عواصم - (وكالات): يحبس المصريون أنفاسهم عشية تظاهرات دعت إليها المعارضة المصرية للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس الإسلامي محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ذكرى مرور عام على توليه السلطة.وطالبت حملة «تمرد» التي أطلقت الدعوة إلى سحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ملايين المصريين بالتظاهر والاعتصام والعصيان المدني اعتباراً من اليوم، فيما أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن القلق إزاء الأوضاع في مصر داعياً مرسي إلى حوار «بناء أكثر» مع المعارضة.وأعلنت حملة «تمرد» أنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي. وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافيين المصرية إن الحملة «جمعت 22 مليوناً و134 ألفاً و465 توقيعاً على مطلب سحب الثقة من الرئيس» محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف أن هذه التوقيعات لن يكون لها قيمة كبيرة «بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني يحميها». وبحسب الأرقام، فإن «تمرد» جمعت توقيعات من نحو نصف عدد الناخبين المصريين البالغ نحو 51 مليون ناخب.وأكد بدر أنه يدعو «الـ 22 مليون مصري الموقعين» على الاستمارة إلى التظاهر السلمي اليوم كما هو مقرر منذ أسابيع عدة في الذكرى الأولى لتولي الرئيس مرسي السلطة في 30 يونيو الجاري إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011. وحصل مرسي في هذه الانتخابات على أكثر من 13 مليون صوت. وفي بريتوريا، عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه إزاء الاضطرابات في مصر ودعا مرسي إلى التصرف بشكل «بناء» أكثر. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في بريتوريا «نحن نتابع الوضع بقلق» موضحاً أن الحكومة الأمريكية اتخذت إجراءات لضمان أمن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين في مصر. وسمحت الولايات المتحدة لموظفي سفارتها في مصر، بمغادرتها، وسط مخاوف من عنف مرتقب، فيما كشفت مصادر أمريكية مطلعة عن استنفار قوة من المارينز للتدخّل لحماية مقر السفارة والمواطنين الأمريكيين، في حال اقتضت الضرورة. وفي سياق ذي صلة، قالت عائلة طالب جامعي أمريكي قتل طعناً أثناء احتجاجات في مصر إن الطالب جاء إلى مصر لتدريس اللغة الإنجليزية لأطفال وتحسين لغته العربية. وتوفي أندرو بوشتر وهو من تشيفي تشيس بولاية ماريلاند بعد أن تلقى طعنات في الصدر بالإسكندرية حيث اقتحم محتجون مناهضون للحكومة مكتباً لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت العائلة في بيان «كما فهمنا فإنه كان يشاهد الاحتجاج بين المارة وطعنه أحد المحتجين». وقال مسؤولون مصريون إن بوشتر كان يحمل كاميرا صغيرة. وأوضحت عائلته أنه سافر إلى الإسكندرية في العطلة الصيفية لتدريس اللغة الإنجليزية لأطفال في السابعة والثامنة من عمرهم وتحسين لغته العربية. وما زال متظاهرون منتشرين منذ صباح أمس في القاهرة بالمواقع التي تجمع فيها آلاف الأشخاص أمس الأول، أي ميدان التحرير للمعارضين لمرسي ومحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر لمؤيديه. ونصبت عشرات الخيم في ميدان التحرير حيث يدعو المعارضون إلى «ثورة ثانية». كما أمضى ناشطون إسلاميون الليل أمام جامع رابعة العدوية بعدما توجهوا إليه بالآلاف الجمعة للمرة الثانية خلال أسبوع. واستقال 8 من أعضاء الأحزاب غير الإسلامية في مجلس الشورى «الغرفة الثانية للبرلمان التي تتولى سلطة التشريع حالياً في غياب مجلس النواب» من المجلس رسمياً دعماً للتظاهرات المعارضة للرئيس مرسي. وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى إيهاب الخراط إن «22 عضواً قدموا استقالاتهم». وأضاف الخراط «استقلنا تضامناً مع 22 مليون مصري قرروا سحب الثقة من الرئيس مرسي». وارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بين أنصار الرئيس المصري ومعارضيه في أكثر من محافظة إلى 8 قتلى، بحسب مصادر طبية إثر وفاة شخص أمس متأثراً بجروح أصيب بها خلال صدامات عنيفة شهدتها أمس الأول مدينة الإسكندرية. وقالت مصادر أمنية إن الانفجار الذي وقع أثناء الاحتجاجات على مرسي في مدينة بورسعيد على قناة السويس ناجم عن قنبلة بدائية الصنع. وتابعت أنه عثر على آثار مادة متفجرة على أجسام بعض المصابين وعددهم 15 عقب الانفجار الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول وأسفر عن مقتل شخص.وأعلن رئيس هيئة قناة السويس أن إدارة القناة تنسق مع القوات المسلحة وقوات الأمن والأجهزة الاستخباراتية لتأمين الممر المائي الدولي. وأضاف أن حركة الملاحة في القناة طبيعية. وعكست الصحف الانقسام في البلاد التي يسودها جو سياسي متوتر تزيد الأزمة الاقتصادية من حدته.وعنونت صحيفة الجمهورية الحكومية «معركة الميادين»، في إشارة إلى التجمعات الكبيرة التي نظمها كل من الجانبين. أما صحيفة المصري اليوم المستقلة فقد كتبت «جو الثورة يعود إلى ميدان التحرير» الذي شهد التجمعات التي أفضت إلى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك مطلع 2011. وعنونت صحيفة «الحرية والعدالة» الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين «دفاعاً عن الشرعية» بينما كتبت صحيفة «التحرير» القريبة من المعارضة في صدر صفحتها الأولى «مصر ضد الإخوان». وبدأت حملة «تمرد» مطلع مايو الماضي بجمع تواقيع تطالب بـ «سحب الثقة» من الرئيس وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير. والتفت المعارضة المصرية حول حملة «تمرد» ودعت المصريين إلى المشاركة في تظاهرات 30 يونيو.ويندد خصوم مرسي بسعي جماعة الإخوان المسلمين إلى السيطرة على كل مفاصل الدولة وبالفشل في إدارة البلاد ويؤكدون أن نظامه «استبدادي». وخوفاً من أعمال عنف خلال تظاهرات اليوم انتشر الجيش في المدن الرئيسية لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.واتهم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي في كلمة أمام المتظاهرين جبهة الإنقاذ بالتدبير لانقلاب على الشرعية. وقال إن المعارضة الممثلة بحركة «تمرد» وجبهة الإنقاذ الوطني تهدد بأنها «ستلقي القبض في 30 يونيو على محمد مرسي وتحاكمه وبأنها ستعطي بعد ذلك الرئاسة الشرفية إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا وتشكل حكومة وأنها ستقوم بحل مجلس الشورى وتعطل الدستور». وأضاف «هذا اسمه انقلاب ولن نسمح به ولو على رقابنا». وكانت جماعة الإخوان والأحزاب السلفية المتحالفة معها أعلنت تنظيم الاعتصام المفتوح استباقاً لمسيرات وتظاهرات 30 يونيو التي دعت إليها حملة «تمرد» والمعارضة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، ومن بين هذه المسيرات واحدة أطلق عليها «الزحف إلى الاتحادية». من جهة أخرى، قتل مجهولون في مدينة العريش بشمال سيناء ضابط شرطة كبيراً يعمل مفتشاً للداخلية شمال سيناء، بحسب ما أفاد مصدر أمني. وقال المصدر إن «ضابطاً كبيراً يعمل مفتشاً للداخلية بسيناء يدعى العقيد محمد هاني قتل بست رصاصات في الرأس على يد مجهولين في أحد شوارع العريش». وأضاف أن «مجهولين كانوا يستقلون سيارة قطعوا عليه الطريق وأطلقوا عليه الرصاص من بنادق رشاشة». وقبل 3 أسابيع، قتل مجهولون ضابط الشرطة محمد أبو شقرة الذي يعمل في إدارة مكافحة الإرهاب الدولي بجهاز الأمن الوطني في مدينة العريش شمال سيناء.
مصر تحبس أنفاسها.. والمليونيات تعود من جديد
30 يونيو 2013