة براعم «روضة الإبداع الخاصة».وشمل الاحتفال عرض فيلم تسجيلي عن مظاهر الاحتفال بهذه الليلة المباركة في الإمارات، وترديد زهور روضة الإبداع الخاصة بعض الأهازيج التي يرددها الأطفال في هذه المناسبة، وتوزيع الهدايا على الأطفال والحضور. وأضاف سفير الإمارات أن من بين هذا التراث الاحتفال بـ(ليلة منتصف شعبان) كمظهر يدل على التماسك والتكافل الاجتماعي والكرم، حيث كان الموسرون من العوائل في السابق يستعدون لشهر رمضان الكريم في منتصف شهر شعبان؛ فيجلبون (حب البر) الذي يصنع منه (الهريس) وهي الأكلة الرمضانية المفضلة في المجتمع الإماراتي، فينقى ثم يهرس مع اللحم بـ(المضراب الخشبي) الكبير استعداداً لطبخه يومياً في قدور خاصة. وتابع السفير: كان الناس في هذه الليلة يتصدقون بالعيش (الأرز) والتمر والطحين والدراهم والمكسرات، ويرتدي الأطفال ملابس خاصة ويطوفون في جماعات على الأهل والجيران وهم يحملون (الخريطة) وهي كيس من القماش؛ ليضعوا به ما يحصلون عليه من الحلويات أو المكسرات مثل (النخي) أي الحمص والفول السوداني والجوز والحبة الخضراء وهم يرددون المقطع الأشهر «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم.. عطونا من حق الله ولا بنذبح عبدالله.. عطونا من حق هالليلة ولا بنذبح العجيلة..» حيث تقدم لهم هدايا تسمى: (من حق الله).وواصل: يسرني أن أرحب بكم في مقر سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في احتفالنا بمناسبة ليلة النصف من شعبان، حق الليلة (أو من حق الله) كما نسيمها في الإمارات أو (القرقاعون كما تسمى في مملكة البحرين ودول الخليج)، وذلك بناءً على توجيهات وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في إطار حرص الوزارة على المشاركة الفاعلة في مختلف المناسبات والتعريف بالموروث الثقافي لدولتنا الحبيبة. وأشكر لكم حضوركم والاحتفال معنا بهذه المناسبة العطرة وفي هذا اليوم البهيج، وأنتهز هذه المناسبة لأرفع خالص التهاني والتبريكات لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحكام الإمارات وأولياء العهود، وأتمنى أن يبلغنا الله جميعاً رمضان وأن يجعل أيامه عامرة بالإيمان، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات.