قال الخبير السياسي بمعهد البحرين للتنمية السياسية خالد فياض، إن: «التنظيمات السياسية، تجعل المجتمع أكثر قدرة على تحقيق المصلحة العامة والحفاظ عليها لأنها تعني بوجود مؤسسات سياسية قادرة على تحديد معنى وجوهر المصلحة العامة». وأضاف فياض، خلال ورشة عمل نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية تحت عنوان»إدارة التنظيمات السياسية»، أن» المجتمعات التي لا تشهد مثل هذه المؤسسات الفعالة فان كل فرد أو فئة تسعى لتحقيق أهدافها الأنانية قصيرة الأجل دون اعتبار لأي مصالح عامة». وأوضح الخبير فياض، أن بناء التنظيمات السياسية يعني تحقيق سيادة القانون على جميع عناصر وفئات المجتمع، وإقامة نظم للتشريع والقضاء والحكم تقوم على أساس قواعد عامة لا شخصية تكفل الكفاءة والإنجاز وتوفر إمكانية الاستمرار والبقاء وكذلك النمو والتطور، مستشهداً بأسماه «منظمات المخرجات»، كالسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومنظمات المدخلات كالأحزاب والجمعيات السياسية وتنظيمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية وغيرها. وأوضح فياض أنه لا توجد صفة محددة لمتطلبات عملية بناء التنظيم السياسي، يمكن تطبيقها في كل مجتمع وفي كل عصر ورغم ذلك لا يمكن أن تتم عملية البناء بمعزل عن تجارب وخبرات أخرى مر بها نفس المجتمع في تطوره أو مرت بها المجتمعات الأخرى، مشيراً إلى أن ظروف المجتمع وما يتوافر لديه من إطار قيمي وثقافي وقدرات على العمل الجماعي المنظم تشكل محددات أساسية لنجاح عملية البناء المؤسسي. وأضاف» أنه لا يمكن فصل عملية بناء المؤسسات عن البناء الهندسي الشامل للمجتمع وعن عملية بناء الدولة على اعتبار أن الدولة هي المؤسسة الأم أو مؤسسة المؤسسات، مشيراً إلى أهمية عملية التوازن في بناء التنظيمات السياسية، خصوصاً بين مؤسسات المدخلات ومؤسسات المخرجات أو بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وكذلك بين المؤسسات المدنية والمؤسسات العسكرية أو بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية. واستعرض الخبير فياض مراحل تطور التكوينات السياسية، التي بدأت نشأتها داخل البرلمانات، ثم بدأت تكون لها مركزية دائمة لاجتذاب الأصوات وجمع التبرعات وتقديم البرامج وتنصيب القيادات، إلى أن نشأت التنظيمات من خارج البرلمانات تجمع بين قوة التنظيم ووضوح الرؤية والتأييد الجماهيري وتتناول برامجها المفاسد الاقتصادية والاجتماعية للثورة الصناعية مع توضيح سبل العلاج، مشيراً إلى أن التنظيمات، ظهرت في مرحلة تطورها الأخيرة إذ راحت تفتقد طابعها الأيديولوجي وتكتسب الصفة البرجماتية.