كتب - أحمد الجناحي:لا تكتمل فصول طقوس رمضان لدى الشباب البحريني دون خيمة، ينصبونها قبل هلال الشهر الفضيل ويؤمنون كل احتياجاتها، وفيها يقضون أوقاتهم بين العبادة والفواصل الترفيهية.يجمع شباب كل حي مبلغاً من المال ويؤجرون خيمة، وفيها يجتمع الأصدقاء ويتنافسون في ألعاب الكمبيوتر، وتلقى عليهم عظات من رجال الدين ويسمعون فضائل الشكر الكريم. قوانين وأنظمةيحضر شباب القضيبية خيمتهم قبل الشهر الفضيل بفترة طويلة، لأن الترتيبات والتحضيرات تتطلب ذلك كما يقول المسؤول عن الخيمة أحمد خليفة «نأخذ موافقة أهل الفريج قبل نصب الخيمة، وبعد ذلك نحصل على ترخيص البلدية» ويرتب أحمد مع شباب الحي عصر كل يوم مكان الخيمة وبدأ ورفاقه بشراء المقاعد والمفارش وتقاسم معهم المهام والمسؤوليات «قبل رمضان بأسبوع ننصب الخيمة ونحضرها، وكل منا يجلب ما يتوفر لديه من المنزل مثل التلفزيون ولعبة البلاي ستيشن، ونشتري بعض الألعاب الشعبية من السوق».ورغم صغر الخيمة إلا أن أحمد وضع قوانين صارمة يلتزم بها الجميع «ممنوع الجلوس بالخيمة وقت الصلاة، ويمنع التدخين منعاً باتاً داخلها، ويرتادها كل سنة شباب الفريج وحتى سكانها الذين انتقلوا لمناطق أخرى منذ زمن طويل، فالخيمة أم تحتضن جميع أطفالها وإن جار الزمن وأبعدهم عنها، بعد صلاة التراويح إلى ما قبل السحور ونتبادل أطراف الحديث ونستمتع بأجواء رمضان الروحانية».برامج متنوعةيحضر فريق الخيمة مجموعة برامج ومناشط ترفيهية طيلة الشهر الفضيل ويقول عبدالله البوعينين العضو في فريق تحضير البرامج «أعددنا جدولاً دورياً للعبة الكيرم والبتة وبعض الألعاب الشعبية الأخرى، ونرتب دوري الكرة على جهاز البلاي ستيشن، وأحياناً نغني برامجنا بدعوة رجال الدين لوعظ الشباب والحديث عن فضائل رمضان».وبمسافة لا تبعد كثيراً عن خيمة أحمد، جهز يوسف عبدالله وأصدقائه كوخاً من الحطب بنوافذ تطل على الشارع يقول يوسف «هذه السنة جهزنا بسطة من الحطب بنوافذ تطل على الشارع، الخيمة تفصلنا عن العالم الخارجي ودرجة الحرارة فيها أعلى». جمع يوسف وأصدقاؤه مبلغاً من المال قبل بداية الشهر، لشراء مستلزمات تجهيز البسطة ابتداءً بالبناء وانتهاء بالكماليات والألعاب وحتى تجهيزات الطعام وما شابه «نرتب عادة دورياً للألعاب الشعبية وأخرى لألعاب الفيديو، ونسعى هذه المرة لتجريب لعبة الإنترنت الجديدة المتوفرة على الهواتف الذكية FUN RUN، كنوع من التغيير والتميز، وهناك جوائز رمزية للفائزين».ويزور يوسف وأصدقاؤه، رفاقهم القدامى كل سنة بعد صلاة التراويح، ويقضون وقتهم هناك حتى السحور ويشاركونهم برامجهم وفعالياتهم وألعابهم.ملاذ الشبابيقودنا جسر الشيخ خليفة بن سلمان إلى منطقة الحالة بالمحرق وبالتحديد إلى مجلس خميس جمعة، حيث استأجر محلاً في أحد البيوت ليكون ملاذاً لكل شباب الحي خلال رمضان «البسطة في منزل أحد الشباب، استأجرناها بمبلغ رمزي لتجمعنا في رمضان، هي رغم محدودية مساحتها إلا أنها تحتضن كل شباب الفريج، وتمتلئ بعد صلاة التراويح عن آخرها، حتى عضو المجلس البلدي يحضر أحياناً ويشاركنا برامجنا المتنوعة من دوري الألعاب الشعبية الذي يتنافس فيها شباب الفرجان المجاورة».ويوفر خميس احتياجات البسطة عبر مبلغ بسيط يحصل من الأعضاء، والبعض الآخر يساهم بما يتوفر لديه في المنزل «نتعاون في تلبية احتياجات المكان، فالبعض يجلب بعض المستلزمات من المنزل وآخرون يشترونها».