تزوجت «ن . م» دون رضا أهلها رجلاً أحبته، وبعد 10 سنوات من العشرة الزوجية انفصلا، وهي تصف حالتها حيال نظرة المجتمع بـ«المحكومة بالإعدام». تطلقـــت «ع . ر» وسكنت بيت أهلها، واليوم تواجه مشكلة مختلفة فطفلاها دائما العبث وأهلها لا يخفون انزعاجهم، وتعلق «م . ح» إن المطلقة بالمجتمعات العربية على العموم تعاني ظروفاً اجتماعية ونفسية ومادية صعبة. «ع . م» كانت أفضل حالاً، إذ انفصلت عن شريك حياتها بعد زواج دام سنين، وهي تزوجت بآخر ورزقت منه بثلاثة أطفال ولم يتوان طليقها عن الاقتران بأخرى. مجتمع لا يرحمتطلقت «ن . م» وحكم عليها المجتمع بالإعدام، وهـــي قبلاً تزوجت رجلاً أحبته رغم معارضة جميع أهلها، وانفصلت عنه بعد زواج دام 10 سنوات. رفض الأهل الزوج المنتظر بحجة أنه رجل غير مناسب، ودون تقديم أسباب مقنعة على حد زعمها «مرة بحجة أنه يعيش في بيئة اجتماعية تختلف عن وضع عائلتي، وأنه من طبقة اجتماعية أدنى من طبقتها». ردت آنذاك أن المادة لا تعنيها بتاتاً، هنا تذرعوا أنه غير متعلم وليس صاحب طموح وأجابتهم «أنا مقتنعة به زوجاً وانتهى الموضوع»، وبعد سنة ونصف تقريباً ورغم رفض الأهل وتقدمه لخطبتها مراراً تزوجا. وتزعم أن والدتها كانت تعامل زوجها كرجل غريب والجميع لا يحبونه دون سبب «كثير ما كان يشتكي من الموضوع، وبعد 10 سنوات تغيرت تصرفاته معي ومع الأولاد، بدأ يسهر خارج المنزل ساعات طويلة ويسافر دون أن يخبرني».حاولت التفاهم معه دون جدوى، إلى أن طلبت الطلاق أخيراً «كنت أدرك أن الطلاق ليس حلاً ولكن الحياة معه باتت مستحيلة، وقرار الطلاق بالنسبة لأهلي جريمة وأنا بحكم العائلة مجرمة تحاسب على كل فعل».وتقول إن المرأة المطلقة ضحية قسوة مجتمع لا يرحم، إلى جانب المعاناة المادية والاجتماعية والنفسية.حلال المشاكل تزوجت «ع . م» قبل 11 سنة تقريباً «قضينا سنتين دون أطفال، في البداية كانت الحياة وردية كأي زوجين، وبعد سنة فقط بدأت المشاكل تطل برؤوسها لأتفه الأسباب». حاول الزوجان تجاوز خلافاتهما دون جدوى «من أسباب المشكلة الرئيسة تدخل والدته في حياتنا بكل صغيرة وكبيرة، وهو كان يرى هذا التدخل ويعجز عن فعل شيء، وبتنا نتشاجر على كأس ماء، على موعد علـــــى أي سبـــــب تافـــه». في نهايـة المطـــاف توصـــلا لقرار لا رجعة عنـــه الانفصـال «طليقي رفض الفكرة في بادئ الأمر، إلا أنه اقتنع في النهايــة، مــن الصعـــب أن يعيش اثنان تحت سقــف واحــد فـي ظل مشاكل يومية لا تنتهي، كان قرارنا في محله رغم اعتراض الجميع، خاصة أننا لم نرزق بأطفال». بعد فترة من انفصال الزوجين تقدم رجل لخطبة الطليقة وتزوجت ولديها اليوم 3 أطفال «طليقي أيضاً لم يفوت الفرصة وتزوج بأخرى، أعتقد أن الطلاق حل في بعض الأحيان». الحال من بعضهوتعلق «م . ح» أن المرأة المطلقة في المجتمعات العربية ماتزال تعاني ظروفاً اجتماعية ومادية ونفسية صعبة، ومادياً لا تجد من يقدم لها يد المساعدة، وتقف عاجزة أمام أساسيات الحياة ومتطلبات الأبناء «النفقة المفروضة على الزوج أحياناً مجرد اسم لا أساس لها على أرض الواقع».فضلت «م . ح» الانفصال عن زوجها لسبب وجيه على حد قولها «كان يضربني يومياً والعنف وسيلته لتحقيق رغباته، هو رجل سكير قراره ليس بيده، تجده دوماً فاقداً لوعيه تارة يضرب وتارة يشتم ثم يأسف ويعتذر». «م . ح» اليوم مطلقة وعاطلة عن العمل «لدي شهادة ثانوية عامة فقط، والوظيفة اليوم تحتاج لواسطة أنا لا أملكها، لدي طفلان الأول عمره 13 سنة والثاني 10 سنوات، تعبت نفسياً لأني أقف عاجزة أمام طلبات أبنائي وأسئلتهم المتكررة عن والدهم». «ع . ر» مطلقة وأم لطفلين «نظرة المجتمع للمرأة المطلقة قاسية وغالباً ينظر إليها على أنها المخطئة، ويتناسى أن هناك من يشاركها هذا الخطأ».حكمت الظروف على «ع . ر» بالسكن في بيت والديها «هم متضايقون من أبنائي لأنهم يتسببون بالفوضى والإزعاج في المنزل، المطلقة مازالت تحتاج إلى أمور كثيرة حتى تتكيف مع حياتها الجديدة، أقلها دخل شهري لا يحوجها سؤال الناس».