عواصم - (وكالات): أكدت دول غربية ضرورة العودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية في مصر بعد إزاحة الجيش للرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة تحت ضغط شعبي، بينما رحب عدد من البلدان العربية بهذه الخطوة وقدم تهانيه للرئيس الانتقالي عدلي منصور. وفيما اعتبرت دمشق أن إطاحة الجيش المصري لمرسي تشكل «إنجازاً كبيراً» لزمت إسرائيل الصمت إزاء ما يجري في مصر. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى العودة بسرعة إلى الحكم المدني في مصر غداة إزاحة مرسي.وقبل ساعات من ذلك، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معرباً عن «قلقه العميق» إزاء إزاحة الجيش للرئيس مرسي وتعليق العمل بالدستور. ودعا أوباما «جميع الأطراف» إلى «تجنب العنف والالتفاف من أجل عودة دائمة إلى الديمقراطية في مصر». من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي كل الأطراف في مصر إلى «العودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية» خصوصاً عبر إجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد إقصاء مرسي. أما فرنسا فقالت إنها «أخذت علماً» بالإعلان عن انتخابات جديدة، كما قال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي أكد أنه «يأمل في أن يتم الإعداد للاستحقاقات في إطار احترام السلام الأهلي والتعددية والحريات الفردية ومكتسبات الانتقال الديمقراطي ليتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله بحرية». وتميز موقف تركيا بإعلانها أن إزاحة الجيش لمرسي عن السلطة، لا تعكس رغبة الشعب ودعت «للعودة إلى الديمقراطية». وقال نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ في أنقرة إن «تغيير الرئيس في مصر لم يأت نتيجة إرادة شعبية. لم يكن التغيير متماشياً مع القانون والديمقراطية». وأضاف «في جميع الدول الديمقراطية الانتخابات هي السبيل الوحيد للوصول إلى سدة الحكم». وأعلنت إيران أنها تحترم «إرادة الشعب» المصري وشددت على ضرورة «الاستجابة لمطالبه المشروعة». وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية «جميع القوى السياسية في مصر» إلى ضبط النفس» وأن «تؤكد من خلال الأفعال رغبتها في حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في إطار ديمقراطي، دون إعمال عنف ومع احترام مصالح جميع طبقات ومكونات المجتمع المصري». من جهتها، أعلنت الصين تأييد «خيار الشعب المصري»، ودعت إلى الحوار. وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بريطانيا «ستعمل» مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكداً من جديد أن لندن لا تدعم «التدخلات العسكرية». وفي أثينا، صرح وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إن إزاحة مرسي تشكل «فشلاً كبيراً للديمقراطية». مؤكداً أن «عودة مصر في أسرع وقت ممكن إلى النظام الدستوري أمر ملح. ودعت كندا إلى «حوار بناء» بين كل الأطراف في مصر. وكان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أول القادة العرب الذين هنأوا الرئيس الانتقالي الجديد لمصر. من جهتها، أعلنت قطر استمرار دعمها لمصر وهنأت رئيس الفترة الانتقالية عدلي منصور. وقال مصدر في وزارة الخارجية إن «قطر ستظل سنداً وداعماً لمصر لتبقى قائداً ورائداً في العالمين العربي والإسلامي». وهنأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عدلي منصور. كما أشادت الإمارات العربية المتحدة بالجيش المصري. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وجه برقية تهنئة إلى الرئيس منصور بعد أدائه اليمين. وقال الشيخ خليفة «تابعنا بكل تقدير وارتياح الإجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة والذي كان له الأثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدولي». وعبر الأردن عن دعمه لمصر قيادة وشعباً في «هذا الظرف المفصلي». وأكد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني دعم المملكة لإرادة الشعب المصري في برقية تهنئة أرسلها لعدلي منصور. وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدلي منصور. وأشاد الرئيس عباس»بالدور الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في الحفاظ على أمن مصر ومنع انزلاقها إلى مصير مجهول». من جانب آخر، اعتبرت دمشق أن إطاحة مرسي هي «إنجاز كبير» و»انعطاف جذري» لصالح الديمقراطية، مشيرة إلى ضرورة اهتداء الشعوب بهذا التحول لإسقاط «هذه التجربة الفاشلة». من جهته، عبر السودان عن أمله في أن «يسود السلام والاستقرار» في مصر «الشقيقة»، كما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية. وعبرت الحكومة البرازيلية عن «قلقها» من «الوضع الخطير» في مصر ودعت إلى حوار بلا عنف من أجل حل للأزمة عبر المؤسسات.في المقابل، قالت حركة النهضة التي تقود الحكومة في تونس إنها تدين بشدة ما وصفته بالانقلاب السافر على الشرعية في مصر قائلة إنه يغذي التطرف.