كتبت- شيخة العسم: لم تكد أميرة تخرج من قاعة السينما حتى بدأت تتحدث لصديقاتها عن مخطط حضور «الفيلم المقبل»، قبل أن تبادرها «الوطن» بسؤال فور خروجها «يبدو أنك ملتزمة سينمائياً»، لتقول «أنا ملتزمة بطقس ساحر»، فيما علقت إحدى صديقاتها «مازلت أشعر أني أضيع وقتي كان باستطاعتي مشاهدة أي فيلم في المنزل(..) أنا متزوجة لدي ما هو أهم».يبدو أن خلاف أميرة وصديقتها حول جدوى التردد على دور السينما، بات يندرج على كثير من شبان البحرين خاصة المتزوجين منهم والعزاب، إذ تفضل خولة وعبدالله مشاهدة الأفلام في المنزل بدل تضييع الوقت في السينما، كما قلت «روحات» سلمان، على حد تعبيره، بسبب زواجه رغم «الطقس المدهش داخل دار السينما»، فيما أرجعت فتاة، تحدثت إلى «الوطن» لدى خروجها من صالة السينما، دأبها على متابعة الأفلام في السينما إلى «التفرد برؤية الفيلم قبل كثيرين».وتقول خولة بوجمال 34 سنة: « انخفض الإقبال على السينما كثيراً وخصوصاً في الآونة الأخيرة حيث إن الناس بدأت تفضل أن تشاهد الأفلام في بيتها بحكم توفر الأفلام في المواقع أو حتى في محلات بيع الأفلام المنتشرة في كل مكان والتي توفر الأفلام الجديدة وبسعر دينار فقط ، أنا شخصياً أحب مشاهدة الفيلم في منزلي وفي غرفتي بدل الزحمة». عبدالله سعد 30 سنة لم يكُ بمنأى عن سابقته حين قال: « أصبحت السينما لا تشدني كالسابق، سواء بالنسبة للأفلام التي تعرض، أو في فكرة الذهاب للسينما بحد ذاتها، فهناك أمور أهم أستطيع أن أستغلها بدل الوقوف في صف طويل لشراء التذكرة وخصوصاً في الويكند وتواجد سياح من خارج البحرين بشكل مكثف، وفي أوقات عرض ربما لا تناسبني». «العزوبية كانت بيئة رائعة» لسلمان علي 27 سنة حتى يرود السينما إلا أن الزواج أشعره أن «هناك أموراً أكثر أهمية والسينما تضيع وقتي إنني»، ويقول: «الآن أصبحت أذهب مرة أو مرتين إحداها مع زوجتي، والثانية بعد إلحاح أصدقائي علي». «بعد تسع سنوات زواج وافق زوجي أخيراً على ذهابي وأبنائي للسينما شرط أن نحضر فيلم أطفال»، تقول مريم نور التي أكدت أنها «فرحت كثيراً، فالسينما هي متعة مشاهدة والدخول في جو الفيلم، صحيح أن الفلم الذي ذهبنا إليه كان للطفل، إلا أنني عشت تجربة كنت لطالما أحلم بها، فزوجي متدين نوعاً ما ولا يحب أن نذهب للسينما بسبب المقاطع التي تكون عادة بالأفلام والتي لا يتم نزعها في السينما بعكس عرضها في التلفاز». وتقول أميرة صلاح 26 سنة « أحب الذهاب للسينما فقبل الخطوبة كانت أمي تمنعني من الذهاب مع أصدقائي خوفاً على، وبعد الخطوبة كان زوجي يأخذني كل أسبوع تقريباً للسينما وكنت أنتظر الخميس على أحر من الجمر، لكن الآن بعد الزواج والحمل والولادة لم أذهب للسينما إلا مرتين فطفلتي رضيعة، ولا أريد أن أتركها لساعات طويلة، ووالدتي كبيرة في السن لا أريد أن أحملها أكبر من طاقتها».أما نور محمد وصديقتها هند علي فتقولان « نحن نفضل السينما كثيراً في طلعاتنا، فنذهب مجموعة فتيات أصدقاء وبنات خالة، نجتمع كل سبت للذهاب للسينما في وقت الظهيرة قبل «الزحمة» ونفضل الأفلام الكوميدية والرومانسية، أما إذا اختلفنا في الفيلم فننقسم مجموعات بشرط أن يكون الوقت نفسه، حتى نتوجه لتناول الطعام في أحد المطاعم في المجمع».وتضيف نور « لا أعتقد المقبلين على السينما في تراجع، فالشباب يفضلون السينما بالشاشة الكبيرة وبوجود الأصدقاء هو الأفضل والأنسب لمشاهدة الأفلام»، في حين تقول هند: «مازال والدي ووالدتي يذهبان للسينما على الرغم من كبر سنهم، ويقولون إن الأصل السينما وهي أم الأفلام، كما إن جميع أهلي وأصدقائي يفضلون مشاهدة الأفلام في السينما».