يشكل تغير المناخ فارقاً في الأنماط المناخية. فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها إضافة إلى أنواع وتواتر عدة إحداث مناخية قصوى محتملة. ولقد أكدت الدراسات والأبحاث العلمـية أن لتغيـــر المنـــاخ بهـــذه الطريقة عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير لا يمكن التنبؤ بها بشكل كافٍ إلا أنه ومن ضمن أهم العواقب المحتملة التالي ذكرها: نقص في مياه الشرب، ففي غضون 50 عاماً وبحسب نتائج الدراسات سوف يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب.ومن الأخطار أيضاً تراجع المحصول الزراعي، فمن البديهي إن يؤدي أي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي مما يعني تناحراً أكبر حول الموارد الزراعية، وزيادة مطردة في أعداد الجوعى وسوء في التغذية وزيادة في الفقر.وقد تتراجع خصوبة التربة وتفاقم التعريـــة أيضـــاً، فنجـــد تغيراً في مواطن النباتـات وازديـــاد الجفـــاف وتغير أنماط المتساقطات سيؤدي إلى تفاقم التصحر، وتلقائياً سيزداد بشكل غير مباشر استخدام الأسمدة الكيميائية وبالتالي سيتفاقم التلوث السام. الآفات والأمراض من المخاطر أيضاً، إذ يشكل ارتفاع درجات الحــرارة ظروفــاً مواتيـــة لانتشـــار الآفات والحشرات الناقلة للأمــراض كالبعوض الناقل للملاريا.أيضاً يعتبر ارتفاع مستوى البحار من التأثيرات أيضاً، إذ يؤدي ارتفاع حرارة العالم إلى تمدد كتلة مياه المحيطات، إضافة إلى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة ككتلة غرينلاند، مما يتوقع أن يرفع مستوى البحر من 0.1 إلى 0.5 متر مع حلول منتصف القـــرن الحالـــي. وسيشكـــل هـــذا الارتفاع المحتمل تهديداً للتجمعات السكنية الساحلية وزراعاتها إضافة إلى تملح للموارد المائية العذبة على السواحل مع غمر مياه البحر لمساحات كبيرة من مساحات الدول الجزرية المنخفضة.ويعتبر أيضاً تواتر الكوارث المناخية المتسارع من التأثيرات المتوقعة، مثل ارتفاع تواتر موجات الجفاف والفيضانـــات والعواصـــف وغيرهــا سيؤذي المجتمعات واقتصادياتها، ومثال على ذلك إعصار غونو الذي يعتبر أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة لبحر العرب منذ عام 1977، ولقد صاحب الإعصار ارتفاعاً في أمواج البحر بلغ 12 متراً ضربت سواحل عمان، مع ظهور تشكيلات من السحب المتوسطة والعالية، وهو إعصار نادر الحدوث في المنطقة فهو يضرب بحر العرب كل ثلاث سنوات وسريع التلاشي ولكنه يعتبر الأعنف والأشد هذه المرة، وهذه كلها دلائل ومؤشرات على تبعات تواتر الكوارث المناخية.