كتب مهند أبو زيتون:يصحو البحرينيون اليوم، يذهبون إلى وظائفهم، يتذمرون -كعادتهم- من حرارة الجو والازدحام، غير أن قلقاً مشفوعاً بالتحفز يساورهم.مواقع التواصل الاجتماعي تستبق الواقع، تشكّل واقعاً آخر مؤداه «وضع البحرين على حافة الهاوية». الدولة استبقت هذه المرة أيضاً. تصريحات المسؤولين الرسمية تتحدث عن إجراءات سيضع تنفيذها «الإرهاب» على حافة الهاوية.كثيرون قبل 14 فبراير 2011 حذّروا من «قفزة في الهواء»، حتى منظرو «الربيع» و«الديمقراطية» كانوا يتحدثون عن أفضلية «الإصلاح التدريجي» في الدول المتعددة الطوائف، غير أن القفزة حصلت ووضعت السلم الأهلي على حافة الهاوية.بعض المشهد يتكرر، بظروف مختلفة كلياً. لا مطالب واضحة لدعوة «النفير» اليوم، هل هي نقاط الجمعيات السياسية أم «إسقاط النظام». السلمية أيضاً حاضرة كشعار لكن الاسم الطاغي «نفير».ولأن النظام السياسي البحريني متشكل من جمعيات تدعي تمثيل الطوائف، فإن الأخيرة اُستدعيت وستستدعى بالجاهزية الكاملة، محاصرةً بتجارب العراق ولبنان وسوريا. لا شيء يشبه مصر إلا الاسم «تمرد» و«التفويض الشعبي» للحكومة عبر نواب الشعب، أما بقية الظروف فمعاكسة تماماً.الوفاق بالتأكيد كانت بحاجة هذا اليوم، لا أوراق في يدها لتفاوض يحقق أهدافها سوى التهويل من موقف أمريكا واستمرار المناوشات الليلية، لذلك تخلت عن سياسة المشي على أطراف الأصابع وظهر علي سلمان يحشد بصوت عال، بيد أن خسارة الجمعية قد تكون جسيمة، كما حصل حين رفضت الحوار في فبراير تحت ضغط «القوة» في الشارع، ولكن بوقع أشد. إيران تتمنى صراعاً مسلحاً في البحرين وتدفع باتجاهه، على الأقل إعلامياً، تريد نموذجاً سورياً في الخليج، باستخدام الطائفة مرة أخرى. لعبة التوازن الحاصلة في سوريا تغري أمريكا بالتعميم عربياً، لذلك تبدو الولايات المتحدة دائماً كمن يمد يدين باتجاهين مختلفين.كل هذا الضجيج على مواقع التواصل يسبق الواقع الذي يكشف عن نفسه اليوم 14 أغسطس ذكرى استقلال البحرين، وإن كانت الحكمة تقول: العربات الفارغة أكثر ضجيجاً.