كتبت - شيخة العسم: القرقاعون عادة شعبية توارثتها الأجيال في البحرين، شأنها شأن بقية البلاد العربية والإسلامية، غير أنها في المملكة ذات صورة بديعة مليئة بالألوان، حيث يهرع الأطفال في منتصف شهر رمضان لينالوا «القرقاعون» والحلويات، وهم يرددون «قرقاعون عادت عليكم»، أو «يالصيام الله يسلم ولدكم، ولدكم يالحباب، يالحباب، وسيفه يرقع الباب». وتستعد الأمهات لمناسبة «القرقاعون» منذ مدة، بشراء الألبسة التي تناسب المناسبة السعيدة، فأم الجوري مثلاً اشترت فستاناً لابنتها من أحد المعارض التي تقام بمناسبة شهر رمضان بـ20 ديناراً، وهو يحمل ألواناً زاهية إضافةً إلى التطريز باللون الذهبي الجميل، بينما اختارت غادة عبدالعزيز من سوق الرفاع فستاناً جميلاً لابنتها، وثوباً أبيض لابنها مطرزاً بلون ذهبي. أما هاجر محمد فتذكر أنها تطلب «أوردر» في كل عام من أحد المحلات بمنطقة جد علي، تطبع عليه اسم ابنها «خالد»، ومن ثم توزعها على أهلها وجيرانها، غير أنها في هذا العام توقفت عن ذلك، «هذه السنة بدت فيها الأسعار مرتفعة جداً، ففي السابق كنت أشتري قطعة جاهزة مع مجسم صغير بمبلغ 600 و700 فلس، اليوم لا تقل عن الدينار ونصف، لذلك قمت بعمل التوزيعات بنفسي بشراء القرقاعون وتغليفه». وتذكر محمد أن الأجواء بمدينة عيسى في ليلة القرقاعون لا تختلف عن السابق، «غير أن خروج الأطفال قل عن السابق، ومع ذلك مازال الأطفال يلبسون الملابس الجميلة ويأتي الصبية الكبار لتأدية رقصة «الفريسة» لكن ليس في كل أحياء مدينة عيسى فهناك مناطق نشطة وأخرى لا تجد فيها هذا النشاط».من جهتها تجتمع عائلة القاسمي كل ليلة قرقاعون في بيت جدها بالحد، وهناك يقومون بتجهيز القرقاعون وأنواع مختلفة من الحلويات وتغليفها استعداداً لتوزيعها في يوم القرقاعون. وتنتظر نجية يوسف من المحرق، مناسبة القرقاعون بفارغ الصبر «أشتري الملابس من سوق المحرق، وهي والحمد لله تتوافر بأنواع وأشكال مختلفة وتفي بحاجات الجميع كبيراً وصغيراً، بجلابيات مطرزة بلون الذهب. وبعد أن يجمع أطفالي القرقاعون، نأخذهم بالسيارة لسوق المحرق لنواصل الاحتفال حيث تكون هناك عدة فعاليات، فالمحرق هي الأشهر في الاحتفال بالقرقاعون. فاطمة رمضان هي الأخرى تحب هذه الأجواء، «أنا من سكنة مدينة حمد وبسبب قلة مظاهر الاحتفال في المنطقة التي أسكنها، أتوجه سنوياً في يوم القرقاعون لبيت والدي في المحرق لنشهد الفعاليات، إذ إن أجواء المحرق غير؛ هناك نشعر بحلاوة الاحتفال فالكبار يخرجون مع الصغار بمظاهر فرح رائعة، من أناشيد وألبسة تراثية وتزيين للشوارع في كل مكان، كما نشاهد «الفريسة» وهي مجسم خيل يضعها أحد الصبية ويتابعه أصدقاؤه بالطبول مؤدين رقصة تكسبهم بعض المال». لكن هذه الأجواء غابت عن الرفاع أيضاً، فالقرقاعون بحسب مريم السويدي «ليس كما كان بالأمس، في السابق عندما كنا أطفالاً كنا نستعد قبل أيام وكان أشقائي يجهزون الطبول «بقوطي حليب نيدو» ويغلفونه بكيس بني اللون ويحمونه بالنار يومياً، وكنا ننتقل من فريج إلى آخر وكنا مجموعات كثيرة، كما كان الأطفال يطلقون «الفرقاعات» في نهاية اليوم، أما اليوم فيبدو الناس خائفين على أطفالهم، ولا يطرق بابنا سوى أربعة أو خمسة أطفال، وهناك من يأخذ أطفاله بالسيارة في رحلة المرور على البيوت».
ليالي رمضان أجمل بألوان «القرقاعون»
22 يوليو 2013