كتبت - ياسمين صلاح: تغلب الهرم على والدها، فاضطر للتقاعد، وتسلم مبلغاً أنفقه على ديونه، وعندما دخل في مشروع استثماري بأمل الحصول على مبلغ يقيه الحاجة، سرق الشريك المال، فظل خالي الوفاض يعيش ظروفاً صعبة لا تمكنه من تأمين حياة بسيطة لأبنائه الـ13. تشكو «ح.ر» ابنة المتقاعد حالتهم المادية العسيرة جداً، وعدم قدرتهم على مواكبة متطلبات ومستلزمات الحياة البسيطة، وتناشد أصحاب الأيادي البيضاء والمسؤولين الاستماع لها، بعد أن ضاقت ذرعاً بمساعدة والدها رغم صغر سنها.وتقول «ح.ر»: نحن عائلة تتكون من «9 إناث» و»4 ذكور» إضافةً إلى الأم والأب، كان يعمل والدي في السابق بشركة ألبا كعامل وتقاعد العام 2009، ونظراً لغلاء المعيشة وعددنا الكبير، كان والدي يكد لتأمين قوت يومنا ومستلزماتنا الدراسية والمعيشية، واضطر إلى استلاف مبالغ كبيرة وقروض من بنوك وأصدقاء ليسد حاجتنا، وبعد حادث حريق أليم تعرضت له إحدى إخوتي حين كانت في سن الأربع سنوات، أصبح سفرها للخارج لتلقي العلاج أمراً حتمياً لا يقدر أبي على تحمل تكاليفه مما دفعه لاستلاف مبالغ أكبر لم تجد نفعاً أيضاً في سد حاجة العلاج. وتضيف: تبدأ مأساتنا العام 2009 حين اضطر والدي للتقاعد بعد أن غلبه الهرم والتعب، وبعد عمل دام 33 سنة، وكانت أولى خطوات التقاعد أن استلم مبلغاً لسداد ديونه ولكن كانت حجم ديونه أكبر بكثير من مبلغ التقاعد، فسدد جزءاً بسيطاً من ديونه إلى الأشخاص الذين استلف منهم المال، ثم قرر أخي الأكبر أن يدخل والدي في استثمار كفكرة لسداد وتغطية جميع الديون المستحقة عليه. ودخل والدي في الاستثمار بمبلغ 25 ألف دينار ولكن.. جاءت المصيبة بأن شريك أبي في الاستثمار سرق الأموال وسافر! وحتى يومنا هذا لم يتم القبض أو العثور عليه، حيث إننا رفعنا قضية «شيك بدون رصيد» ومازالت القضية مفتوحة لم تحل، وقد نخسر القضية ولكن أملنا بالله كبير أن نسترجع أموالنا من هذا السارق.وتذكر «ح.ر» أن ديون والدها هي؛ قرض بمبلغ 12 ألف دينار من أحد البنوك، قرض بمبلغ 18 ألف دينار من صندوق التقاعد، قرض ترميم منزل بمبلغ 20 ألف دينار من الإسكان، على الرغم أن راتب أبيها لا يتعدى الـ200 دينار، والتي بالكاد تكفي والأسرة لقوت يومنا في ظل الغلاء المعيشي.
50 ألفاً على كاهل مواطن يتقاضى 200 دينار
31 يوليو 2013