كتب ـ أحمد الجناحي:ليس المثقف من يملك سعة من المعلومات أو يحمل شهادات عليا أو قطع شوطاً بعيداً في ميادين العلوم والفنون والآداب، بل المثقـــف مـــن يستطيع نقل المعرفة للآخرين لتعم الفائدة والانتفاع.وعرف أعضاء فريق «قوة الكلمة» في أحد لقاءاتهم التلفزيونية المثقف بأنه «المهذب المستقيـــم الــذي يجعل ضميره رائده، وعقله قائده، ومعاملة الناس بالحسنى شعاره، ونقل المعرفة إليهم هدفه». يتكون فريق قوة الكلمة لتطوير الذات، من كوادر وطاقات شبابية تسعى من خلال أنشطتها الثقافية لتحقيق جملة أهداف تصب في إطار تطوير الذات من مختلف جوانبها العلمية والعملية. ويتشكل الفريق من 10 أعضاء مبدعين ينتمون لمختلف الفئات العمرية، ويوجـــه الفريـــق رسالـــة بأنه يستهدف كل الفئات العمرية والدرجــات الفكريــــة والجنسيــــات والأعراق والأديان على اختلافها.وسائل نقل المعرفةيهدف الفريق من خلال أنشطته وبرامجه لتأصيل مبدأ نقل المعرفة فــي المجتمـــع، وتعزيـــز مهـــارات الخطابة والقيادة والثقة بالنفس، وغـــرس روح التكامــــل والتعــــاون والعمل الجماعي، وإخراج جيل واع مثقف يتقن مهارات التناظر والإقناع.ويسعى الفريق إلى توسيع مدارك التفكير لدى الفئة المستهدفــة، وتمكينهـــا مـــن النظـــر لمختلـــف الموضوعات من زوايا متعددة، وإخراج جيل مبدع ذي تفكير متفرد راقٍ ومتزن. ويقول رئيس الفريق سالم المسيفر، إن دافـــع الاستمراريـــة هـــي فــي الأصل الاستدامة، ونجاح المشروع واستمراريته تعتمد على بقاء فكرة المشروع مشتعلة وحية في وجدان مؤسسيها.ويضيـــف «ارتأينا أن تكون انطلاقة الفريق الحقيقية ليست فقط بالمشاركة بجائزة بادر، بل نطمـــح لتدشين اللائحة الداخلية كانطلاقة للفريق، وتتضمن هيكله التنظيمي ومهام جميع الأعضاء، بغية تنظيم آلية العمل وتنسيق الأنشطــة والبرامج».وأكد المسيفر أن الفريق يسعى دوماً إلى تطوير مهارات الشباب الحياتية من خلال الورش التدريبية والمحاضرات والأنشطة والبرامج المتنوعة، وقال «نسعى في الفريق أن نكــــون أحــــد أبـــرز المبــادرات التطوعية الشبابية المحترفة والأكثر تأثيراً ونضجاً ثقافياً وفكرياً، وإعداد جيل مسلح بالوعي المعرفي مؤثر فكرياً وناشط ثقافياً من خلال المشاركة والحوار الفعال في مختلف الفعاليات والأنشطة».ودعا المسيفر جميع الراغبين بالانضمام إلى الفريق بسرعة تقديم طلب العضوية، لافتاً إلى أن للعضو حق المشاركة في جميع برامج الفريق وأنشطته وفعالياته، بهدف تعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل الجماعي والإخلاص.بسواعد الشبابويحقق فريق قوة الكلمة جانب من أهدافه عن طريق تنظيم فعاليات داخلية وخارجية وحملات ميدانية وإلكترونيــــة، بأساليــــب توعويــة تثقيفية دورية مبتكرة تخدم مختلف الشرائح، وتنظيم دورات تدريبية مجانية لمختلف فئات المجتمع في مجال تطوير الذات على أيدي مدربين متخصصين. وقدم الفريق أولى أنشطته تحت عنوان «المعسكر ثقافي»، وشمل عـــدداً مـــن الــــدورات التدريبيــــة التثقيفيــــة المتنوعــــة، بمشاركــة عدد من المدربين المختصين في مجال تطوير الذات وصقل الإبداع، كدورات الإبداع والتغيير الفعال والحفظ والذاكرة وأسرار وخفايا لغة الجسد والتعايش المجتمعي والقيادة ومهارات الاتصال والثقة بالنفس وتطوير الذات، وجميعها دورات تتضمن الجانبين النظري والعملي.وبعد خوض المشارك كل دورات المعسكر الثقافي، ينتقل إلى مسابقة المناظرات باللغة العربية، ضمن أسلوب الشرق الأوسط وبقوانين محددة، تمكن المشترك من تطبيق مهارات وخبرات اكتسبها خلال المعسكر. وركز فريق قوة الكلمة في معسكره الثقافي الأول على كسر الجمود لدى المشاركين، من خلال تنظيم أيام ترفيهية تتضمن جانب التعارف والمحاورة وتبادل الأفكار ضمن ألعاب ترفيهية ثقافية هدفها الأول صقل شخصية المشاركين وتطوير مستواهم الفكري.تطوير الذات وتقول أمين السر هدى الخالدي إن الفريــــق قــــدم العديـــــد مـــــن الدورات التدريبية لتطوير شخصية المشاركيـــن وصقـــل مهاراتهـــم، بمشاركة مدربين بحرينين رائدين أمثال أسامة بحر وإبراهيم التميمي وعلي الريس وأشواق بو علي وعصام جناحي وعيسى الدوسري والإعلامية أمينة الحمدان.وأكدت الخالدي أن فعاليات الفريق مختلفة عن أي فعاليات أخرى لأنها تركز على الجانب العملي، وتقديم ورش ومناظرات باللغة العربية، وهي فن جديد في البحرين، مكن المشاركين من استخدام مهارات وتقنيات تلقوها خلال الدورات.وتضيف أن فريق قوة الكلمة أصر على نقل المعرفة لكل فئات المجتمع، شاملاً من حالت الظروف دون انتسابهم للمعسكر، مثل الطلبة الموجودين بمركز العناية بمتلازمة داون، وأطفال مركز البذور الصالحة، ومسني دار ياكو.وتتابع «لا يقتصر دور قوة الكلمة على الجانب الثقافي فقط في فعالياته وأنشطته، بل عززها أيضاً بالجانب الترفيهي، من خلال تطبيق ألعاب ذهنية عملية تصب في إطار تطوير الذات وصقل المهارات».روح المبادرةوعبر المدرب عصام عبدالله عن ارتياحه لما آلت إليه برامج الفريق من تطور ملحوظ، ويقول «المتتبع لأعضاء الفريق عن كثب يدرك تماماً أن روح المبادرة وقوة الطموح ونبض الاستمرارية متجذرة في نفوس هذه الفئة الشبابية الطموحة».ويعمل فريق قوة الكلمة حالياً على نشاط مميز وجديد من نوعه «مجموعة القراءة»، حيث يجتمع المشاركون في قراءة كتاب مختار شهرياً، ثم يتناقشون حوله وينقل كل المعرفة التي اكتسبها للآخر.وتقول رئيس الشؤون الخارجية للفريق فاطمة محمد، إن الفريق أعلن عن المعسكر الثقافي في بداية انطلاقه بشكل واسع، وكان له ظهور بالجانب المرئي في برنامج «هلا بحرين» التلفزيوني، والبرنامج الإذاعي «نجوم الظهاري»، حيث تمت استضافة أعضائه مرتين قبل افتتاح المعسكر ومرة بعد الانتهاء منه.وتضيـــف فاطمـــة «أعجبــت كثيـــر مــن المؤسســـــــات والمراكــــــــز الشبابيــة بفكرة المعسكر، وكانوا أول الرعاة والداعمين وهم شركة «جان كلك» للتصوير ومطعم فرندز ونسكافيه ومطعم الأسرة ومنتدى الجامعيين».ولا تخفي فاطمة حاجة الفريق في بداية انطلاقته لميزانية ودعم مادي لتحقيق أهدافه وتوفير احتياجاته الضرورية من مكان تنظيم الورشات والمحاضرات.وتعتقد زينب الجابر عضو «قوة الكلمة»، أن الفريق استطاع أن يحقق أهداف المرحلة الأولى، وتمكـــن من تثقيف مجموعة كبيرة من الشباب المشاركين.وهي تدعو الجميع للاستفادة من برامج الفريق المجانية وتنمية مهاراتهم، ومتابعة فعاليات الفريق والتسجيـل ببرامجـــه عـــن طريـــق مواقع التواصل الاجتماعي «تويتـر» و«أنستغـــرام» و«فيــــس بــــوك» و«كيك». ويقول المشارك فيصل الخياط إن المعسكر الثقافي كان نقطة تحول على الصعيد الثقافي والاجتماعي، وفرصة حقيقة للاختلاط بشباب بحريني واع ومثقف، يحمل راية التطوير والارتقاء بالوطن، لافتاً إلى أن فكرة المناظرة أعطت الشباب الفرصة الكاملة لتعلم فنون الإقناع بالحجج والبراهين.