كتبت - شيخة العسم:قال مواطنون إن الأكل الزائد في شهر رمضان يمكن أن يسهم في سد جوع الفقراء إذا تم توزيعه على المحتاجين بدلاً من رميه في سلة المهملات، داعين إلى تجنب التبذير خلال الشهر الكريم.وتعيش الخمسينية طاهرة محمد حالة من تأنيب الضمير في كل عام من شهر رمضان، إذ إنها يومياً لا تعرف ماذا تفعل بباقي الفطور الذي يزيد يومياً بعد أن تعد مجموعة متنوعة من الأكلات لأفراد أسرتها فكل يوم يطلب منها أبناؤها أصنافاً مختلفة من الطعام وتقوم بتحضيرها جميعها مما يستدعي زيادة كميات كبيرة على المائدة، وبطبيعة حال أبنائها وزوجها يرفضون أكل «البايت» لليوم الثاني، فيلقى الطعام مصيره في نهاية اليوم في سلة المهملات.إلا أن هذه الحالة لأم عبدالله قد تلاشت هذه السنة بعد أن عانت منها طويلاً، حيث إنها من مدة قصيرة أصبحت تقوم بأخذ الطعام النظيف كله وتغلفه وتعطيه أبنائها الذين يقومون بتوزيعه على العائلات الفقيرة التي تعيش من حولهم، وأحياناً أخرى إرساله إلى المسجد، وليس فقط في رمضان وإنما حتى في أيام الفطر».في حين تقوم عائلة سعد عبدالله بأخذ كل ما يزيد من طعامها لإرساله لجمعية خيرية لتوزيعه على الأسر المحتاجة التي تتكفل بها الجمعية لوجبة «الغبقة»، إضافة إلى العمال العاملين في الجمعية الخيرية من أجانب».في حين يتبرع الشاب حسين وجاسم من منطقة الرفاع بأخذ الأكل الزائد من أهلهم وجيرانهم بعد صلاة المغرب لتوزيعه بالتالي على العمال الأجانب في المحلات القريبة كالبرادات واللاندري، وحتى حراس المساجد في «الفريج» وهذه فكرة بدأت منذ سنتين كما يقول حسين، ويضيف «حرام الأكل ينقط» ففكرت وصديقي بهذه الفكرة حتى اكتشفنا مدى سعادة الأجانب بهذا الأكل وأنهم يؤكدون بأنهم يأكلونه ويسد جوعهم».أما الأربعينية أم بدر فتقول «أنا أتجنب التبذير في رمضان، وأقوم بالطهو على حسب الحاجة، أقوم بتنويع الأطباق ولكن بكميات قليلة، أحياناً ينزعج أولادي بأن بعض الأصناف تكون أقل من حاجتهم، ولكنني اذكرهم بعدم الإسراف ولا يجب على الإنسان أن يأكل فوق طاقته وأن يبذر». وتقوم أم علي بدورها بترك الأكل الزائد لخادمتها «أم ساعتين» وتقوم بتغليفه ووضعه بالثلاجة، لتأتي الخادمة اليوم الثاني وقت دوامها وعند انتهائها من العمل تقوم بأخذ الطعام الزائد لليوم السابق لتأكله على الفطور هي ومن معها في الشقة من خادمات مسلمات».وتحكي شريفة محمد قصة أم زوجها مع الأكل الزائد في رمضان «أم زوجي طيبة القلب ومنذ أن أخذني زوجي وهي في شهر رمضان يومياً تقوم بتغليف الأطباق الزائدة وتتوجه بها مع الخادمة في السيارة، لتقوم بتوزيع الأكل للمحتاجين من جيرانها أو الأجانب، وقد أخبرني زوجي أن وهذه عادة قديمة لوالدته تقوم بتوزيع الأكل بنفسها «لتدور بنفسها بسيارتها لتوصل الطعام».في المقابل تعجز أم ناصر مع أبنائها بأن يقوموا بأخذ الأكل الزائد لإعطاء أي أجنبي يصادفونه، إلا أنهم لا يجدون الوقت ومتعذرين بأن ليس كل من يصادفهم بالضرورة مسلم، ولكنها دائماً ما تردد له في كل كبدة رطبة أجر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتضيف إلا أنني في وقت العزائم «غبقة رمضان» لا أنتظر أبنائي بل أقوم بتوزيع الأكل الزائد على الجيران بشرط أن تكون الأطباق نظيفة وغير ملموسة».