تدخلت قوات الأمن المصرية أمس (الأربعاء) مدعومة بالجرافات لفض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة، في هجوم كانت تحذر منه منذ فترة وخلف عشرات القتلى والجرحى.وبدأت العملية بعيد فجر أمس، حين حاصرت قوات الأمن منطقتي رابعة العدوية في شرق القاهرة والنهضة بوسط العاصمة حيث يتحصن المعتصمون. وقال شهود إن الشرطة ألقت وابلاً من القنابل المسيلة للموع على خيام الاعتصام قبل أن تدخل إلى ميدان رابعة العدوية مثيرة الهلع بين مئات المعتصمين.وهرع رجال يضعون أقنعة واقية من الغازات إلى التقاط القنابل وإلقائها في حاويات من الماء، فيما تصاعدت من المنصة التي أقيمت بالقرب من مسجد المخيم أناشيد إسلامية وهتف المعتصمون «الله اكبر».واندلعت اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في أحد جوانب الاعتصام وسمعت أصوات طلقات أسلحة رشاشة دون أن تتضح الجهة التي تطلق النار.إلى ذلك تضاربت الأنباء عن أعداد ضحايا الأمس، حيث أعلن الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة إسعاف مصر، عن ارتفاع أعداد حالات الوفاة والمصابين جراء الاشتباكات التي وقعت أمس بالقاهرة وجميع محافظات مصر إلى 149 حالة وفاة و1403 مصابين.وكتب الناطق باسم الإخوان جهاد الحداد على حسابه على تويتر أن 250 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح خمسة آلاف آخرون في عملية فض الاعتصام». بينما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس أنه تمكن من إحصاء جثث ما لا يقل عن 43 شخصاً من أنصار الرئيس المعزول، قتل بعضهم بالرصاص على ما يبدو لدى تدخل قوات الأمن المصرية وجميعها لرجال.من جانب آخر؛ أعلنت الرئاسة المصرية حالة الطوارئ في البلاد وفرض حظر التجوال في العاصمة المصرية القاهرة و11 محافظة أخرى لمدة شهر. وقالت الرئاسة إنه تقرَّر بعد التشاور مع مجلس الوزراء، إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر يدخل حيز النفاذ اعتباراً من الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة.من جانبه، قال مجلس الوزراء إن رئيس المجلس الدكتور حازم الببلاوي، أصدر قراراً بإعلان حظر التجوال اعتباراً من السابعة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي في نطاق 12 محافظة هي القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، وبني سويف، وإلمنيا، وأسيوط، وسوهاج، والبحيرة، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، والسويس، والإسماعيلية».إلى ذلك أضرم متشدِّدون من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي النار في مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمحافظة «سوهاج»، في ما يُمثِّل الحادث الطائفي العاشر من نوعه منذ رحيل مرسي عن الحُكم، حيث أضرم متشدّدون، قبل أيام قليلة، النار بكنيسة في قرية «الديابية» بمحافظة بني سويف وهدموا منازل عائدة لمسيحيين بقرية «بني أحمد» في محافظة إلمنيا. أعلن التلفزيون المصري أن مناصري الإخوان قتلوا 4 من رجال الشرطة بالرصاص، في مركز أمني بالقاهرة.وعمد مناصرو الإخوان المسلمين إلى قطع بعض الطرقات الرئيسة في مدينتي القاهرة والإسكندرية، رداً على فض اعتصاميهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة. كما أحرقوا عدة كنائس بينها كنيسة العذراء في إلمنيا. في حين أفيد عن تعرضهم لبعض المارة في عدد من الأحياء.واعتراضاً على قيام عناصر الأمن بفض اعتصامي أنصار مرسي؛ قدَّم محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية استقالته رسمياً.واعتبر البرادعي»إنه كانت هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني».واستطرد قائلاً «ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه، وأنه من واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية ولكن بعد تكبدنا ثمناً غالياً كان من الممكن، في رأيي، تجنبه». كشف مسؤول أمني أن قوات الأمن المصرية ألقت القبض على 8 قياديين في جماعة الإخوان مطلوبين على ذمة قضايا قتل المتظاهرين والتحريض على العنف من بينهم عصام العريان ومحمد البلتاجي وأحمد عارف المتحدث باسم الجماعة وصفوت حجازي وعبد الرحمن البر، بحسب ما أعلنه التلفزيون المصري.وكان القيادي الإخواني د. محمد البلتاجي قد ظهر على الهواء من أحد مراكز العلاج بعد أن تضاربت الأنباء حول اعتقاله، وخاطب الجيش والأمن المصريين قائلاً: «يجب أن تخلعوا الزيّ الرسمي والبدلة العسكرية لأنكم فقدتم الواجب الوطني والأخلاقي والقيم الإنسانية»، مؤكداً مقتل ابنته خلال حديثه.
يــوم دامٍ فــي مصـر
15 أغسطس 2013