أمهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية جماعة الإخوان المسلمين للانضمام إلى خارطة المستقبل، في الوقت الذي طرح فيه رئيس الوزراء المصري السابق هشام قنديل مبادرة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها بالبلاد، فيما جدد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، وصفه لما تشهده مصر بأنه انقلاب، مضيفاً أن ما فعله وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في مصر يفوق هدم الكعبة.وفي التفاصيل؛ قال الأعلى للقوات المسلحة المصرية في بيان تحت عنوان «الفرصة الأخيرة» عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مساء أمس (الخميس)، إن دعوة القائد العام للقوات المسلحة للشعب المصري للاحتشاد اليوم (الجمعة) في ذكرى غزوة بدر لها معان ودلالات أعمق وأكبر من كل من اجتهد في التفسير، وله منا كل الاحترام، سواء أخطأ أو أصاب.وأوضح أن تلك المعاني تتلخص في أن القائد العام للقوات المسلحة قد أعطى مهلة أخرى لمدة (48) ساعة للتراجع والانضمام إلى الصف الوطني استعداداً للانطلاق للمستقبل، وأن ثورة 30 يونيو هي إرادة شعب وليست انقلاباً عسكرياً كما حاولوا تصويره للغرب والحشود الهائلة خير دليل على ذلك.وأضاف أن من لم ير ذلك في يوم 30 يونيو، ويوم 3 يوليو فسوف يراه يوم الجمعة وهو رهان الواثق على إرادة هذا الشعب العظيم.وقال المجلس إن القوات المسلحة والشرطة لن تسمحا بالمساس بأمن واستقرار الوطن في كافة ربوعه، مهما كانت التضحيات.وتابع أن القيادة العامة للقوات المسلحة، وفور انتهاء فعاليات الجمعة، سوف تغير استراتيجية التعامل مع العنف والإرهاب الأسود، والذي لا يتفق مع طبيعة وأخلاق هذا الشعب العظيم، وبالأسلوب الملائم له، والذي يكفل الأمن والاستقرار لهذا البلد العظيم.واختتم المجلس بيانه بالتأكيد على أن القوات المسلحة المصرية هي جيش الشعب كله، ومن الشعب كله، ولا ترفع سلاحها أبداً في وجه شعبها، ولكن ترفعه في وجه العنف والإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا وطن.من جانبه، قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، إن ما فعله النائب الأول لرئيس الوزراء المصري وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في مصر يفوق هدم الكعبة، في إشارة إلى عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي وإزاحة الإخوان المسلمين من السلطة.وقال بديع في رسالته الأسبوعية رداً على دعوة السيسي الشعب المصري للنزول إلى الشارع لإعطاء الجيش تفويضاً لمواجهة العنف والإرهاب، أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي، في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معوَلاً وهدم به الكعبة المشرّفة حجراً حجراً.ووصف بديع، الذي أصدرت النيابة العامة أمراً باعتقاله، السيسي بأنه قائد الانقلاب، ودعاه إلى التوبة عمّا فعله.ودعا المرشد، أعضاء الجماعة وأنصارها إلى مظاهرات سلمية لإعلان وقفتكم مع الحرية والشرعية ورفض الانقلاب العسكري.إلى ذلك؛ طرح رئيس الوزراء المصري السابق هشام قنديل مبادرة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد.ومن بين الإجراءات التي تشملها المبادرة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الذين تم احتجازهم عقب تظاهرات 30 يونيو حزيران الماضي وتشكيل وفد لزيارة مرسي.كذلك تشمل مبادرة قنديل التوقف عن الخروج في مسيرات والالتزام بأماكن التظاهرات المحددة بجانب ضرورة إعطاء الفرصة للشعب للتعبير عن رأيه فيما حدث خلال فترة 30 يونيو وتداعياتها.