أكد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي أن «الله عز وجل ما ذكر الهوى في موضع من كتابه إلا ذمه، وسمي الهوى بهذا الاسم لأنه يهوي بصاحبه»، مشيراً إلى أن «العبد لم يخلق للهوى، وإنما خلق لمهمة كبيرة، قد يكون الهوى عائقاً وحاجزاً بينه وبين ما خلق من أجله»، فيما أوضح أن «الشرع الحنيف وضع حلولاً شافية لهوى النفس أبرزها الصبر».وقال إن «القرآن الكريم في غير موضع يذم الهوى، وقال الله تعالى «واتبع هواه فمثله كمثل الكلب»، وقال أيضاً «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه»، وقال سبحانه «أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه»، وقال تعالى «ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم ومضلات الهوى». كما قال مالك بن دينار «بئس العبد عبد همه هواه وبطنه». وكان سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه يردد «إني بليت بأربع ما سلطوا إلا لجلب مشقتي وعنائي، إبليس والدنيا ونفسي والهوى، كيف الخلاص وكلهم أعدائي».وقال علي بن سهل «العقل والهوى يتنازعان، فمعين العقل التوفيق، وقرين الهوى الخذلان».وأوضح د.عبدالكافي أن «الشرع الحنيف وضع حلولاً شافية لهوى النفس فيقول رسولنا الكريم «الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله».ولفت إلى أن «المؤمن الحق قوام على نفسه، دائم الحساب، ومراجعة النفس، حتى يفيق من سكرة الهوى، ومما يعالج هوى النفس، ليكون موافقاً لشرع الله الصبر والتصبر». ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر»، لأن الإنسان إذا ظل متبعاً للهوى فيصدأ قلبه.وكان يحيى بن معاذ يقول «سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقم فكذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب» .ولذلك كان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لنا بغض النظر ومن قبل القرآن الكريم في قوله تعالى «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون»، وكي يغلق باب الهوى من البداية فإن النظر سهم من سهام إبليس، وأفضل ما يضبط أعمال المسلم أن يزن أفكاره وآراءه وأقواله وأفعاله بميزان الكتاب والسنة لا برأيه ولا برأي غيره. وفي هذا الصدد يقول الشاعر العربي:عاتبت قلبي لما.. رأيت جسمي نحيلاً.. فألزم القلب طرفي.. وقال: كنت الرسولاً.. فقال طرفي لقلبي.. بل أنت كنت الوكيلاً.. فقلت: كفوا جميعاً..تركتماني قتيلاً.وخلص د.عبدالكافي إلى أنه «لو غلب المسلم جانب الشرع على جانب الهوى والطبع لحظي بسعدي الدنيا والآخرة».