قتل أكثر من 2500 عراقي خلال الأشهر الثلاثة الماضية في البلاد حسبما أشارت إحصاءات بعثة الأمم المتحدة أمس، ما يعد حوالي الضعف مقارنة بالربع الأول من العام، وسط تواصل صراعات سياسية تهدد بانزلاق البلاد إلى موجة العنف التي عصفت بها خلال الأعوام الماضية. وتتزامن أحداث العنف خلال الأشهر الماضية مع الاحتجاجات التي تعيشها المحافظات السنية المناهضة للحكومة والتوتر الذي تعيشه مناطق واسعة متنازع عليها شمال العراق وسط خلافات سياسية تقف في طريق التوصل لتشريعات مهمة. وأفادت حصيلة نشرتها بعثة الأمم المتحدة في العراق أمس بمقتل 761 قتيلاً وإصابة 1771 خلال يونيو الماضي. وأشارت الحصيلة إلى أن أغلب الضحايا من المدنيين. وتؤكد حصيلة أعدتها «فرانس برس» استناداً إلى مصادر رسمية إلى مقتل 452 شخصاً وإصابة 1331 جراء أعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال يونيو الماضي. وتمثل هذه الحصيلة ارتفاعاً نسبته 60% عن الشهر ذاته من العام الماضي. كما تشير حصيلة ضحايا العنف، إلى ارتفاع عدد القتلى خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى 1527 والذي يمثل نحو ضعف عددهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، فيما تحدثت الحصيلة الشهرية الرسمية التي أعلنتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة، عن مقتل 240 وإصابة 379 خلال الشهر الماضي، وهو أقل بكثير عن تلك التي أعدتها «فرانس برس» استناداً إلى مصادر رسمية. وتعرضت مختلف شرائح المجتمع العراقي خلال الشهر الماضي إلى هجمات، فقد استهدفت قوات الأمن والمساجد بسيارات مفخخة وهجمات انتحارية فيما تعرض عناصر الصحوة ومدنيون إلى اغتيالات وضربت ملاعب كرة القدم والمقاهي بالعبوات الناسفة. ويتزامن تصاعد معدلات العنف في العراق، مع أزمة سياسية داخل الكتل الرئيسة في الحكومة وضعف في التشريعات منذ الانتخابات البرلمانية الماضية عام 2010. ورغم تعهد القادة السياسيين لمعالجة أزمات البلاد، وقيام رئيس الوزراء نوري المالكي بإجراء لقاءات مع منافسيه خلال الشهر الماضي في محاولة لتخفيف حدة التوتر، لم يتم التوصل إلى تدابير ملموسة. ففي غضون ذلك، يستمر التوتر في مناطق واسعة متنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان الذي يعيش استقلال شبه كامل. كما تتواصل منذ عدة أشهر احتجاجات في المحافظات السنية ضد الحكومة التي يتزعمها الشيعة، بسبب تهميش السنة وعدم تحقيق المساواة في البلاد. وينظر المحللون السياسيون والدبلوماسيون بقلق إلى المواجهات المختلفة الأوجه في العراق، ويعتقدون بأنه من غير المرجح التوصل إلى حلول قبل نهاية الانتخابات العامة المقررة في العام المقبل. وفي ظل كل هذه الظروف، لا يوجد مؤشر لانخفاض معدلات العنف. فقد أعلنت مصادر أمنية وطبية، عن اختطاف وقتل 8 عناصر سابقين في قوات الصحوة في ناحية المشاهدة شمال بغداد، على يد مسلحين مجهولين يرتدون زياً عسكرياً. ولعبت قوات الصحوة التي شكلت أول مرة في سبتمبر 2006، من القبائل السنية في محافظة الأنبار غرب البلاد، دوراً مهماً في الحد من تنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية. وغالباً ما يستهدف المسلحون السنة وأغلبهم من تنظيم القاعدة، عناصر الصحوة لأنهم ينظرون إليهما كخونة لوقوفهم إلى جانب الحكومة.«فرانس برس»
نزيف الدم يتصاعد بالعراق مع استمرار الصراعات السياسية
02 يوليو 2013