حذر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المستقيل أحمد معاذ الخطيب من أن هناك مؤامرة "واضحة جداً على سورية", مؤكداً أن "النظام أنجحها من خلال زج الجيش السوري في معركة ضد أبناء بلده".واعتبر الخطيب, في حديث إلى تلفزيون دبي أن أهداف التدخل الخارجي في سورية تتمثل في تقسيم البلاد, أو إجهاض الثورة, أو إنقاذ النظام, مكرراً رفضه تدخل أي قوات أجنبية في سورية, ومطالباً الدول التي تتعاطف مع السوريين بمساعدتهم عبر وسائل أكثر إفادة, من بينها, تزويد المناطق المحررة نظاماً دفاعياً ضد صواريخ النظام.وأقر بتعرضه لضغوط غير مباشرة حاولت فرض التبعية عليه, إلا أنه لم يفصح عن هوية الجهات التي مارست عليه تلك الضغوط, كما شدد على أنه لا يمكن لأحد أن يضمن خروجا آمناً للرئيس بشار الأسد, معتبراً أن السوريين وحدهم هم من يحددون مصيره.ولفت الخطيب إلى أن موضوع تصفية النظام السابق ليس بالأمر السهل, معتبراً أن ما يجري في سورية تصادم بين شريحة سياسية صغيرة وشريحة واسعة هي الشعب السوري, كما نفى أن يكون للنظام أي حاضن اجتماعي يساهم في استمراره, مشدداً على أنه لا يمكن لأحد تبرئة النظام, لكن إذا قرر النظام الخروج يمكن للبعض "أن يغمض عينيه", تفادياً لمزيد من الدماء.وجدد الخطيب التأكيد أن الحل السياسي هو الحل العاقل وأنه ليس بالأمر المرفوض, لكن ضمن محددات, كما أن الهدف منه لا يجب أن يكون إنقاذ نظام, ليس فقط كشخص لكن كـ"مجموعة أمنية وعسكرية عاثت في الأرض فساداً, ودمرت سورية, وشربت دماء السوريين, وعذبتهم, واضطهدتهم, واغتصبت نساءهم, ودمرت بيوتهم وبنيتهم التحتية".وألقى مسؤولية فشل الحل السياسي على عاتق النظام, متهماً إياه بالافتقار لرغبة حقيقية في ذلك, رغم ادعائه إلى الآن بأنه يريد الحل السياسي, مشبها إياه بـ"الراعي الكذاب الذي لكثرة مجانبته الصدق, لم يعد يصدقه أحد", لكنه أعلن رغم ذلك أنه إذا صدق النظام فسيقبل التفاوض معه في دمشق على الحل. وانتقد الخطيب بعض المعارضين ضمن "الائتلاف الوطني" من دون تسميتهم, حيث أكد أنهم يتصرفون بطريقة غير لائقة, واصفاً إياهم بـ"الانتهازيين" و"المبتزين" في السياسة والوطنية, مشيراً إلى أنه ينأى بنفسه عن المعارك الجانبية.وفي سياق الإشارة ضمناً إلى حالة من التصلب تطبع عمل الائتلاف, كشف عن طرحه فكرة إجراء مناظرة تلفزيونية مع الأسد, غير أن البعض نظروا إلى الأمر على أنه "طرفة".وأوضح أن قرار استقالته سيبت به على طاولة الهيئة العامة للائتلاف خلال الأسابيع المقبلة, وفي حال رفضت سيكون المجال مفتوحاً لتقييم الموقف من جديد.وعن الأسباب التي تقف خلف قرار الاستقالة, أوضح الخطيب أن الأمر يتعلق بأسباب داخلية متصلة بالائتلاف, تضاف إليها أخرى خارجية, مشيراً إلى أنه وجه منذ شهر ونصف رسالة إلى الائتلاف وضع فيها أموراً رآها ضرورية, لكنه وصل بعدها, في ظل حالة من التباين, إلى درجة كان من الضروري معها اتخاذ القرار, مقراً بأن لديه انتقادات تجاه "إخواننا في الإئتلاف", غير أنه أقر أيضاً بأن بعض المؤتمرات الدولية ساهمت في دفعه للاستقالة, لأننا "نحس بأن التفاهمات الدولية تأتي دائماً على حساب الشعوب المسكينة".في سياق متصل, هاجم ممثل إئتلاف المعارضة السورية في لندن وليد سفور, الولايات المتحدة على ما اعتبره تقاعسها ضد النظام, معتبراً أن بريطانيا وفرنسا تمثلان الآن أفضل أمل لإنقاذ الثورة.وقال سفور, في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية نشرتها أمس إن رفض ادارة الرئيس باراك أوباما التدخل في الأزمة السورية "كان إهانة للشعب السوري, غير أن موقف بريطانيا وفرنسا هو أكثر تقدماً وأفضل من موقف الولايات المتحدة التي ترفض اتخاذ أي اجراء". واضاف أن بريطانيا هي "اكثر فاعلية في مساعدة المعارضة السورية وتزيد دعمها ولديها ميل للمساعدة وهذا يأتي من رئيس وزرائها (ديفيد كاميرون), غير أنها لم تقبل حتى الآن إلى جانب فرنسا مطالب الائتلاف الوطني اقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية".واشار سفور, العضو في جماعة "الإخوان المسلمين" السورية المعارضة, إلى أن لندن وباريس "بدأتا التحرك تدريجياً تجاه الاقتناع بمطلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن منطقة حظر الطيران".