كتبت ـ عايدة البلوشي: يكاد لا يخلو منزل من أدوية مكدسة في الثلاجة تجمعت مع مرور الأيام، الكثير منها انتهت صلاحيته أو لم يعد صاحبها يحتاجها أصلاً، إلا أن الاحتفاظ بالدواء أمر يحرص عليه كثيرون تحسباً للحاجة إليه عند الضرورة. لكن الاحتفاظ بالأدوية في ثلاجة المنزل أو أي مكان آخر له منعكسات خطيرة، فقد يقع الدواء في أية لحظة بيد الأطفال وتكون النتيجة كارثية، وهنا يمكن أن نقول المثل بالمقلوب «رب نافعة ضارة»!تنفع ولا تضرتقول المواطنة أمينة محمد إن ثلاجة المنزل غالباً ما يخصص فيها مكان لحفظ الأدوية «لكن هذا لا يعني إطلاقاً أنها أصبحت بعيداً عن متناول الأطفال».تحرص أمينة على تنظيف الثلاجة والأماكن المخصصة للأدوية باستمرار، وتتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية وتحتفظ بالصالحة منها، ومع ذلك لا تأمن من الأولاد العبث بها.ويرى عبدالله جاسم وهو أب لطفلين، أن مشكلة سوء التعامل مع الدواء شائعة «يكاد لا يخلو منزل من أدوية متراكمة في الثلاجة تجمعت مع مرور الأيام، كثير منها انتهت صلاحيتها، أو أن صاحبها تماثل للشفاء ولم يعد يحتاجها، إلا أن الاحتفاظ بالدواء أمر يحرص عليه كثيرون تحسباً لأي طارئ، متجاهلين أن لكل مريض دواء معيناً وجرعة محددة وحتى لو تشابه مرضه مع آخر فالجرعة تختلف تبعاً للحالة». ويقول «يحتفظ بعضهم بكميات كبيرة من الدواء في المنزل، على سبيل الإهمال أو التناسي، ما يؤدي إلى تخزين كميات من الأدوية المختلفة دون الحاجة إليها». للضرورة القصوىوتقول سميرة عبدالرحمن وهي أم لطفل، إن الاحتفاظ بالأدوية ظاهرة منتشرة لدى أغلب الأسر، حيث تعتقد الأسرة بضرورة الاحتفاظ بالأدوية تحت مبدأ «ما راح نخسر شي»، لذلك نجد كثيرون يحتفظون بالأدوية بغض النظر عن حاجتها أو استخدامها مرة أخرى. وتحتفظ سميرة بالأدوية رغم يقينها التام أنها لن تستخدمها مرة أخرى دون استشارة طبيب «حولت المنزل إلى صيدلية ولدي أنواع مختلفة من الأدوية لا تعد ولا تحصى». ويرجع خالد أحمد ظاهرة الاحتفاظ بالأدوية إلى ارتفاع أسعارها، ما دفع الكثير من الأسر إلى حفظ الأدوية غير المستهلكة لاستخدامها عند الحاجة، خاصة أن حفظها في الثلاجة لا ضرر من ورائه مع اتباع الإرشادات.الضرر أكبروينصح د.راشد سالم أن يكون الدواء في المنزل بحالات الضرورة القصوى فقط، أو عند وصف الطبيب العلاج للمريض، داعياً ربة المنزل إلى اتباع الإرشادات المهمة وتدوين اسم المريض على العبوات تجنباً للبس بين دواء وآخر.ويقول إن الأدوية القديمة تفقد صلاحيتها بمرور الزمن ويجب التخلص منها بعد شفاء المريض وعدم اعتمادها واستخدامها لحالات مرضية جديدة دون استشارة طبيب.وينتقد سالم طريقة تخزين الأمهات للأدوية «زاوية الثلاجة وأماكن أخرى من المنزل تحوي أدوية كثيرة لكن بعضها وبمرور الوقت تنتهي صلاحيته أو تمحي تعليمات استخدامه، والتي تتضمن الجرعات المخصصة وتوقيتها، لذا يصعب تحديد اسم العلاج وطريقة استعماله، ويجب بين فترة وأخرى فرز الأدوية المتوفرة في المنزل بشكل دوري والاستغناء عن بعضها وعدم تخزينها».
صيدلية المنزل.. رب نافعة ضارة!
21 أغسطس 2013