كتب ـ محرر الشؤون المحلية:انتعشت تجارة بيع المشروبات الكحولية في أحد شوارع المنامة والمعروف لدى الجاليات الآسيوية بشارع (أنديرا غالي) خلال شهر رمضان الكريم دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل والقوانين والأنظمة المحلية التي تمنع بيع هذه المشروبات خلال الشهر.«الوطن» دخلت هذا الشارع وظلت عدة أيام موجودة في المنطقة ترصد وتلاحظ ما يدور فيه من أحداث وأنشطة مشبوهة، وتنقلها في هذا التقرير أملاً في تحرك الجهات الرسمية المعنية. فمع إغلاق المحلات المرخصة لبيع المشروبات الكحولية خلال رمضان، ينشط مروجو الخمور للاستفادة من هذا الوضع لبيع الخمور مع تزايد الطلب، ووجود فرصة للمضاربة بالأسعار. زبائن مروجو الخمور معظمهم من الأجانب وبعضهم مواطنين يرتادون هذا الشارع باستمرار خلال أيام الشهر الفضيل، حيث يوجد وكلاء البيع في الممرات الجانبية أو عند مداخل بعض البنايات أو بالقرب من مواقف السيارات والبرادات الكائنة على هذا الشارع بانتظار الزبائن. بمجرد دخول إحدى السيارات الجديدة هذا الشارع وبطء حركتها يظهر وكلاء البيع سريعاً لاستلام الطلبات فوراً، وبعدها يتم نقل الطلبات لفريق آخر مهمته جلب الأنواع والكميات المطلوبة للزبون. أما إذا كان الزبون من الزبائن المواظبين على زيارة المنطقة فإنه يتم إرشاده إلى موقع (هدا) وهو اسم هندي لمكان بيع الخمور.المنطقة المجاورة للشارع تضم أكثر من محلين رئيسين لبيع الخمور (هدا)، وتدير هذه التجارة مجموعة من الآسيويين، وتمكن هؤلاء من فتح عدة فروع في مناطق مختلفة من المملكة. كما تتوافر خدمة التوصيل للمنازل للزبائن الدائمين، ولكنها خدمة غير مجانية، حيث تضاف إليها رسوم إضافية يدفعها الزبون نفسه. وتستخدم (الهدات) وهي جمع (هدة) أسطولاً من السيارات الصغيرة والدراجات النارية التابعة لمطاعم الوجبات السريعة المعروفة، حيث تكون هذه السيارات والدراجات غير مستخدمة لأن المطاعم مغلقة في نهار رمضان، وتكون هناك فرصة للعاملين في خدمة التوصيل للمنازل للحصول على وظائف مؤقتة خلال رمضان في النهار بدلاً من الجلوس في منازلهم دون عمل نهاراً. أما بالنسبة للزبائن المقيمين في المنطقة نفسها، فإنهم يأتون لشراء الخمور مشياً على الأقدام، وتتاح لهم خدمة تقديم المشروبات الكحولية من أحد المختصين داخل المحل نفسه، حيث يقوم أحدهم بخلط المشروبات وتقديمها للزبائن، ويلبس لباساً خاصاً لهذه المهنة، حيث يربط على خصره حزاماً يضم أنواعاً متعددة من المشروبات الكحولية. ومعظم هؤلاء الزبائن من العمالة الآسيوية التي تفضل تناول الشراب في الداخل، وتخشى من الخروج مع قوارير هذه المشروبات. واللافت أن هذه التجارة تنشط فقط خلال شهر رمضان، وتختفي تماماً طوال شهور السنة بسبب نشاط المحلات الأخرى المرخصة. وتختلف طريقة معاملة الزبائن طبقاً لكمية الاستهلاك والشراء التي يطلبونها باستمرار، فمن يشتري أكثر يتم معاملته معاملة (VIP)، ويتم توفير لهم وجبات خفيفة بجانب المشروبات. ساعات الذروة في هذه المحلات والشارع المشبوه تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى العاشرة مساءً، ولكن الزبائن الدائمين ليس لهم موعد. تجار الخمور في رمضان لا يحملون ترخيصاً لبيع المشروبات الكحولية، ويحصلون على كميات كبيرة من المشروبات من تجار الجملة المرخصين، وتتم عمليات تسليم الكميات لهؤلاء التجار خلال الليل.ولا يكترث هؤلاء التجار لتهديدات بعض الزبائن عندما يكتشفون أن الأسعار مضاعفة باللجوء للجهات الرسمية المختصة.