تعتبر العلاقات البحرينية - العمانية؛ أحد أكثر النماذج نجاحاً للعلاقات بين الدول، حيث تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون في شتى المجالات، وقد رسخ هذه العلاقات التوجيهات الحكيمة لقيادة البلدين الشقيقين، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، فقدما نموذجاً رائداً، ليس في المنطقة فحسب، بل وفي العالم أجمع على العزم الصادق والنية الطيبة للبناء والتعمير، فنجح البلدان الشقيقان وبتشابه ظروفهما في أن يكونا سباقين إلى التطور والتحديث، مستندين على تاريخهما العريق، والذي يمتد إلى آلاف السنين.وفي هذه الأيام المباركة وبالتحديد في الثالث والعشرين من يوليو 1970 تحتفل سلطنة عمان الشقيقة بذكرى لها مكانة عالية في نفوس العمانيين والخليجيين عموماً، باعتباره يوم الانطـلاقة لنهضتهــا المبــاركة بقيــادة سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد، الذي يقود دفة النهضة العمانية بكل حكمةٍ واقتدارٍ على مدى ثلاثةٍ وأربعين عاماً تجلت فيها مظاهر التطور والتقدم والازدهار في كافة أنحائها.السياسة الخارجيةتتسم السياسة الخارجية للسلطنة بملامح الشخصية العمانية وخبرتها التاريخية مقرونة بحكمة القيادة وبعد نظرها في التعامل مع مختلف التطورات والمواقف، وقد دأبت هذه السياسة وعلى امتداد السنوات الماضية ولاتزال على مد جسور الصداقة وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام علاقات حسن الجوار واعتماد الحوار سبيلاً لحل كل الخلافات والمنازعات بين مختلف الأطراف، وبفضل هذه الأسس تمكنت السلطنة خلال السنوات الماضية من بناء علاقات وثيقة متنامية ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى، تتسع وتتعمق على مختلف المستويات، ومن ثم أصبحت السياسة الخارجية العمانية مجالاً وسبيلاً لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتحقيق السلام والاستقرار والطمأنينة.وتتميز السياسة الخارجية العمانية بالهدوء والصراحة والوضوح في التعامل مع الآخرين ما مكنها من طرح مواقفها والتعبير عنها بثقة تامة مع الحرص على بذل كل ما هو ممكن لدعم أي تحركات خيرة في اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة، والحد من التوتر خليجياً وعربياً ودولياً، ومما يزيد من قدرة السلطنة في هذا المجال أنها تتعامل مع مختلف الأطراف في إطار القانون والشرعية الدولية وإدراكها العميق للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لهذه المنطقة على كل المستويات والتحديات المحيطة بها والتي تؤثر عليها.دولة المؤسسات والقانونجاء تأكيد السلطان قابوس في افتتاح الانعقاد السنوي لمجلس عمان للفترة الخامسة والذي يتكون من «مجلس الدولة المعين ومجلس الشورى المنتخب» في نوفمبر 2012 على ثوابت مسيرة الشورى في عمان وآفاق تطلعاتها التي تسعى للرقي بالإنسان العماني الواعي والذي يشارك في بناء وطنه بكل جدارة وحكمة واقتدار، من منطلق حرص الرؤية الحكيمة واهتمامهـا بقيم الشراكـة وتعــدد الآراء، مشدداً السلطـان قابوس على أن الشورى (تجربة ناجحة والحمد لله جاءت متسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور).وقد حظي مجلس الشورى في فترته الخامسة بمجموعة من الصلاحيات التشريعية والرقابية عدت مكسباً مهماً في مسيرة الشورى العمانية.كما جاءت المجالس البلدية لتشكل خطوة جديدة في إطار بناء مجتمع عصري، وتضيف لبنة أخرى إلى بناء نهج الشورى القائم، وتقوم على مبدأ الشراكة والتعاون والتعاضد المؤسسي المستند على دور المواطن في بناء وطنه ومجتمعه والمساهمة في البرامج التنموية المختلفة، وأجريت انتخابات الـمجالس البلدية للفترة الأولــى فــي (22 ديسمبر 2012م)، لاختيار (192) عضواً في محافظات السلطنة الإحدى عشرة، وقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات (50.3%) من إجمالي المثبتين في النظام الإلكتروني بالبطاقة الشخصية حيث بلغت نسبة مشاركة الذكور (61.3%) ومشاركة النساء (38.7%)، وتصدرت المرأة في بعض الولايات قائمة المتنافسين واستطاعت أربع نساء الفوز بعضوية المجالس البلدية، ثلاث منهن تصدرن قائمة ولاياتهن في كل من ولاية العامرات وبوشر وقريات، أما في ولاية الخابورة فكان ترتيبها الثالث.كما حظي المجلس الأعلى للقضاء بمكانة خاصة واهتمام بالغ من لدن سلطان عمان والذي يمثل نقلة نوعية في تاريخ القضاء العماني الحديث الذي يتمتع باستقلالية تامة ليقوم بدوره المنوط به لنشر العدل وإحقاق الحق.قطاع السياحةحصلت السلطنة على المرتبة الرابعة في الشرق الأوسط ضمن قائمة الدول الأكثر تطوراً في قطاع السياحة والطيران وفق تقرير التنافسية للسفر والسياحة لعام 2013م الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، ورصدت التقارير المالية السنوية لشركات السفر والسياحة العاملة بالسلطنة نظرة إيجابية لنمو وتطور القطاع في ظل الزيادة الملموسة في عدد الزوار والسياح الذين زاروا السلطنة في عام 2012م وهو ما أدى إلى تحسن نسب الإشغال وأسعار الإقامة في الفنادق. كما حصلت السلطنة على ثلاث جوائز دولية هي جائزة المركز الأول للوجهة السياحية الأكثر تفضيلاً في منطقة الدول العربية من قبل السياح الناطقين باللغة الألمانية (ألمانيا والنمسا وسويسرا) خلال مشاركتها في معرض بورصة السفر العالمي ببرلين في مارس 2013م، ونال مكتب وزارة السياحة للتمثيل الخارجي في برلين وللعام الثاني على التوالي جائزة ثالث أفضل مكتب تمثيل سياحي خارجي في السوق السياحي الناطق باللغة الألمانية.وشكل مهرجان مسقط 2013م لوحة بانورامية تنوعت فيها البرامج والأنشطة والفعاليات المحلية والعربية والعالمية، في مختلف مواقع المهرجان التي استقطبت أكثر من (1.5) مليون زائر لفعالياته التي استمرت 30 يوماً في الفترة من 30 يناير وحتى 28 فبراير 2013م، فيما يعد مهرجان صلالة السياحي أحد المهرجانات الرئيسة التي أصبحت مقصداً سياحياً رئيساً للعمانيين ومواطني دول مجلس التعاون خلال فترة الصيف نظراً لما تتميز به من مناخ سياحي جاذب.وعلاوة على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي هناك التفاوت الجغرافي والمناخي الذي يشجع للاستثمار في كافة المجالات السياحية العلاجية إلى جانب الأماكن التي يمكن الاستفادة منها في ذلك طوال العام، كما تم في شهر ديسمبر 2012م تدشين الحافلات السياحية المكشوفة بمحافظة مسقط بهدف إبراز ما تتميز به مسقط من مقومات الجذب السياحي. الموازنة العامة لعام 2013مسعت الموازنة العامة للدولة لعام 2013م إلى تحقيق مجموعة من الأهداف لتلبية احتياجات التنمية وبما يتناسب مع الأهداف الكلية المعتمدة في الخطة الخمسية الثامنة (2011-2015م) وإطارها المالي ومن أهمها تحفيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنفاق الحكومي وخاصة الإنفاق الإنمائي، وتوفير المخصصات المالية اللازمة للتوظيف الجديد في مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة والمؤسسات والشركات الحكومية، وزيادة الإنفاق على قطاعات التعليم والتدريب والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية وذلك من خلال المحافظة على معدلات الاستيعاب الحالية لمخرجات الدبلوم العام في مؤسسات التعليم العالي.ويبلغ حجم الإنفاق الحكومي المعتمد في الموازنة حوالي (12.9) مليار ريال عماني، والإيرادات المقدرة حوالي (11.2) مليار ريال عماني، وقد تم احتساب الإيرادات النفطية بأخذ متوسط سعر (85) دولاراً أمريكياً للبرميل وبمعدل إنتاج يومي يبلغ (930) ألف برميل وتمثل إيرادات النفط المقدرة بـ(8) مليارات ريال عماني (72)% من إجمالي الإيرادات، في حين تبلغ إيرادات الغاز (1.3) مليار ريال عماني وتمثل (12)% من إجمالي الإيرادات.المناطق الصناعيةتساهم المناطق الاقتصادية المتخصصة والصناعية والمناطق الحرة في إنعاش الحركة الاقتصادية وجذب الاستثمارات الخارجية وفتح أسواق التصدير أمام الصناعات التحويلية، كما تعتبر أداة فعالة لتحقيق الأهداف الاقتصادية المتمثلة في نقل المعرفة والتقنية وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل للمواطنين. ويبلغ حجم الاستثمارات الكلية في المناطق الصناعية السبع (3.9) مليار ريال عماني تقريباً، وارتفع عدد المشاريع المقامة فيها من (304) مشروعات في عام 2007م ليصل إلى (1267) مشروعاً في نهاية عام 2012م، وقد وفرت هذه المشروعات أكثر من (13400) وظيفة للقوى العامة الوطنية من إجمالي (33057) وظيفة موجودة بها.الطرق والموانئحصلت السلطنة على المركز الخامس ما بين (142) دولة على مستوى العالم في جودة الطرق بمجموع (6.4) في تصفيات مؤشر التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وتشهد شبكة الطرق بالسلطنة تحديثاً مستمراً يواكب الحركة التجارية والسياحية والنمو السكاني والعمراني، ويتم تحديث هذه الشبكة من خلال رفع كفاءة الطرق وازدواجيتها مع إعطاء السلامة المرورية أهمية كبرى أثناء تصميم وتنفيذ الطرق، وتعمل السلطنة على ربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية عن طريق إنشاء طرق إسفلتية داخلية وتوسيع شبكة الطرق الترابية.الموارد البشريةأسهمت توجيهات السلطان قابوس بشكل كبير في التوسع لتوفير فرص العمل للباحثين عنه من المواطنين وكذلك فرص التعليم والتدريب للشباب لتنمية معارفهم ومهاراتهم مع التركيز على التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، في زيادة نسب التعمين في القطاعات الاقتصادية على نحو يتلاءم مع مخرجات النظام التعليمي والتدريبي.الاستثمارات والمشاريع: حازت الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات جائزة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) كأفضل مؤسسة لترويج الاستثمار الأجنبي المباشر الموجه نحو التصدير للعام (2013 م)، وتسعى السلطنة من خلال العديد من المشروعات الصناعية إلى رفع مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي للبلاد إلى (15)% بحلول عام (2020م)، وتبلغ مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة حالياً حوالي (10)%، وفي إطار تشجيع المصانع العمانية على التطوير المستمر لقدراتها التقنية وعلى الالتزام بالمواصفات القياسية وزيادة نسبة التعمين يتم سنوياً تنظيم مسابقة كأس السلطان قابوس لأفضل خمسة مصانع، ويأتي تنظيم المسابقة بشكل سنوي منذ إعلانها في عام (1991م) تماشياً مع أهداف الاستراتيجية الصناعية التي تسعى الحكومة لتحقيقها.وفي مجال الموانئ فقد فاز ميناء السلطان قابوس بجائزة (أفضل ميناء استجابة لمتطلبات السياحة البحرية لعام 2012م)، التي تم منحه إيــاهـــا مـــن قبـــل مجلــة (كروز إنسايت) السياحية العالمية، وذلك خلال انعقاد مؤتمر ومعرض سـياحة السـفن البحرية خلال الفترة من 11 إلى 14 من مارس 2013م بمدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة للخدمات الأرضية التي يقدمها للسفن السياحية والسياح والمعلومات السياحية التي يقوم بتوفيرها لمجتمع السياحة البحرية عن السلطنة عامة ومسقط خاصة. المرأة العمانيةيبقى ما تحقق للمرأة العمانية مصدر فخر لكل العمانيين، فقد نالت اهتمام السلطان قابوس بجعل السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوماً للمرأة العمانية، وأثبتت المرأة العمانية وجودها وكفاءتها في كل مجالات التنمية لتساهم بدورها في دفع حركة التنمية وخدمة وطنها وإعلاء شأنه، وتعمل جمعيات المرأة العمانية البالغ عددها (56) جمعية على تفعيل مشاركة المرأة في العمل الاجتماعي التطوعي وتنشيط دورها لتأخذ موقعها ضمن برامج التنمية في البلاد.وشاركت المرأة العمانية في الانتخابات البرلمانية بالسلطنة وتصدرت في بعض الولايات قائمة المتنافسين واستطاعت أربع نساء الفوز بعضوية المجالس البلدية، ثلاث منهن تصدرن قائمة ولاياتهن في كل من ولاية العامرات وبوشر وقريات، أما في ولاية الخابورة فكان ترتيبها الثالث.الإعلام والفنونفي ظل الاهتمام الذي يوليه السلطان قابوس بالإعلام من أجل أن يقوم بدوره المنشود وبمهامه ووظائفه المتعددة في إطار مسيرة النهضة العمانية الحديثة والتعبير عنها، وهو اهتمام تحول الإعلام العماني بفضله على مدى السنوات الماضية إلى رافد كبير ومؤثر من روافد التنمية الوطنية مستخدماً التطورات التقنية الضخمة والمتواصلة في مجال الإعلام والاتصال مواكباً ومتفاعلاً مع العالم الخارجي ليحافظ على القارئ والمشاهد والمستمع والمتابع إلكترونياً على وسائل التواصل الاجتماعي لما يقوم به ولما يتم تقديمه من مواد وبرامج وفعاليات متعددة ومتنوعة تتصل بمسيرة التنمية العمانية والجهود الدؤوبة التي تشهدها السلطنة وذلك باعتبار أن الإعلام أصبح يمثل عملية تفاعلية تعكس الوجه الحضاري لعمان وتدعم التواصل بين كافة أفراد المجتمع وفي إطار ترسيخ مفهوم المواطنة بجدية العمل والإخلاص للوطن.
البحرين تشارك عُمان احتفالات يوم النهضة
24 يوليو 2013