ينتظر المسلمون شهر رمضان الكريم ويشتاقون له كل عام لما فيه من الخير الكثير والعبادات والأفضال التي يتمتع بها هذا الشهر عن باقي شهور السنة.. ولكن لماذا نرى هذه المظاهر في شهر رمضان فقط وكأن الصلاة والاحتشام وغيرها من القربات والعبادات لا تكون إلا في رمضان، بينما تختفي هذه الأعمال مباشرة من بعد صلاة عيد الفطر، وكأن الصلاة لم تفرض على المسلمين إلا في شهر رمضان بل ويحلل الشخص على نفسه كل ما يحلو له!. أليس الإسلام الحقيقي هو اتباع ما جاء في القرآن الكريم من أوامر ونواهٍ، أوليس هو اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله وعمله وما علمه آل بيته وأصحابه، ولكن للأسف ينصرف كثير إلى الابتعاد عن هذه الأجواء الروحانية إلى ملذات الدنيا، فضلاً عمن يضيع وقته حتى في رمضان بملاحقة المسلسلات والبرامج.وتخرج لك كائنات غريبة الأشكال وكأنها قادمة من الفضاء لا تمت إلى الإسلام والعادات والتقاليد العربية بأي صلة، فلا يعرف منها الذكر أو الأنثى وقد انصرف عدد منهم إلى اتباع آخر صيحات «الموضة»، وتراهم يملؤون المجمعات التجارية والشوارع العامة بألوان وحركات مريبة خلال عطلة العيد، فسبحان مغير الحال إلى حال، فمنذ أيام كانوا عباداً ناسكين ليتحولوا بين ليلة وضحاها إلى ما يشبهون المهرج، وبشكل يضحك عليهم ويحرج أيضاً أصدقائهم الذين يمشون معهم ويحاولون الابتعاد عنهم بقدر المستطاع.فأين دور الدعاة الغيورين على دينهم والصالحين من العامة في أن يكونوا القدوة وأن ينصحوا هؤلاء المقصرين ويحاولوا أن يحببوا الناس ولا ينفروهم من الدين، فنحن نعلم أن بذور الخير في كل البشر، وعلى من يستطيع أن يقدم لدينه أن يرعى هذه البذرة حتى تثمر العطاء الحسن، ليتربى الجيل الذي يكون قلبه متعلقاًَ بالقرآن منهجاً ودستوراً للحياة، وتكون همزة الوصل بينه وبين ربه الصلاة وكل ما فيه الصلاح للشخص نفسه ولمجتمعه، فما كان المسلمون في عزة إلا عندما حافظوا على الصلاة وما هانوا إلا بعد أن هجروها وأصبحت طي النسيان.عبدالله الشاووش