دعا النائب الشيخ جواد بوحسين العقلاء من الأطراف والتوجهات كافة، إلى السعي لإخماد أصوات الفتنة والتهييج الطائفي والمذهبي، مؤكداً أن استمرار الحوار ومواجهة العنف والتطرف بكافة أشكاله، هما وسيلة بالبحرين للعبور إلى بر الأمان والاستقرار.وأهاب بوحسين بأطراف ما فتئت تطالب الناس بالتظاهر والتمرد والعصيان، إلى مراجعة خطاباتها وأساليبها في العمل السياسي، وتجنب خطابات التصعيد والتأزيم والشحن، حيث إنها لم تجلب للبلاد سوى مزيد من التشظي والانقسام والتباعد بين أبناء البلد الواحد.وقال بوحسين «من المؤسف حقاً ما وصلنا إليه من تشاحن وتراشق حاد بين أبناء الوطن الواحد، بسبب خطابات منفلتة ودعوات متكررة للتظاهر وإغلاق الطرقات والعصيان وضرب الاقتصاد الوطني ورفع شعارات الفتنة، وهي شعارات أثبت الواقع عبثيتها وخطورتها على مستقبل البلاد والنسيج الاجتماعي».وأضاف «نحتاج اليوم إلى وقفة جادة من كل الكوادر والقيادات السياسية، لمراجعة خطاباتها ووسائلها في العمل السياسي، ورغم قناعتنا أن هذه المراجعة تأخرت كثيراً، ولكن لابد منها لتجنيب البلاد والعباد مزيداً من الخسائر».وأردف «خسرت بلادنا الكثير، وطاقات الشباب الواعدة يتم استنزافها واستهلاكها في أتون أعمال العنف والتخريب وقطع الطرقات وتعلم أساليب جديدة لمواجهة قوات الأمن، ضمن مواجهات عبثية لا تعود عليهم بأي منفعة أو فائدة، سوى مزيد من الخسائر وضياع مستقبلهم الدراسي والوظيفي، بدل استثمار تلك الطاقات في تطوير ذواتهم وتنميتها في عوامل الخير والاستقامة والنفع العام».وقال بوحسين «إننا نتألم بشدة ونحن نشاهد الكثير من أطفالنا وشبابنا يزج بهم في أعمال العنف والتسبب بضياع مستقبلهم، ونطلب من كافة القيادات الاجتماعية والسياسية الفاعلة والمؤثرة بضرورة وقف هذا النزيف والعبث، وتجنيب أبنائنا وشبابنا من أن يكونوا وقوداً للصراعات السياسية والأجندات الحزبية».وأضاف «14 أغسطس مر بسلام، رغم التحشيد والتصعيد الكبير، ولم تلقَ دعوات التمرد أي صدى اجتماعي، ما يؤشر على أن هناك رغبة كبيرة لدى غالبية شعب البحرين بالعيش بسلام واستقرار وعدم التصعيد والتسييس المبالغ فيه للملفات المعيشية والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد».ولفت إلى أن 14 أغسطس مر بسلام ودون وقوع أي ضحايا، بسبب التعامل المنضبط من قبل قوات الأمن، وتوجيهات وزير الداخلية بشأن استخدام القوة بشكل قانوني وحذر لضمان عدم وقوع ضحايا عند فض أي تجمع غير قانوني أو ملاحقة من يقطع الطرقات أو يخرب الممتلكات العامة أو يعتدي على رجال الأمن.وجدد بوحسين دعمه لأية مطالبات معيشية أو اقتصادية أو خدمية أو سياسية في إطار احترام القانون والالتزام به، وقال «نحن مع أية مطالبات، ولكن المكان الصحيح لهذه المطالبات هو القنوات الرسمية والمؤسسات الدستورية وبمقدمتها السلطة التشريعية، التي ما فتئت وعبر كل الأدوات المتاحة بالدفاع عن مصالح الناس ومطالبهم، وما تمرير الموازنة العامة للدولة لعامي 2013-2014 بعد أن اجتهد النواب من أجل تضمينها الكثير من المكتسبات مثل زيادة علاوة الغلاء وزيادة المتقاعدين، سوى منجز واحد سعى النواب لتحقيقه بكل عزم واجتهاد.وأضاف «هناك أيضاً حوار التوافق الوطني، وهو الحوار الذي شاركت فيه الجمعيات الخمس المعارضة، ويستأنف انطلاقته مجدداً يوم 28 أغسطس المقبل، وهو جسر مهم للتواصل بين أبناء الوطن الواحد وسماع آراء بعضهم البعض وهواجسهم، والوصول إلى توافقات تقود البلد إلى مزيد من التطور والنماء».ودعا بوحسين في ختام تصريحه كل الأطراف السياسية إلى وضع مصلحة البلد العليا فوق كل اعتبار، وعدم التفريط في ثقافة التعايش والتآلف بين أبناء الوطن الواحد.