قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إن «هناك من يدفع ببلادنا نحو التأزيم أمنياً وسياسياً، ويتعمد بشكل ممنهج توظيف الإصلاح كحق يراد به باطل لخدمة أجندات مريضة وأغراض كشفها شعب البحرين، ومع ذلك لايزال مستمراً في استهداف وشل الوضع السياسي والاقتصادي، وشق الوحدة الوطنية من خلال التحريض وبث بذور الفتنة عبر ترويج الادعاءات والأكاذيب السمجة».وأضاف سموه، خلال جولة رمضانية أمس، أن «التصعيد والتأزيم ومحاولة تشطير المجتمع على أسس طائفية ومذهبية لا يستقيم مع الحوار والإصلاح والديمقراطية، ويقيناً لم يكن الإصلاح قط هو الدافع لهذه التحركات المشبوهة التي سيكون الوطن هو الخاسر الأكبر بسببها»، مؤكداً أن «الحكومة قادرة على مواجهة التحديات، ولن تسمح أبداً بها والدفع بالبلاد بما يؤثر على السلم الأهلي فيها». وتابع سمو رئيس الوزراء: «ماذا عسى أي دولة بالعالم أن تتعامل مع من يخرج عن الثوابت الوطنية ويعمل على استهداف النظام ورجال الأمن أثناء تأديتهم واجبهم وترويع الآمنين؟» ، مشدداً على أن «القانون سيكون هو الإطار الذي نعمل وفقه كدأبنا دائماً، فنحن حكومة بناء وتقدم محورها الإصلاح والتنمية، ولن نقبل أن ندخل في قضايا تقودنا للوراء».وأكد سموه أن «الحكومة تحرص على معايشة هموم الناس ومشاكلهم، وتتابع أحوالهم من خلال الزيارات الميدانية والصحافة واللقاءات المباشرة بالمواطنين، ولقد تبنت الحكومة إجراءات ومبادرات عديدة من أجل تحسين المستوى المعيشي والوضع الحياتي للمواطنين»، مضيفاً: «لقد أنجزنا كثيراً، لكننا نراه صغيراً لأن طموحنا كبير للبحرين وشعبها، فنحن دائمو الحرص على تسريع وتيرة إنجازات الحكومة، وأن نبلور الإصلاحات والتطور على أرض الواقع».وأشار سمو رئيس الوزراء إلى أن «البيت الوطني قادر على احتضان كافة أمورنا وحلها في النطاق البحريني»، مؤكداً أنه «نتعامل بكل شفافية في كل الأمور التي تتصل بعلاقتنا بالمواطنين، ولا توجد فجوات تؤثر على هذه العلاقة، وإن حاول البعض إيجادها بادرنا بلحمتنا ووعي شعبنا بسدها، وكلنا آذان صاغية لشعبنا ومتطلباته، وسياسة الباب المفتوح ستظل ديدننا».وحث سموه على «التصدي بالحق للحملات المغرضة التي تستهدف بلادنا ووحدة شعبنا»، مشيداً بـ»الدور الذي تضطلع به الصحافة الوطنية في التصدي لحملات التشويه، وبدورها كذلك في التنوير والتوعية بالقصور لما تتميز به من نضج ومسؤولية وطنية».وأكد رئيس الوزراء أن «الإخلاص والتفاني في خدمة البحرين هو واجب وطني، فالمواطنة عمل وحب للوطن والولاء له»، مشدداً على أن «أية علاقة تسود المجتمع يجب أن نعززها ونوطدها بالأمن الجماعي، وأن لا ندع الباب مفتوحاً أمام من يهدد أمن مجتمعنا واستقراره». وقال سموه إن «شهر رمضان المبارك يشيع أجواءً روحانية يجب استغلالها للتواصل والتزاور فيما بيننا، وتدعيم قيم شعبنا القائمة على التسامح والتآخي والحفاظ على هذه الصورة الناصعة عن مملكة البحرين وما عرفت عنه بطيب الخلق والسماحة»، مضيفاً أن «المجالس الرمضانية وما تتميز به من أصالة وما تتناوله من حوارات بناءة تعد فرصة طيبة نستحضر من خلالها تاريخنا وثقافتنا». وحيا سموه «كل جهد مخلص يصب في إطار تعزيز اللحمة الوطنية ولم الشمل، من خلال الأصوات المعتدلة التي تنظر إلى مصلحة الوطن ككل، بعيداً عن أي شيء آخر»، داعياً إلى «الانشغال بالتنمية التي تشق طريقها نحو الأمام، وعدم الالتفات لمن يحاول ثنيها ومن يريد بالبحرين شراً أو يسعى لإعاقة تطورها وتقدمها، فالمملكة وبعون من الله تعالى وبعزيمة أبنائها المخلصين ماضية في مسيرتها التي عنوانها التقدم والازدهار».وتضمنت زيارة رئيس الوزراء المجالس الرمضانية، مجلس سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، ومجلس عبدالله بن حمد الماجد النعيمي، وذلك في إطار حرص سموه على التواصل مع المواطنين، حيث تبادل مع الحضور التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.