كتبت - إيمان الخاجة:وقفت عند باب أسود لبيت خلته كبيراً من الداخل ويمكن لأي أسرة أن تعيش فيه مرتاحة، لكنني تفاجأت عندما وجدت بيتاً صغيراً مكوناً من طابقين، يحتوي على غرفتين ومطبخ في الأسفل، وغرفة في الأعلى، والجميع يتواجدون في غرفة صغيرة واحدة يتبادلون أطراف الحديث ولعب الأطفال. وهناك تعرفت على حكاية من في هذا البيت. فأم محمد تعيش مع زوجها وابنيها في بيت إيجار لا تملك حتى أن تدفع ثمن إيجاره، ويأتيها بين الفترة والأخرى بناتها وأبناؤهن ليصبح عدد الموجودين في هذا البيت حوالي 20 شخصاً يتبادلون الغرفتين في الأسفل دون أثاث مرتب أو حتى بسيط يمكن أي يجلس عليه الشخص.كانت أم محمد تعيش في منزل الورثة وخرجت منه لوجود مشكلات معهم، ولم تجد إلا هذا المنزل الذي يرتفع سعر إيجاره يوماً بعد يوم ليزيدها حسرة في حالها، «ماذا أفعل؟ أين يمكنني العيش»، وتواصل أم محمد وهي تكبح فيض الدموع «يخرج زوجي منذ ساعات الفجر الأولى وأحياناً منذ منتصف الليل ليسترزق ربه بتصليح الكهرباء هنا أو هناك، أو عمل بسيط يطلب منه في السوق يحصل من خلاله مبلغاً يوفر قوت يومه لأسره، ويعود بعد أن تظلم الدنيا لينام ويعاود الكرَّة في اليوم الآخر، وأنا كما ترون امرأة كبيرة في السن لا أستطيع أن أجد عملاً أو أقوم بصنعة أعيش منها، ولدي ابن عاطل عن العمل والصغير يعمل براتب بسيط وعليه قروض كثيرة لكنه يقوم بكل ما يمكنه لأن يصرف علينا وعلى نفسه حتى لو بالقليل».وتذكر أم محمد أنها تعيش بفضل الله ثم مساعدة أهل الخير، «لكن للأسف لا أحصل على مساعدة إلا من قبل الشؤون الاجتماعية، وجميع الجمعيات الخيرية لا تعطيني مساعدة لأني أحصل على مبلغ بسيط من الشؤون، وهذا المكيف الذي يعمل سويعات ويغلق سويعات وهو تبرع من أهل الخير، وغيره من أجهزة المنزل تبرع من أهل الخير، والحمد لله على كل حال، فيوماً يعمل المكيف ويوماً لا يعمل، ونتحمل كذلك بقاء الماء حاراً عندما لا تعمل الثلاجة». إن كل ما ترغب به أم محمد من أصحاب الأيادي البيضاء توفير حياة كريمة لأبنائها، والحصول على منزل إسكان، «خرجت لنا شقة إسكان ولم نستلمها حتى الآن، وكيف لهذه الشقة المكونة من غرفتين أن تسعنا جميعاً؟ ألا يحق لي أن أعيش مع أبنائي في منزل يضمني وأبنائي»؟!.
أم محمد تطرق باب الأمل بمنزل آمن
15 يوليو 2013