عواصم - (وكالات): تتكثف المشاورات التي يجريها حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري المكلف لتشكيل حكومة انتقالية في حين يبدو الرجل القوي في البلاد الفريق أول عبد الفتاح السيسي متأكداً من الاحتفاظ بمنصبه وزيراً للدفاع وذلك غداة تظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، فيما أعلنت النيابة العامة عن تلقيها بلاغات ضد مرسي وقادة آخرين في جماعة الإخوان المسلمين بتهم التخابر مع دول أجنبية والتحريض على قتل متظاهرين والإضرار بالاقتصاد.وقال حازم الببلاوي إنه «سيبدأ اعتبارا من اليوم وغداً في استقبال الشخصيات المرشحة لتولي مناصب وزارية في حكومته»، معرباً عن أمله في أن يتم الانتهاء من التشكيلة الوزارية الأربعاء المقبل».وأوضح الببلاوي أن حكومته ستضم نحو 30 وزيراً بالإضافة إلى نائبين لرئيس الوزراء أحدهما للشؤون الاقتصاية، والثاني لشؤون الأمن. وذكر الببلاوي أنه سيتم الإبقاء على وزارة الاعلام في الحكومة الجديدة كما ستتم إعادة وزارة التضامن الاجتماعي. وأضاف «سيتم الإبقاء على عدد من الوزراء في الحكومة السابقة»، مؤكداً أن +«الكفاءة والمصداقية هما المعيار الرئيس في تولي المناصب الوزارية بغض النظر عن الانتماءات الحزبية».وكان رئيس الوزراء المكلف قال لأسبوعية «أخبار اليوم» الصادرة أمس أنه سيجري محادثات مع الوزراء المرشحين لتولي حقائب، فيما تم الانتهاء من تشكيل الحكومة بنسبة 90%، وفقاً لمصادر رسمية. والحكومة الانتقالية ستعلن منتصف الأسبوع المقبل بحسب مصادر نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. وأضافت المصادر أن وزير الداخلية محمد إبراهيم وخصوصاً وزير الدفاع الفريق اول السيسي سيحتفظان بحقيبتيهما.وقالت النيابة العامة المصرية في بيان إن «المستشار هشام بركات النائب العام تلقى عده بلاغات ضد الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ذراعها السياسي وعدد من المؤيدين له».وأوضح النائب العام المساعد المستشار عادل السعيد أن «البلاغات قدمت ضد رئيس الجمهورية المعزول والمرشد العام محمد بديع والمرشد السابق مهدي عاكف وقيادات الإخوان عصام العريان ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي ومحمود غزلان وعصام سلطان وآخرين».وأضاف السعيد أن «البلاغات اتهمت هولاء الأشخاص بجرائم التخابر مع جهات أجنبية بقصد الإضرار بالمصلحة القومية للبلاد وجرائم قتل المتظاهرين السلميين والشروع في القتل والتحريض عليه وإحراز الأسلحة والمتفجرات والاعتداء على الثكنات العسكرية»، كما اتهموا بـ «المساس بسلامة الدولة وأراضيها ووحدتها وإلحاق أضرار بمركز الدولة الاقتصادي وذلك باستعمال القوة والإرهاب».وأصدر النائب العام قراراً بدراسة هذه البلاغات واستدعاء مقدميها لسماع أقوالهم تمهيداً لاستجواب المبلغ ضدهم وعلى رأسهم مرسي. وأعلن المتحدث باسم الإخوان طارق المرسي «ستنظم تظاهرة جديدة حاشدة غداً». وقال «ستكون سلمية». وأمس الأول، طالب عشرات آلاف المتظاهرين مجدداً بعودة الرئيس الإسلامي بعد أكثر من أسبوع على إزاحته من قبل الجيش وإعلان قائده الفريق أول السيسي عن عملية انتقالية في البلاد.وفي إطار استعراض القوة بين المعسكرين المتخاصمين، تجمعت أيضاً حشود المتظاهرين المناهضين لمرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة وفي محيط القصر الرئاسي حيث أقاموا إفطاراً رمضانياً في أول يوم جمعة من شهر رمضان. وتوافدت طيلة النهار حشود جديدة أمام مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر حيث يتظاهر أنصار مرسي منذ أسبوعين. وفي وقت سابق، ندد المتظاهرون الإسلاميون الذين أتوا من مختلف المناطق، وهم يرفعون المصحف في يد والعلم المصري في اليد الأخرى، بالجيش وأكدوا مجدداً ولاءهم لمحمد مرسي.وقال الداعية الشهير صفوت حجازي «سنبقى شهراً، شهرين وحتى سنة أو سنتين إذا لزم الأمر».وجدد مطالب جماعة الاخوان المتمثلة في عودة فورية لمرسي وتنظيم انتخابات تشريعية وإنشاء لجنة للمصالحة الوطنية.في المقابل، كشفت حملة «تمرد» عبر موقعها الرسمي عن بعض تحركات وخطط تسعى جماعة الإخوان للقيام بها حتى يوم الخميس 17 رمضان في ذكرى غزوة بدر، والتي قد تمتد إلى جمعة 18 رمضان، حسب ما جاء على «بوابة الأهرام».وأكدت الحملة أن جماعة الإخوان أيقنت أنه لا سبيل لعودة مرسي، لذا فإنها تسعى لإراقة المزيد من الدماء لشباب الجماعة أو الزج بالمئات منهم في المعتقلات والسجون، حيث سيكون هذا المكان الأفضل لقيادات الجماعة لإقناع الشباب أن ما حدث مؤامرة، وذلك أفضل للقيادات من الاعتراف بفشلها في إدارة الدولة.من جانبها اكدت السلطة المصرية، التي بقيت صامتة حيال مطالب مؤيدي مرسي بعودته، ان مرسي موجود «في مكان آمن» و»يعامل باحترام». لكنه لم يظهر امام الجمهور منذ ازاحته في 3 يوليو الجاري.وأمس الأول، طالبت واشنطن التي تقدم 1.3 مليار دولار من المساعدة العسكرية لمصر سنويا، بالإفراج عن مرسي.وقالت الولايات المتحدة إنها تؤيد الدعوة التي وجهتها ألمانيا قبل ذلك بضع ساعات للإفراج عن محمد مرسي، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. وأضافت الخارجية الأمريكية «لقد عبرنا عن قلقنا منذ البداية بشأن توقيفه، وبشأن التوقيفات السياسية التعسفية لأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين». في غضون ذلك، أصدرت السفارة الأمريكية في القاهرة بياناً نفت فيه بشكل قاطع صحة ما تناقلته تقارير صحفية مصرية حول وجود قوات أمريكية تستعد لـ «غزو مصر» بحراً، واصفة المعلومات حول الحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة بأنها «مزاعم كاذبة.»وسقط نحو 100 قتيل منذ إزاحة مرسي.وفي هذا الإطار، بدا شهر رمضان في أجواء حزينة على غير العادة في البلد الأكثر سكاناً في العالم العربي.والاثنين الماضي قتل 53 شخصاً وأصيب المئات بجروح أثناء تظاهرات موالية لمرسي في القاهرة. وندد الإخوان المسلمون بما وصفوه بـ «المذبحة»، في حين يؤكد الجيش أنه تعرض لهجوم «عصابات إرهابية».وصدرت مذكرة توقيف بحق المرشد العام للجماعة محمد بديع وعدد آخر من قيادييها بتهمة التحريض على العنف في إطار التحقيقات في أحداث الاثنين التي تشمل أيضاً حوالى 250 شخصاً.وفي سيناء، تقوم وحدات من الجيش المصري، مدعومة بمروحيات حربية من نوع «أباتشي»، بملاحقة مجموعات من العناصر المسلحة في سيناء، في وقت تحدثت فيه مصادر رسمية عن تجدد الهجمات على عدد من المواقع الأمنية ونقاط التفتيش العسكرية في شمال سيناء.وقال محللون إن «أنصار مرسي المعتصمين معزولون عن الخارج لا يسمعون غير خطاب الإخوان».فمنذ أسبوعين يحتشد عشرات الآلاف من أنصار جماعة الإخوان، التي ينتمي إليها مرسي، في محيط مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر للمطالبة بعودة الرئيس المعزول. لكن هؤلاء ومعظمهم من قرى فقيرة لا يتلقون المعلومات الا من منصة عملاقة يعتليها قادة الإخوان وأنصارهم.من جانب آخر، رأى خبراء أن مليارات الدولارات التي تعهدت دول خليجية بتقديمها لمصر في الأيام الاخيرة لا توفر سوى جرعة لإنعاش بلد على شفير الإفلاس، حيث تضاف الأزمة السياسية الحالية إلى صعوبات اقتصادية كبيرة. وفي تونس، تظاهر بضعة آلاف من التونسيين تلبية لدعوة من حزب النهضة الإسلامي الحاكم، للتنديد بقرار الجيش.