قتل متشددون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قائد كتيبة في الجيش السوري الحر في منطقة اللاذقية غرب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.وتكررت مثل هذه الحوادث في سوريا خلال الفترة الأخيرة، مؤشرة إلى توتر متصاعد بين المجموعات المقاتلة تحت لواء الجيش الحر والمجموعات الجهادية المؤلفة في جزء كبير منها من مقاتلين غير سوريين.وقال المرصد إن «مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام اغتالوا أمس الأول قائد كتيبة العز بن عبد السلام كمال حمامي المعروف باسم أبو بصير الجبلاوي، وذلك إثر محاولة عناصر من الدولة الإسلامية إزالة حاجز أقامه عناصر الكتيبة في منطقة تواجدهم» في منطقة جبل التركمان شمال مدينة اللاذقية.وأضاف أن اثنين من عناصر الكتيبة أصيبا بجروح خطرة. وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بتنظيم القاعدة أقدم قبل أيام على قطع رأس قائد كتيبة آخر في محافظة إدلب شمال غرب البلاد. وجاء ذلك على خلفية معركة وقعت بين عناصر «الدولة» ومقاتلين من كتائب أخرى في بلدة الدانة قتل فيها العشرات، كما أفاد المرصد.ويتهم ناشطون جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المتطرفتين باعتقال عشرات الناشطين والمقاتلين المعارضين للنظام السوري بتهم تتمحور إجمالاً حول مخالفة للشريعة الإسلامية أو تفسير معين للإسلام. ولا تخضع المجموعات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد لقيادة واحدة، وهي مشرذمة، وعدد كبير منها يدين بالولاء للإسلام بشكل أو بآخر.إلا أن جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام تقاتلان بشكل مستقل عن مجموعات الجيش الحر، وهما أبرز مجموعتين جهاديتين في سوريا.على صعيد آخر، يعزو خبراء جزءاً من التوتر المتنامي بين الإسلاميين والمقاتلين الآخرين إلى الضغوط التي يمارسها الغرب على هيئة الأركان التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أجل التمايز عن المتطرفين.وقد أعلن الغرب مراراً أن أي سلاح يمكن أن يقدمه إلى مقاتلي المعارضة السورية يجب أن تسبقه ضمانات بعدم وقوع هذا السلاح في أيدي جهاديين. وقال الخبير في شؤون الشرق الاأوسط آرون لوند «الجهات المانحة تنتظر أن يشدد الجيش الحر موقفه من القاعدة».وأضاف «إذا أراد الجيش الحر مالاً من الولايات المتحدة، فعليه أن يطرد القاعدة». ميدانياً، قتل 15 شخصاً في قصف على أحياء في دمشق، بينهم 6 في 3 قذائف أطلقت على وسط العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد.ومنذ أسابيع، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية في إحياء شرق وجنوب دمشق حيث جيوب للمجموعات المقاتلة تحاول قوات النظام القضاء عليها. كما يشهد حي برزة الذي استولى مقاتلو المعارضة على اجزاء كبيرة منه خلال الأشهر الأخيرة اشتباكات عنيفة، في محاولة مستمرة من قوات النظام لاستعادته.وفي درعا، استهدف انفجار نفذه مقاتلون معارضون بنك الدم في المشفى الوطني الواقع تحت سيطرة القوات النظامية، ولم تعرف تفاصيل عن كيفية تنفيذ الانفجار وعن الضحايا. وتلت الانفجار اشتباكات في المنطقة. وفي حمص، قتل أحد عشر شخصاًهم ضابطان وعسكري في القوات النظامية و4 مدنيين و4 مقاتلين معارضين في اشتباكات في قرية قميري التي تقطنها غالبية علوية. في غضون ذلك، قال الجيش السوري الحر إنه أحرز تقدماً في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة، في حين استمر القصف والاشتباكات بلا توقف في مناطق مختلفة.إنسانياً، قالت منظمة «أنقذوا الأطفال» الخيرية أمس، إن أكثر من خمس مدارس سوريا دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وهو ما يهدد تعليم 2.5 مليون طفل.وأشارت المنظمة إلى أن الحرب الأهلية في سوريا ساهمت في زيادة عدد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم الأطفال بشكل حاد خلال العام الماضي في جميع أنحاء العالم. وأضافت أن أكثر من 70 % من 3600 حادث من هذه الحوادث عام 2012 وقعت في سوريا حيث تعرضت مبان مدرسية للقصف وتعرض معلمون للهجوم وجرى تجنيد أطفال في جماعات مسلحة.وقالت المنظمة إنها كثفت مراقبتها بسبب تفاقم الأزمة في سوريا ومخاوف بشأن عدم إمكانية حصول الفتيات على التعليم في أجزاء من جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويتضمن التقرير بحثاً جديداً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» يظهر أن 48.5 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم خارج المدرسة وأن أكثر من نصفهم في سن المدرسة الابتدائية.من جانب آخر، انتقدت الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة أمس سعي إيران وسوريا للانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، مشددتين على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في هذين البلدين.«فرانس برس - رويترز»