يعد الصداع أحد أعراض الاختلالات الجسدية والنفسية، فحدوث الصداع ليس أمراً معزولاً عن الأشياء الأخرى. ويتناول معظم من يعانون من الصداع مسكنات الألم عادةً. ولكن، في الواقع، توجد عدة بدائل طبيعية للأدوية التي تخفف الصداع. قد يكون العلاج الجذري للصداع هو تغيير النظام الغذائي اليومي، فاتباع نظام غذائي متوازن هو أمر أساسي في الوقاية من الصداع المزمن ومعالجته. وجاء في موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي، أن الأطعمة التي يتناولها الشخص تمارس دوراً مهماً في أجهزة الجسم بالنِّسبة للدور المُعطَى لها، حيث يمكن أن يسبب تناول بعض الأطعمة، لاسيما تلك التي تحتوي على موادٍ حافظة وغيرها من المواد الكيميائية، الإصابة ببعض المشاكل الصحيَّة مثل الصداع.كما يمكن أن يسبب انخفاض السكر في مستوى متوازن من السكر في الدم. ولا يعني ذلك استهلاك السكر المكرر، بل استهلاك الكربوهيدرات وسكر الفركتوز الذي يفيد الجسم (مثل السكر الموجود في الفاكهة). وقد يكون لدى بعض من يعانون من الصداع المتكرر والصداع النصفي (الشقيقة) حساسية من موادٍ كيميائية غذائية معينة، سواء أكانت أغذية طبيعية أم اصطناعية.وجاء في الموسوعة أنه على من يعاني من الصداع تجنب الأطعمة التي تحتوي على مواد تدعى التيرامينات tiramines، وهي مركبات شائعة توجد في مجموعة كبيرة من الأطعمة، مثل السبانخ والطماطم والبطاطس والأسماك الصغيرة والتونة والكبدة والشوكولاته الداكنة التي تؤثر في الشرايين في الرأس.وتشتمل الأطعمةُ الأكثر إحداثاً للصداع على الشوكولاتة والجبنة المعتقة (أو القديمة) واللحوم المقددة والنقانق (ولا ننسى الكحول أعاذنا الله منه). كما تسبب الأطعمة الغنية بالنحاس الصداع أيضاً، لأنها تنقل التيرامينات tiramines عبرَ الجسم، مما يسبب الصداع, مثل الفواكـه المجففـــة وجنين القمح (نتاش الحنطـــة) والمحـــار، ويمكــن أن تزيد الحمضيات مــن امتصاص الجسم للنحاس أيضاً.كما قد ينجم الصداع أيضاً عن فرط عمل الكبد لتخليص الجسم من السموم. لذا من المهم تجنب زيادة تناول الأطعمة المقلية والدهنية.أما الأطعمة التي تخفف الصداع فهي الليمون، التفاح، الموز، الكرفس، البردقوش أو المردقوش، إكليل الجبل، القرفة. وتم التطرق أيضاً في الموسوعة إلى أن العمل في الإضاءة المنخفضة من العوامل الأخرى التي تسبب الصداع. وفي هذه الحالة, ينبغي الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة الكاروتين، مثل الجزر, وتناول الأطعمة التي تحتوي على مواد تدعى الليكوأنثوسيانينات leucoanthocyanins (مواد صباغية) مثل العنب والتوت, فهي أطعمة يمكن أن تقوي البصر وتعزز صحة العينين.وعندما لا يتناول الشخص الكمية الضرورية من الفيتامينات والمعادن في الوجبات الغذائية اليومية، قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بعدة أمراض جسدية مثل الصداع. قد يكون الصداع ناجماً عن نقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاج إليها الجسم ليحقق التوازن الصحي البدني والنفسي. لذا، قد يسبب هذا النقص الصداع. إن استهلاك المزيد من المعادن والفيتامينات الإضافية قد يساعد على علاج الصداع والوقاية منه.
الصداع خلل جسدي أو نفسي والغذاء مفتاح الشفاء
18 أغسطس 2013