القاهرة - (أ ف ب): لم يكن قد مضى سوى يومين على تولي المستشار عدلي منصور رئاسة المحكمة الدستورية العليا في الأول من يوليو الجاري عندما كلفه الجيش مساء أمس بإدارة شؤون مصر أكبر بلد عربي، خلال الفترة الانتقالية حتى انتخاب رئيس جديد، بعد عزل محمد مرسي المنتمي إلى الإخوان المسلمين. وبعد الإدلاء باليمين الدستورية صباح أمس، سيقود عدلي منصور البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية ترافقت مع أزمة سياسية بلغت ذروتها مع التظاهرات الحاشدة التي نظمت على مدى 4 أيام للمطالبة بتنحي مرسي وتخللتها صدامات دامية بين معارضي ومؤيدي أول رئيس انتخب ديمقراطيا في مصر في 30 يونيو 2012 قبل أن يتهم «بالتسلط» وبالعمل على «أخونة» البلاد. وفي كلمة ألقاها بعد أدائه اليمين الدستورية، حرص منصور بعد تحية الشعب المصري والجيش والشباب، على توجيه التحية خصوصا إلى «القضاء الوطني الشامخ العادل الحر المستقل الذي تحمل كل محاولات العدوان على سلطته فارتدت سهام المعتدين إلى نحورهم»، في إشارة منه لمحاولات جماعة الإخوان المسلمين إعادة تشكيل المحكمة الدستورية أكثر من مرة، ومحاصرتها من قبل شباب الإسلاميين في ديسمبر الماضي. وحاز عدلي منصور المولود في 23 ديسمبر 1945 على شهادة الحقوق من جامعة القاهرة عام، وتابع دراساته العليا في مصر قبل أن يحصل على منحة للدراسة في معهد الإدارة العامة المرموق في باريس. ثم أكمل مسيرته المهنية في سلك القضاء في عهد حسني مبارك. عمل منذ 1970 في إدارات الفتوى والتشريع وفي المحاكم المدنية والجنائية، وعين في 1992 عضواً في المحكمة الدستورية العليا. وفي منتصف يونيو الماضي، انتخب رئيساً للمحكمة خلفا لرئيسها السابق ماهر البحيري الذي بلغ سن التقاعد في الأول من يوليو الجاري الجاري. وخلافا لقادة المعارضة مثل محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أو عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، لم يذكر اسم عدلي منصور من بين الخلفاء المحتملين لمرسي. وربما أثار القاضي غير المعروف اهتمام الجيش الراغب في تنصيب شخصية محايدة لا تثير جدالاً في إطار سعيه للتهدئة. وكان يمكن أن يسير هذا القاضي في التظاهرات التي ضمت الملايين في الأيام الأخيرة من دون أن ينتبه إليه أحد، فصورته لم تظهر أبداً بين صور المعارضين خلال التجمعات المناهضة للإخوان المسلمين والتي توجت بتعيينه رئيساً لمصر على راس حكومية انتقالية. والقاضي عدلي منصور متزوج وله ابن وابنتان.