هاجم العشرات من أنصار محمد مرسي مبنى مديرية أمن الجيزة - جنوب القاهرة، أمس الجمعة، ورشقوا جنود الشرطة المكلفين بتأمين المبنى، بالحجارة والزجاجات الفارغة، مرددين هتافات معادية لوزارة الداخلية وقادة الجيش، متهمين إياهم بالانقلاب على الشرعية والرئيس المنتخب، فيما قامت عناصر من الجيش المتمركزين بالقرب من مبنى المديرية بالتدخل للحيلولة دون تفاقم الوضع، في ظل المخاوف الدولية من تفاقم الأوضاع في مصر، وذلك عقب إصرار الحكومة الحالية فض اعتصامات أنصار الرئيس المصري المعزول. في غضون ذلك أغلق عناصر الجيش بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية شارع يوسف عباس الرئيس المؤدي إلى مسجد رابعة العدوية حيث مقر الاعتصام الأكبر لأنصار الرئيس المعزول. وشارك الآلاف منهم في تظاهرات جديدة تحمل شعار «عيد النصر» انطلقت من أمام مساجد القاهرة، إلى مقري الاعتصام المفتوح بمحيط مسجد رابعة العدوية شمال شرق القاهرة وميدان نهضة مصر بجنوبها، مرددين «يسقط يسقط حكم العسكر» و»إسلامية إسلامية»، في الوقت الذي هدد فيه رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي مساء الخميس أنه «لا تراجع عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية»، مؤكداً أن «القرار نهائي».وتدفق المتظاهرون بعد صلاة الجمعة إلى ساحات الاعتصام مطالبين بعودة مرسي إلى السلطة بلا شروط، كما تجمعوا في مدن أخرى مثل الإسكندرية وأسيوط، وذلك تلبية لدعوة ما يسمى «تحالف دعم الشرعية» الذي يضم أنصار مرسي بمواصلة التحرك السلمي بعد صلاة الجمعة من خلال مسيرات في كافة أرجاء البلاد حتى عودة الرئيس المعزول إلى السلطة، وفي تلك الأثناء أكد خطيب الجمعة بميدان رابعة استحالة فض تلك الاعتصامات.وفرضت عناصر من الجيش والشرطة أطواقاً أمنية حول الطرق المؤدية إلى مقري الاعتصام، ودفعت بآليات مدرعة لتأمين المتظاهرين وخشية امتداد التظاهرات إلى البنايات العسكرية المجاورة، وعززت تواجدها حول مقار الحكومة والبرلمان والوزارات الحيوية والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية بمناطق وسط القاهرة.وتمثِّل تظاهرة اليوم واحدة من تظاهرات متتالية يقوم بها أنصار الرئيس المعزول الذين بدؤوا اعتصاماً مفتوحاً منذ 28 يونيو الماضي، تأكيداً على شرعية مرسي كرئيس منتخب، غير أن الاعتصام تحول منذ عزل مرسي رسمياً مساء الثالث من يوليو الماضي إلى أعمال عنف واشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أسفرت، حتى الآن، عن مقتل أكثر من مائة وإصابة مئات آخرين.وبدا أن جماعة الإخوان متصلبة في المطالب التي رفعتها منذ عزل مرسي، إذ هتف القيادي في الجماعة محمد البلتاجي في ساحة الاعتصام «الانقلاب هو الإرهاب» و»يسقط يسقط حكم العسكر»، وذكر أعضاء آخرون أنه لا مكان للعسكريين في السياسة، وحولوا رابعة العدوية إلى ما يشبه الحصن المحاط بالحواجز والسواتر الرملية.وساد الهدوء في أول أيام عيد الفطر الخميس، ولم يشاهد أي من أفراد قوات الشرطة أو الجيش في محيط ميدان رابعة، ما جعل بعض المصريين يشعرون بأن قوات الأمن لن تهاجم خلال عطلة العيد حتى لا يمثل ذلك تعديا على حرمة مناسبة دينية، لذلك يتوقع مراقبون أن يتم ذلك الأحد القادم بعد انتهاء عيد الفطر.وفي هذه الأثناء ناشد الرئيس التركي عبد اللهجول أمس، الحكومة المصرية المدعومة من الجيش العودة بالبلاد سريعاً إلى حكم ديمقراطي والسماح لجميع الأطراف بالمشاركة في العملية السياسية، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب العنف، قائلاً «الشعب المصري انقسم تقريباً إلى معسكرين كل منهما يحشد بشكل خطير ضد الآخر، هذا الوضع مقلق وغير قابل للاستمرار». وحث السلطات المصرية على إطلاق سراح الرئيس المعزول، ولم يطالب بإعادته للسلطة.