عواصـــــم - (وكـــالات): تتواصــــــل المشاورات السياسية في مصر حول تشكيل الحكومة الجديدة ولا يزال منسق جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء فيما دعا أنصار ومعارضي الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي إلى تظاهرات. وقالت مصادر مقربة من الرئاسة المصرية إن منسق جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي لا يزال «المرشح الأوفر حظاً» لتولي رئاسة الوزراء والمشاورات لا تزال مستمرة مع حزب النور السلفي، الذي أعلن تحفظه على اختيار البرادعي، حول مشاركته في الحكومة.وأوضحت المصادر أن «الاتصالات جارية مع حزب النور حول تمثيله في الحكومة ومشاركته فيها».وأكد مصدر مقرب من البرادعي أن الأخير «يصر على التوصل إلى توافق مع حزب النور وأنه لن يقبل إقصاء أي طرف». وتابع المصدر أنه «لو شكل البرادعي الحكومة فإن الإسلاميين سيتولون حقائب فيها».وأكد البرادعي في مقابلة مع أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية أنه من الضروري إشراك الإخوان المسلمين في رسم المستقبل السياسي لمصر.وقال «أدعو إلى لإشراك الإخوان في العملية الديمقراطية» مضيفاً «يجب عدم إحالة أي شخص إلى القضاء بدون سبب مقنع. والرئيس السابق مرسي يجب أن يعامل باحترام».وأشار إلى أن هذه المبادىء تشكل «شروطاً مسبقة للمصالحة الوطنية» معربــاً عـــن الأمـــل فـــي أن تجـــرى الانتخابات الرئاسية الجديدة «في موعد أقصاه سنة» ومبدياً استعداده للقبــول بانتصـــار جديـــد للإخـــوان المسلميــــن إذا احترموا المبادىء الديمقراطيةوأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية مساء أمس الأول تكليف البرادعي رسمياً بتشكيل الحكومة قبل أن يعلن محمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور أنه «أبرز المرشحين» ولكنه لم يصدر بعد قراراً رسمياً بتكليفه وأن «مشاورات ما زالت جارية مع القوى السياسية» التي أبدت تحفظها على تعيينه، في إشارة إلى حزب النور.وقــال القيـــادي فــي الحزب نادر بكار «موقفنــا بسيـــط. هنـــاك سببـــان لرفض البرادعي. نحن بحاجة لإنهاء الاستقطاب في الشارع. نحن بحاجة إلى شخصية تكنوقراطية اقتصادية».وأضاف بكار «إننا لا يمكن الحديث عن المصالحة الوطنية ثم نضع أشد خصوم مرسي رئيساً للوزراء». وذكرت تقارير أن حزب النور هدد بالانسحاب مـــن الحيـــاة السياسيـــة إذا تولـــى البرادعي رئاسة الوزراء. واختارت المعارضة المصرية المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 ليكون «ممثلها» في أي مشاورات سياسية حول المرحلـــة الانتقالية التي ستستمر حتى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وفقا لـ «خارطة مستقبل» أعلنها الجيـــش الأربعاء الماضي بعد إطاحة مرسي إثر تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة طالبـت برحيلـــه. وتحدثـــت تقاريـــر في وقت لاحق عن تولي البرادعي منصـب نائــب رئيـــس الجمهوريـــة، فيما رشح البرادعي الخبير الاقتصادي وعضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي زياد بهاء الدين لرئاسة الحكومة.ونظم الفريقان تظاهرات من أجل الإبقاء على ضغط الشارع، سواء تأييداً لعزل مرسي او احتجاجاً على ذلك. وفي هذا الإطار حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن مصر باتت على شفير حرب أهلية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله خلال زيارة لكازاخستان «تشهد سوريا للأسف حرباً أهلية ومصر تتجه على الطريق نفسه». من جانبه دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير موفد اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، عن قرار الجيش المصري إزاحة الرئيس المنتخب ديموقراطياً، معتبراً أن البديل كان «الفوضى». وقال بلير لصحيفة «الاوبزيرفر» إن «الأحداث التي أدت إلى إزاحة الرئيس محمد مرسي وضعت الجيش المصري أمام خيار بسيط: التدخل أو الفوضى».وقــال البيـــت الأبيـــض إن الرئيـــس باراك أوباما «كرر القول إن الولايــات المتحدة ليست منحازة ولا تدعم أي حزب سياسي أو جماعة محددة في مصر». وأضافت الرئاسة الأمريكية في بيان أوردت فيه ملخصاً عما دار خلال اجتماع عقده اوباما مع فريقه للأمن القومي وخصص لبحث الوضع فـي مصـــر أن «الولايـــات المتحـــدة ترفض رفضاً قاطعاً الادعاءات الكاذبة التي يروجها البعض في مصر ومفادها أننا نعمل مع أحزاب سياسية أو حركات محددة لإملاء العملية الانتقالية في مصر». وأضاف البيان أنه «في هذه المرحلة الانتقالية ندعو جميع المصريين إلى السير سوياً في مسيرة جامعة تسمح بمشاركة كل الجماعات والأحزاب السياسية». من جهة أخرى قررت النيابة المصرية حبس النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر الرجل القوي في الجماعة، والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيـــل 15 يوماً على ذمة التحقيقات في التحريــض علـــى قتـــل متظاهريـــن في محيط جامعة القاهرة الأسبوع الماضي، حسبما قال مصدر قضائي. وكانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض على الشاطر وأبو إسماعيل مساء الجمعة الماضي بعد صدور قرارات ضبط وإحضار بشأنهما من النيابة العامة. وقتل 16 شخصاً وسقط عشرات المصابين في اشتباكات بيـن أهالي منطقة بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة ومئات الإسلاميين المناصرين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي المعتصمين في محيـط جامعة القاهرة. كمـا قـــررت النيابـــة العامة ضبط وإحضار نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، والقيادي بالحزب محمد البلتاجي بالإضافة للداعية الإسلامي صفوت حجازى لاتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم. وسبق واتهمت النيابة العامة رئيس حزب الحريــة والعدالة سعد الكتاتني والنائب العام لمرشد الإخوان رشاد البيومي في القضية ذاتها. في المقابل برأت محكمة مصرية 12 ناشطاً سياسياً من تهم التحريض على العنف والتعدي على جماعة الإخوان المسلمين والشرطة في الاشتباكات التي وقعت أمام مقر الإخوان الرئيسي قبل 4 أشهر، حسبما صرح مصدر قضائي.وأوضح المصدر أن «محكمة القاهرة الجديدة قضت ببراءة النشطاء السياسيين أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح ونوارة نجم و9 آخرين من الاتهامات بالتحريض على العنف والتعدي على جماعة الإخوان المسلمين والشرطة». وتتعلق وقائع هذه القضية باشتباكات جمعة «رد الكرامة» التي حدثت أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في حي المقطم جنوب القاهرة في مارس الماضي. وسقط في هذه الاشتباكات أكثر من 160 مصاباً، بحسب متحدث لوزارة الصحة المصرية. وفي شبه جزيرة سيناء التي تشهد أعمال عنف منذ إقصاء مرسي، ذكر شهود عيان أن ناشطين قاموا بتفجير أنبوب للغاز يربط بين مصر والأردن قرب العريش، كما قتل جندي وأصيب 3 شرطيين في هجوم مسلح بالعريش. من جانبه، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو من الجزائر السلطات المصرية المؤقتة الى اتخاذ كل الإجراءات من أجل «إعادة النظام الدستوري» بعد عزل الرئيس محمد مرسي. من جهة أخرى، أعلن مصدر مقرب من الحكومة الإماراتية أن وفداً وزارياً إماراتياً رسمياً سيقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بزيارة إلى مصر، ستكون الأولى على هذا المستوى منذ تولي الرئيس المعـــزول محمد مرسي السلطة قبل عام.