كتب ـ عادل محسن:لولا الخشية من البطش والانتقام لخرج أهالي القرى عن صمتهم وقالوا كفى، لغيروا بلسانهم ما عجزت عنه أيديهم، لأعلنوا رفضهم لحالة التأزيم ودعوات التظاهر والاحتجاج وغلق الطرقات واستهداف المنشآت العامة والخاصة، لصرخوا بأعلى صوتهم لا للتجزيء والتقسيم، البحرين أسرة واحدة وستبقى كذلك.مواطن شيعي من أبناء القرى حسم أمره وخرج عن صمته، طالب بالفم الملآن بوقف العنف الممنهج ضد كل من يخالف رأي رجال الدين الداعين للعنف والفوضى، لكنه آثر ألا يكشف عن اسمه أو يظهر صورته خوفاً على عائلته من البطش والانتقام، حاله حال كثيرين ملوا الأوضاع غير المستقرة، ورفضوا أعمال الإرهاب وزجاجات «المولوتوف»، وأعلنوا تمردهم المستتر على قرارات الولي الفقيه.«الوطن» التقت بالمواطن ونقلت كلامه حرفياً وموثقاً بالصور والتسجيلات الصوتية، مع إخفاء هويته حفظاً لحياته وحياة عائلته من بطش الكائدين، والإبقاء على سرية معلوماته الشخصية.*ماذا يجول في خاطرك، وما دافعك للحديث عما يدور في الشارع؟زادت في الآونة الأخيرة أفعال التخريب يمارسها شرذمة مراهقون مدفوعة من ثعابين رجال الدين، ولو قرأت تاريخ المدعين بالعلم والفقر بأن أحدهم درس في السعودية سنة ونصف ولم يفلح في تعليمه وكذلك بنفس الحال في إيران فكيف له أن يقود أمة؟الشيخ عيسى قاسم لو أراد الإصلاح عليه أن يفتي بحرمة الكتابة على جدران المنازل الذين دفعوا لبناء منازلهم الكثير، وليفتي بحرمة حرق الشوارع، كل هذه محرمة في الإسلام فلماذا لا يفتي بها؟ هل من المباح قتل الشرطة والناس وإرهابهم؟ لماذا لا يفتي بحرمة وضع حاويات القمامة أو الإطارات في وسط الشارع وسكب البنزين عليها لإخافة الناس والمارة؟ أي إسلام يتحدثون عنه؟لو قسنا هذه الأفعال مع ما يقوم به صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وحكمته ونظرته في مشروعه الإصلاحي وإطلاقه للميثاق والدستور واهتمامه بالتعليم والصحة، وإطلاق سراح السجنــــــاء ليستعيدوا حياتهم ويتلقون تعليماً متقدماً وكي يتوجهوا للطريق الصحيح، ولكن الثعابين لا يريدون خيراً لهذا البلد، من يقول إنهم يحملون الوطنية فهو كاذب، هل من الوطنية حرق أعمدة الكهرباء وتخريب الشوارع وسد الطرقات وتدمير الأرصفة واستغلال الطابوق في التخريب ورميها في الشارع؟ أي إسلام يدعو لتعطيل مصالح الناس وأعمالهم؟ وتعطيل من لديه حالة طارئة ويريد الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، ما يحدث أن الثعابين يغرون الشباب بمناصب وزارية من خلال فتاوى دينية، واستغرب من شخص أتى عن طريق لبنان إلى الدوار وأفتى بجمهورية إسلامية، بتوجيه من يدفعون لهذا الشر، يريدون خراب البلد ويريدون به شراً.*لماذا يمارس الشباب أعمال التخريب وما الفائدة؟الشباب مغرر بهم، والنسبة الأكبر منهم مراهقون لم يفلحوا بدراستهم، فكيف يفلحون في إدارة دولة مثلما قادها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذي سهر الليالي من أجل البحرين وضحى بوقته وصحته من أجل راحة الوطن فبادلوه بالشر؟ بدل أن يحبوا وطنهم ومجتمعهم وقيادتهم يقومون بالتخريب والسب والشتم، هل هذا من الإسلام في شيء؟ لماذا لا يفتي الشيخ عيسى قاسم بوقف السب والتسقيط فيما ليس من مبادئ الإسلام؟ لماذا لا يوقف التخريب في الشوارع وحرق الإطارات والإشارات وأعمدة الكهرباء واستغلال المراهقين؟ سكوته وتشجيعه لهم يجب أن يقابله إيقاف قاسم وقطع رأس الثعبان لإنهاء المشاكل فهم لا يريدون الحل ويمدون أيديهم كما فعلت الحكومة. *ما أخرجك عن صمتك؟ زيادة معدلات الأعمال التخريبية في الشوارع دفعني للحديث، فما إن نجلس في أي منزل أو في مكان عام إلا ورأينا التخريب أمام أعيننا، ويجزع الناس من هذه الأفعال ويرتبكون وتتعرض حياتهم للخطر، إلى متى نتحمل هذا التخريب اليومي في قرانا وشوارعنا ومدننا؟ إلى متى نصمت عنهم؟ وندع مراهقين لا يتجاوزون 15 و18 سنة يتلاعبون بحياتنا بحملهم زجاجات «المولوتوف» ويظنون أنها رجولة.*لكن لماذا ترفض نشر اسمك وصورتك إن كنت مللت الصمت؟ لا أستطيع نشر صورتي أو اسمي لأني أخاف أن يحرقوا منزلي ويتعرضون لعائلتي، ولكن بلغ السيل الزبى وعلى الأقل نعبر عن رأينا فيما يحصل، وسابقاً سكتنا من أجل مصلحة الجميع ولكنهم لا يرتدعون، ونطالب الدولة باتخاذ إجراءات مشددة، ونرفض سجنهم وبعدها إطلاق سراحهم.أنا شخصياً تعرضت للكثير من الاعتداءات لفترة طالت 20 عاماً عندما كنت مدرساً رموا «المولوتوف» في الصف الدراسي، ولم تفعل إدارة المدرسة شيئاً، وحرقوا المرسم والمختبر والآن المدير أصبح مسؤولاً وكأنما لم يحصل شيء، هذا مخطط خطير فالمخربون لا يريدون الشباب أن يتلقوا تعليمهم ويتثقفوا، وما حصل من هجوم على المدرسة غالبيتهم من الشيعة دليل أن الإرهاب لا دين له ولا يعرف سنياً ولا شيعياً، ولم يقف الأمر عند ذلك فقد كسروا سيارتي 4 مرات وجرى اضطهادي في مكان عملي وكتابة اسمي على الجدران، وغيرها من الممارسات الاضطهادية حتى خسرت تجارتي لتعمدهم التعدي على مشروعي بشكل يومي إلى أن بعته بأبخس الأثمان. *ما دوافع الشباب للاستمرار في أعمالهم الإرهابية؟الثعابين يوفرون أموالاً للمراهقين وكل فعل يقتضي سعراً معيناً، وحسب ما سمعنا أن كل شخص يحرق الإطارات يحصل على 10 دنانير، بينما يحصل على 50 ديناراً لحمل «المولوتوف»، وما يؤسف أن بعض أولياء الأمور يتفاخرون عندما يتم سجن ابنه أو تقديمه للعدالة.*كيف تسير الحياة في القرى؟الحياة في القرى مستحيلة، اذهب إليها ليل نهار ستجد أن مطلبهم الوحيد هو الاستمرار في التخريب وإرهاب الناس واستنزاف الأموال العامة بتدمير المشاريع وكل ما تصل إليه أيديهم، نتمنى أن تتحقق العدالة في عدم التساهل مع أي إرهابي.