سمحت مصر لأكبر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي بمقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي ونقلتها جواً بعد حلول الظلام إلى منشأة سرية يحتجز فيها مرسي، لكن استبعدت أي دور له في إنهاء الاضطراب الذي يعصف بالبلاد.وأصبحت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أول شخصية أجنبية تقابل مرسي منذ عزله الجيش يوم الثالث من يوليو بعد احتجاجات حاشدة على سياساته. واحتجز مرسي منذ ذلك الحين وبدأت السلطات القضائية تحقيقاً معه بتهم تشمل القتل.وأثار مصيره وقمع دموي من قوات الأمن لمؤيديه قلقاً عالمياً بشأن محاولة محتملة لسحق جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي والتي برزت بعد عقود من الملاحقة من السلطات لتفوز بالسلطة في أول الانتخابات بعد انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.ولم تكشف أشتون الكثير عما قالت إنه كان محادثة «ودية وصريحة جداً» لساعتين مع الرئيس المعزول. وقال مساعد إنهما أجريا محادثات «معمقة».وقالت آشتون إن مرسي يشاهد التلفزيون ويطالع الصحف وإنه على علم بالوضع في البلاد. ونفت معرفتها بمكان وجوده وقالت «لا أعرف أين يوجد لكنني رأيت التسهيلات لديه».وتتعهد جماعة الإخوان بالاحتجاج حتى إعادة تنصيب مرسي. وقالت إن مؤيديه سيقومون بمسيرات مجدداً رغم أنها لم تنفذ تعهداتها مرتين هذا الأسبوع بالقيام بمسيرات إلى منشآت أمنية حساسة في القاهرة.ورداً على سؤال إن كان مرسي يمكن أن يكون جزءاً من عملية مستقبلية للتفاوض والمصالحة، قال نائب الرئيس المؤقت محمد البرادعي في مؤتمر صحافي مشترك مع آشتون «لا».وأضاف «أعتقد أن هناك خريطة طريق جديدة. السيد مرسي فشل لكن جماعة الإخوان المسلمين تبقى جزءاً من العملية السياسية ونود أن يبقوا جزءاً من العملية السياسية».ونفت آشتون أنها حملت عرضاً لمرسي «بالخروج الآمن» إذا تخلى عن مطالبته بالرئاسة كأول رئيس لمصر يأتي عبر انتخابات حرة.إلى ذلك؛ طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ووصف الوضع السياسي في مصر بأنه «حرج للغاية».وتحث الحكومات الأجنبية الإدارة المصرية الوصول إلى حل وسط مع جماعة الإخوان المسلمين لإبعاد البلاد عن المزيد من العنف.من جهة أخرى، شجبت وزارة الخارجية المصرية تدخل دولة جنوب أفريقيا في شؤون مصر، داعية إياها إلى الاهتمام بحقوق عمال المناجم لديها.وأعربت الوزارة عن بالغ الاستياء من البيان الصادر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون الدولي في دولة جنوب أفريقيا، والذي يكشف عن قراءة غير دقيقة للواقع المصري الراهن معتمداً على معلومات مغلوطة، ومتجاهلاً الإرادة الشعبية المصرية.وفي شأن ذا صلة ندد المرشح اليساري السابق في انتخابات الرئاسة في مصر حمدين صباحي بإراقة الدماء في أحداث العنف التي شهدها البلد في الآونة الأخيرة.وقال صباحي إن التفويض الذي منحه الشعب المصري لمؤسساته الوطنية وفي مقدمتها الجيش والشرطة هو تفويض لإنهاء أعمال العنف لا لإراقة مزيد من الدماء.وحل صباحي، زعيم التيار الشعبي ثالثاً، في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012. وقال إن الجميع سيتفق على مرشح واحد ممثلاً للثورة في الانتخابات المقبلة.وأضاف أن القوى الثورية ستجري مناقشات وتتفق على مرشح واحد لتمثيل ثورة 25 يناير و30 يونيو أملا في تحقيق طموحات المصريين وأهداف ثورتهم.من جانبه، جدّد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إدانته للاعتداءات التي تُرتكب ضد الجنود والمنشآت العسكرية في سيناء، واصفاً إياها بـالإرهابية.وقال الطيب، إن المساس بجنود مصر البواسل هو مساس بالأمن القومي المصري، مطالباً الجميع بالحفاظ على أمن الوطن والتصدي للمحاولات الدنيئة الرامية للمساس بجيش مصر الباسل أو صرفه عن مهمته الوطنية الأصيلة.وشدَّد على حُرمة سفك الدماء والتحريض على سفكها.