كتب - أحمد الجناحي: تعرض مسرحية «المشكلجي» للمخرج حسين العويناتي والمؤلف علي آل حمادة في أول أيام عيد الفطر المبارك على صالة مركز موظفي بتلكو بالهملة، وهي من إنتاج نور الذهب للإنتاج الفني.المسرحية التي تطرح موضوعاً هادفاً بلغة كوميدية راقية، حاول جميع طاقمها بدءاً من المؤلف والمخرج، وانتهاء بالممثلين والفنيين العمل على تقديم شيء مغاير جدير بالوفاء بذوق المشاهد البحريني. وتقوم قصة العمل على عائلة تتعايش معاً في منزل كجزر منعزلة مع وجود الخدم الذين يشكلون بدورهم أساساً وسبب الفتنة بين أفراد الأسرة الواحدة، أضف إلى ذلك رب الأسرة الذي هو رأس المشكلة فينقل بدوره سلبياته إلى أولاده ومن معه ليخرج منهم بعد ذلك جيل ظالم وآخر مظلوم وسط أجواء من الكوميديا الهادفة التي تجعل المشاهد يتفاعل بكل حواسه مع أحداثها وتساهم في إيصال رسالة واضحة عنوانها «إذا ياتك علتك من بطنك من وين إتييك العافية»أدوار متميزة الفنانة المتألقة في ديباج الفن الخليجي فاطمة عبدالرحيم تجسد دور ابنة رب الأسرة الفنان «شهاب حاجية» حيث يدور النقاش بينها وبين الفنانة العنود الحربي كشركاء في الاهتمام بالعقار والتجارة، كل ذلك في جو من الإثارة الضحك، أما الفنان البحريني المتألق أمين الصايغ فيجسد دور الأخ مع النجم الكييك الفنان البحريني منصور صنقيمة الذي يقوم بدور الخادم بالمنزل، أما الفنان المتألق أحمد الفرج فيجسد دور مدير أعمال الأب، بجانب الفنانة البحرينية شيخة زويد التي تلعب دوراً مهماً مع الخدم في المنزل. تقول الفنانة فاطمة عبدالرحيم إن «روح العمل كفريق واحد والتعاون بين طاقم العمل مريح جداً خصوصاً وأن المخرج يراعي التزامات وظروف الفنانين، والإخوة الفنانون المشاركون بالعمل بينهم ألفه وعشره قديمة، فالمسرحية يشارك فيها نخبة من النجوم المتألقين من البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية في «كركترات» كوميدية مبتكرة تحكي سيناريو المسرحية من ظالم ومظلوم وأمور الحياة المختلفة من تجارة وغيرها جميعها في لوحات منفصلة، وأترك بقية المشاهد كمفاجأة للجمهور». وتفتقد عبدالرحيم في هذا العمل زملاءها الذين طالما أحبت العمل معهم واعتاد الجمهور أن يراهم في عمل واحد معاً كالفنان القدير علي الغرير والفنان خليل الرميثي، والفنان أحمد مبارك والفنان أحمد مجلي، بسبب انشغالهم ببرامج أخرى، «أتمنى أن نجتمع في القريب العاجل تحت مظلة واحدة وعمل واحد». عبدالرحيم تحب ممارسة الرياضة لكن ظروف العمل والالتزامات تمنعها أحياناً من الاستمرارية، «أحب ممارسة الرياضة لكن انقطعت عنها بحكم السفر والتصوير والالتزامات الأخرى، بجانب الأطفال في المنزل، وأمور الحياة في الغالب أكثر من أمور العمل ولابد من التنسيق». وتعايد عبدالرحيم مقدماً على جمهورها ومتابعيها، «أهنئ جمهوري الغالي بعيد الفطر المبارك، وأسأل الله أن يكون عام خير وسعادة على الجميع، وأتمنى للجميع دوام التوفيق والنجاح والسعادة، وأقول للجمهور ترقبوني». ذوق البحريني أما نجم المسرح الكويتي أحمد الفرج فيقطع إجازة المحارب ويشارك بالمسرحية بدور وكيل أعمال رب الأسرة الفنان شهاب حاجية، الذي يقحمه كل يوم بمشكلة كبيرة وبموضوع صعب حله، وعند سؤاله عن سبب عدم مشاركته مع طارق العلي كعادته قال «لم أترك طارق العلي، فهو موجود في قلبي، وبعد التنسيق معه اخترت أن آخذ استراحة محارب، لأني لا أشتغل بالمسرح كل سنة، ومسرحيتنا الأخيرة «بسنا فلوس» توقف عرضها قبل رمضان بـ5 أيام، لكن عرض مسرحية «المشكلجي» الزقت بمخي، فهي فرصة رائعة لزيارة البحرين مرة أخرى والسيناريو جميل يمكن الإبداع فيه، بجانب وجود كوكبة من الفنانين الكوميديين المتألقين، لذا وافقت على العمل». ويضيف الفرج «دوري في المسرحية هو دور وكيل أعمال الفنان شهاب حاجية، وكل يوم أدخله بمشكلة كبيرة، مرة «هوشة» ومرة يخسر حلاله، دور «المشكلجي» باختصار». ويؤكد الفرج «أحترم المؤلف ورقابة النصوص جداً، ولا أخرج عن النص إلا بشيء مفيد بعيداً عن قصد التهريج والتسفيف، وهذا ما تعلمناه من مدرسة طارق العلي». ويرى الفرج أن الجمهور البحريني ذويق من الدرجة الأولى لكنه صعب «الجمهور البحريني ذويق وأعرفه من ناحيتين، الأولى أنه متذوق للفن بشكل عام عندما يعرض المسرح البحريني الجاد، أستمتع بالمشاهدة لأنه يختار نصوصاً صحيحة وفناناً صحيحاً، ومن ناحية أخرى فالجمهور البحريني له ذوق خاص، لا يعجبه أي شيء، يبحث عن حوار ونص كما يبحث عن قصه وكوميديا هادفة بغض النظر عن النكتة، ينتقدك بالفن بسرعة، وإذا أعجب بالمسرحية يصفق بحرارة كبيرة، لأن الجمهور البحريني يختار المسرحية من صيتها وفنانيها». ويضيف الفرج أن «الفنانين البحرينيين يفهمون لعبة أهل البحرين وأنا سأكون معهم وأتمنى أن أكون خفيف ظل وخفيف دم، وإن شاء الله سنملك مفتاح الجمهور البحريني ونكون عند حسن ظنه، مردفاً «الاستقبال طيب ولم أشعر للحظة بأني غريب، وأنا أعشق الجمهور البحريني كما يحبني تماماً، فكلنا إخوان، وانتظرونا». ويعبر النجم الكويتي فرحان العلي عن سعادته بوجوده في البحرين لأول مرة وهو متفائل بالجمهور البحريني، «أعمل مع طارق العلي منذ 8 سنوات، فعندما قدم لي عرض مسرحية المشكلجي، أعجبت بنصه وحواره وأحببت التغيير فوافقت على العرض، هذه تجربتي الأولى في البحرين وأنا متفائل جداً بالجمهور البحريني». ويجسد العلي دور الخادم الذي يكون عمل المنزل كله منصباً على رأسه، وبالتالي فإن أي مشكلة تقع في رأسه، حيث يفرغ أفراد الأسرة ضغوطاتهم عليه، ويحب العلي التواصل مع أصدقائه وجماهيره «أحب التواصل مع أصدقائي وجمهوري عن طريق الأنستغرام والبي بي مسنجر، ولكن لا أملك الوقت الكافي للخروج معهم لأن الوقت ضيق للغاية وهم يقدرون ذلك». ويقول العلي «كل عام وأنتم بخير، أشكر البحرين حكومة وشعباً على هذا الاستقبال الكبير والطيب، وسنقدم إن شاء الله لكم الأفضل فترقبونا». طرح جميل من البحرين يشارك الفنان البحريني أمين الصايغ في المسرحية بدور سعود، «أجسد دور أخ الفنانة فاطمة عبدالرحيم، فعند عودتنا من سفرتنا الدراسية نتقرب من خادم الأسرة «منصور صنقيمة»، ونخطط لأمور كثيرة متنوعه منها الحفلات وغيرها، أي يكون أداة لنا بالمنزل، وفي النهاية يقع اللوم على الخادم». ويرى الصايغ أن رسالة اختلاف الطابع الغربي عن العربي موضوع متناول، إلا أن الأسلوب المبتكر الذي سيكون بالمسرحية سيساهم في إيصال الرسالة بشكل أوضح وأعمق، وعن الطاقم الذي اعتاد العمل معه يقول «من سنة 2000 ونحن نعمل مع الفنان القدير علي الغرير وخليل الرميثي وأحمد مجلي وأحمد مبارك وفاطمة عبدالرحيم كفريق واحد، وأحب العمل معهم ولا أفرط بهم، لكن في بعض الأحيان ظروف العمل والعروض تحكم ذلك». ويرى الصايغ أن تأخر الفنانين الكويتيين عن القدوم للبحرين لحضور البروفة ليست بالمشكلة الكبيرة والصعبة، «فالفنانون نجوم كبار قادرون على التكيف مع جو المسرحية وهناك فرصة كافية لعمل البروفات». ويؤكد أن «المسرحية فكرتها مميزة ويشارك فيها نجوم كبار، وهذا يضمن عرضاً مسرحياً متألقاً، حياكم الله وترقبونا». من جهته يلعب نجم الكييك منصور صنقيمة دور «المشكلجي» كأحد الخدم تربى في أحضان الأسرة منذ صغره، فهو يقحم نفسه في كل الأمور، ويتسبب ذلك في مشكلات متعمدة مع الآخرين بسبب عدم تصرفه السليم في بعض المواقف. يقول صنقيمة «أسعى لإيصال رسالة توضح دور الخدم السلبي في نشر أسرار الأسرة وخلق المشكلات، الذي لا تنتبه إليه وللأسف معظم الأسر في الخليج». صنقيمة دخل المجال الفني كفضول وأصبح هذا الفضول ملازماً له حتى اليوم، «دخلت المجال الفني من باب الفضول وأصبح الفضول كمرض ملازم لي، قدمت 12 عملاً تلفزيونياً خلال 18 سنة في المجال الفني، كلها أعمال كوميدية هادفة إلا عملاً واحداً كان جاداً، أعجبت بسيناريو المسرحية وعندما يكون المخرج مبدعاً فبالتالي يبدع الفنان». ويهوى صنقيمة السفر والغناء وسياقة السيارات أيضاً، «أحب السفر والغناء، وعندي هواية غريبة وهي السياقة، أقوم بتعبئة السيارة بالبترول وأتجول في البحرين». ويذكر أن من أعماله القريبة «فن وفله» من إنتاج خاص مع الفنان المتألق شهاب حاجية، ومسلسل سعودي لم يتم الإعلان عن اسمه. ويؤكد من جانب آخر أن «الفن السعودي جميل لكن مع احترامي للجميع الفن الكويتي هو الرائد في المنطقة، الفن السعودي انتشر بالقنوات استقطاباً للهجة السعودية، ووفق بذلك المخرجون إلى حد ما». ويضيف صنقيمة «كل عام وأنتم بخير وأحب البحرين خاصة والخليج عامة، ترقبونا في العمل الشبابي بطريقة جديدة ومبتكرة تناسب المجتمع الفتي». الضحكة المفيدة أما مخرج المسرحية حسين العويناتي فيؤكد سعيه لإضحاك الجمهور، «الجمهور البحريني لم يضحك منذ 3 سنوات، وأسعى لإضحاك الجمهور وفي الوقت نفسه أسعى لأن أوصل له رسالة بشكل واضح مفادها أن الظلم والمظلومية مآلها الشقاق بين الأسرة الواحدة وعن كيفية الابتعاد عن ذلك بالتربية السليمة والصحيحة». وعن سبب اختيار اسم المسرحية «المشكلجي» يبين المخرج أن هذا الاسم هو اسم الخادم الذي يوقع الأسرة بمشكلات ويزرع الفتن، وكما نعلم فإن الخدم هم السبب الرئيس لمشكلات الأسرة، ويملكون أسرار المنزل، وما يميز العرض أنه خلطة خليجية كوميدية، والأسماء الكوميدية الكبيرة تترقبها الجماهير، وفكرة المسرحية الثقيلة بحاجة لهذه النجوم»، منوهاً بأن «المجتمع البحريني لديه ثقافة التوعية وأنا حريص جداً على انتقاء الألفاظ على المسرح». العويناتي يذكر أنه متأثر بالمخرج السوري همام حوت لقوة شخصيته فوق المسرح ويقتبس منه بعض الأمور، هو نفسه العويناتي يجسد دور خادم مع النجوم فوق خشبة المسرح. وعن الصعوبات التي واجهها يقول العويناتي «واجهنا بعض الصعوبات في ترتيب قدوم الفنانين الكويتيين، وفي حجز الصالة وأماكن البروفات»، ويدعو الجمهور الكريم لحضور المسرحية الممتعة والمفيدة.