أدانت الأوساط الإعلامية والثقافية الاعتداء الذي استهدف مساء أمس الاثنين أربع صحف عراقية تمثل تيارات مستقلة غير مرتبطة بأحزاب أو كتل سياسية.وتقع مقارّ الصحف التي تعرضت للاعتداء، وهي: "المستقبل العراقي" و"الناس" و"الدستور" و"البرلمان"، في قلب العاصمة بغداد. إلا أن ذلك لم يردع المهاجمين عن اقتحامها عنوة وتكسير الأبواب والنوافذ وحرق المكاتب والكمبيوترات، والاعتداء على موظفيها بالسكاكين والهراوات.وقال علي الدراجي، رئيس تحرير جريدة "المستقبل العراقي"، الأوسع انتشاراً لدى القرّاء: "عدد المهاجمين كان بين 30 و40 مهاجماً. وقد فوجئنا بهم يقلعون باب الجريدة الرئيسي، وهاجم بعضهم سيارتي بقنابل مولوتوف لتصبح كتلة من نار".وأضاف في حديثه لـ"العربية": "نظراً لكثافة الهجوم وقلة عددنا، اضطررنا إلى أن نهرّب الزميلات عبر سطح الجريدة الى بيوت الجيران، خوفاً من الاعتداء عليهن".أما النائب علي الشلاه، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي، فاعتبر في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" أن الهجوم "محاولة بدائية لتكميم الأفواه التي تسعى لفضح الفساد والمفسدين".وأكد أن البرلمان طالب الجهات الأمنية بـ"ضرورة توفير الحماية لكافة وسائل الإعلام العراقية لما لها من دور رقابي وخدمي"، مشدداً على أنه "يجب معاقبة الجناة القادمين من المجهول وفضح من يقف وراءهم لأنهم بعملهم هذا يحاولون إرهاب الأقلام النزيهة".يُذكر أن تقارير "لجنة حماية الصحافيين الدولية" تشير الى أن العراق هو من أكثر البلدان التي لا يمثل فيها مستهدفو الصحافيين أمام القانون وقلما ينالون العقاب.وعلى صعيد متصل فإن الخسائر البشرية منذ 2003 بلغت 261 قتيلاً من الإعلاميين العراقيين والعرب، فيما اختطف 64 صحافياً ومازال مصير بعضهم مجهولاً.وحسب إحصائيات مرصد الحريات الصحافية في العراق فإن "جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها، ويتجاوز تصنيفها أكثر بكثير من أي بلد آخر في العالم".