قالت مؤسستان بحثيتان، الأربعاء، إن إيران ستواصل برنامجها النووي رغم قلة ما جنته من مكاسب من هذا البرنامج الذي كلّفها أكثر من 100 مليار دولار نتيجة ضياع عائدات نفطية واستثمارات أجنبية.وقال تقرير لمعهد كارنيجي للسلام الدولي واتحاد العلماء الأميركيين ويوجد مقراهما في واشنطن، إنه لا يمكن وقف الأنشطة النووية الإيرانية أو "نسفها"، وإن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سلميتها.وقال كاتبا التقرير علي فائز من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، وكريم سجاد بور من معهد كارنيجي عن برنامج إيران النووي الذي بدأ منذ خمسة عقود في عهد الشاه الذي كان متحالفاً مع الولايات المتحدة: "أحيط بهالة مبالغ فيها من الفخر - وإن كانت مضللة - وتكلف مبالغ باهظة بحيث يتعذر التخلي عنه بسهولة".وأضاف "الحل الوحيد طويل الأجل لضمان أن يظل برنامج إيران النووي سلمياً بحتاً هو إيجاد حل دبلوماسي متفق عليه".ومن المقرر أن تجتمع إيران مع ست قوى عالمية في كازاخستان هذا الأسبوع أملاً في الوصول إلى حل للمواجهة. وعقد آخر اجتماع في شباط/فبراير لكنه فشل في تحقيق انفراجة.ويورد التقرير الذي يحمل عنوان "أوديسة إيران النووية.. التكلفة والمخاطر" تكاليف البرنامج النووي من حيث الفرص الضائعة وقال إنها تبلغ "أكثر من 100 مليار دولار" من حيث فرص الاستثمار الأجنبي وعائدات النفط الضائعة.وذكر التقرير أن إنتاج كميات صغيرة نسبياً من اليورانيوم لن تقود إيران إلى الاكتفاء الذاتي الكامل من الطاقة النووية، بينما هي أهملت في صيانة بنيتها الأساسية وتنمية موارد أخرى يمكن أن تؤمن احتياجاتها من الطاقة بصورة أفضل.وأعطى التقرير مثالاً على ذلك مفاعل بوشهر النووي الذي تبلغ طاقته 1000 ميغاوات وبدأ تشغيله عام 2011 بعد تأجيلات متكررة، وقال إن إنتاجه لا يمثل سوى 2% من طاقة توليد الكهرباء، بينما تفقد إيران نحو 15% "من الكهرباء التي يتم توليدها بسبب خطوط النقل القديمة والتي لا تخضع للصيانة الملائمة".وقال التقرير "التخطيط الاستراتيجي الجيد بقطاع الطاقة لا يمكن أن يجعل من الطاقة النووية أولوية في دولة مثل إيران".وأضاف: "بدلاً من تحسين أمن الطاقة في إيران قوّض البرنامج النووي قدرة البلاد على التنويع وتحقيق استقلال حقيقي بمجال الطاقة".