عواصم - (وكالات): أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع في كلمة ألقاها على نحو مفاجئ عصر أمس أمام عشرات الآلاف من المتظاهرين الإسلاميين في ميدان رابعة العدوية شمال شرق القاهرة أن «الانقلاب العسكري باطل» ودعا «الملايين إلى البقاء في الميادين» حتى عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه. وأضاف بديع أمام المتظاهرين «رئيسنا هو مرسي» وكرر أكثر من مرة «نحن هنا إلى أن نحمله على أعناقنا أو نفديه بأرواحنا». وخاطب بديع الجيش المصري قائلاً «يا جيش مصر عد إلى أحضان شعبك لا تحم فصيلاً واحداً، احم الشعب كله لا تنحاز إلى فصيل واحد» في الوقت الذي حلقت فيه مروحيات للجيش فوق الميدان. واكد بديع «لن تثنيا تهديدات ولا اعتقالات ولا سجون ولا مشانق جربنا الحكم العسكري ولن نقبل به مرة أخرى». وعلى الأثر توجه آلاف من أنصار الرئيس المعزول إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة. ومرت المسيرة بالقرب من ميدان التحرير حيث يحتشد الآلاف من المعارضين لمرسي. وفي تلك الإثناء وقعت اشتباكات بين الفريقين في ميدان عبد المنعم رياض القريب من الميدان التحرير. وتجري الاشتباكات أعلى وأسفل جسر 6 أكتوبر المطل على ميدان عبد المنعم رياض وكان يسمع دوي طلقات وشوهدت عدة سيارات إسعاف في المنطقة. واندلعت في وقت سابق مواجهات بين أنصار ومعارضين للرئيس المعزول وبين أنصار لمرسي وقوات الأمن في مناطق مختلفة في مصر كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وفي القاهرة قتل 3 في تبادل إطلاق أمام دار الحرس الجمهوري في ضاحية مصر الجديدة. وأشارت السلطات إلى سقوط قتيل واحد بالقرب من ميدان رابعة العدوية.وفي سيناء، قتل 5 من رجال الشرطة وجندي أمس برصاص مجهولين، وفقاً لمصادر أمنية. وشمال سيناء قتل صباح امس جندي مصري وأصيب اثنان في هجوم على مركز للشرطة ونقاط عسكرية في الجورة شمال سيناء قاموا خلالها بإطلاق صواريخ وأعيرة نارية. وفي المساء أعلن مصدر رسمي مقتل رجلي شرطة برصاص مسلحين مجهولين في العريش، شمال سيناء. وفي الإسكندرية، شمال، تدور اشتباكات في العديد من الأحياء حيث ترددت أنباء عن سقوط جرحى. وفي محافظة البحيرة، شمال، سقط 6 جرحى في اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن، كما نقلت الوكالة عن مصدر رسمي. وفي السويس رشق إسلاميون قوات الأمن بالحجارة قبل ان يتمكن الجنود من تفريق تجمع على ضفة القناة. من جهة أخرى قرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود إخلاء سبيل رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني ورشاد البيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان على ذمة التحقيقات الجارية معهم بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وأوضحت الوكالة أنه تقرر إخلاء سبيلهما «بضمان محل إقامتهما». وكان عبد المجيد الذي عاد مؤخراً إلى منصبه بحكم قضائي أعلن في وقت سابق أنه سيتقدم باستقالته بسبب «استشعاره الحرج» من اتخاذ إجراءات وقرارات قضائية ضد من قاموا بعزله من منصبه. وقد عزل محمود من منصبه بموجب الإعلان الدستوري الذي اصدره مرسي في يناير الماضي وأثار احتجاجات واسعة آنذاك ووصفته المعارضة بأنه «إعلان استبدادي».وقالت مصادر أمنية إن السلطات المصرية ألقت القبض على الزعيم السلفي حازم أبو إسماعيل ووجهت له تهمة التحريض على العنف. من جانبه اصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قراراً بحل مجلس الشورى الذي كان يتولى سلطة التشريع في البلاد قبل عزل مرسي. كما اصدر منصور قراراً جمهورياً بتعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة. وقالت وسائل الإعلام الرسمية أن الرئيس المؤقت أصدر قراراً «بتعيين محمد أحمد فريد رئيساً لجهاز المخابرات العامة» خلفاً للواء محمد رافت شحاتة الذي عين مستشاراً أمنياً لرئيس الجمهورية». وكانت جبهة الإنقاذ الوطني دعت صباح أمس إلى تظاهرات عاجلة «للدفاع عن ثورة 30 يونيو» في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة المطالبة برحيل مرسي التي عمت البلاد الأحد الماضي في مواجهة تظاهرات الإسلاميين الحاشدة في القاهرة. كما دعا الجيش المصري إلى الوحدة و»المصالحة» والابتعاد عن «الانتقام». من جهة أخرى أعربت مصر عن «أسفها الشديد» لقرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى تعليق عضويتها. وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي في بيان عن «أسف مصر الشديد لقرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي صدر صباح أمس بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي على خلفية الأحداث الأخيرة بالبلاد». وأكد المتحدث أن «هذا القرار قد تم اتخاذه بناءً على معلومات لا تمت للواقع بصلة ودون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن ما حدث في مصر يوم 3 يوليو 2013 كان نتيجة مطلب شعبي جسده خروج عشرات الملايين من المصريين للشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة». وكان أمين مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي ادموري كامبودزي الذي تلا بياناً رسمياً بعد اجتماع للمجلس استمر 3 ساعات أعلن أن «المجلس قرر تعليق مشاركة مصر في نشاطات الاتحاد الأفريقي». وأضاف أن «المجلس يؤكد إدانة ورفض الاتحاد الأفريقي لاي استيلاء غير شرعي على السلطة»، معتبراً أن «إسقاط الرئيس المنتخب ديمقراطياً لا يتفق مع البنود الواضحة للدستور المصري ويعني في التعريف تغيير غير دستوري في السلطة».من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي أبلغ خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أن الأوضاع في مصر مستقرة.وذكرت الوكالة أن السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً مع ملك السعودية أطلعه فيه على تطورات الأحداث في مصر «وطمأنه عن استقرار الأوضاع» بها. ونقلت الوكالة عن الملك عبد الله قوله للسيسي إن الأحداث التي تشهدها مصر «تستدعي الحكمة والتعقل».
مصر على حافة الفوضى
06 يوليو 2013