كتبت - عايدة البلوشي: في خطوة تؤكد الحضور الإبداعي البحريني على الخارطة العربية، أصدرت الهيئة العربية للمسرح كتاب «3 نصوص من المسرح البحريني»، شملت «الخيول» للناقد إبراهيم عبدالله غلوم، و»بارباروس» للشاعر علي الشرقاوي، و»تعالوا ننتظر» للكاتب خليفة العريفي. تنير النصوص المختارة للقارئ ثلاث زوايا لمشهد النص المسرحي في البحرين، وتنضم إلى مجموعة النصوص العربية بقصد توسيع رقعة التعرف على مؤلفين وتجارب في المسرح الذي عاني من عزلة نظرا لعدم توافر النصوص العربية في الأمصار كافة. وتقع مسرحية «بارباروس» لعلي الشرقاوي ضمن النصوص المسرحية التاريخية المتخيلة، تتكلم عن طريقة ريّ المناطق البعيدة في دلمون القديمة بالماء، بحيث تصل إلى كل مكان. وقام الشرقاوي بتحويل الأماكن إلى شخصيات عاشت على هذه الأرض في يوم من الأيام، والشخصية الرئيسية (بارباروس) والتي كانت عنوان لهذه المسرحية شخصية مستمدة من مسرحية عذاري التي جاءت في كتاب (ثلاثية عذاري) وهو يمثل حكيم هذه المنطقة، وهناك شخصيات أخرى أسقطها الكاتب الشرقاوي مثل شخصية بن جمرة وشخصية فتاة جنوسان وشخصية العبدة كرانة والوزير جد حفصو، بحيث تمثل شخصيات عاشت أحداث متخيلة عند الكاتب تتحول إلى واقع عند المتلقى.ونقرأ من المسرحة «لوغال: أريد زراعة كل التربة، من يزرع لا يحتاج إلى أخر، الرزع هو الروح الأخرى للأرض، من يهرب من حرث الأرض ولا يهتم بأمر الرزع سيبكي في زمن لا ينفع فيه الدمع». ويعد الشاعر علي الشرقاوي من أبرز أدباء مملكة البحرين، بدأ نشر نتاجه الشعري العام 1968، وهو غزيز الإنتاج، وله العديد من الإصدارات منها مسرحيات الأطفال «مفتاح الخير»، «الفخ»، «الأرانب الطيبة وبطوط»، إلى جانب «ثلاثية عذاري»، «خور المدعي والبرهامة»، و»ثلاثية الزرقاء». وسبق للشرقاوي أن حصل على جوائز عديدة منها جائزة أفضل نص مسرحي في مسابقة التأليف المسرحي، والجائزة الثالثة في مسابقة التأليف المسرحي عن نص مسرحية تراجيديا والزرقاء، والجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي الدورة الثالثة العام 2002. ونقرأ من مسرحية د.إبراهيم غلوم «الخيول» «الرجل: تستفزني معرفته للأشياء، تاريخ الأسماء والساعات والمواقع كل الأشياء في ذاكرته كالرموز أو الشفرات»، «ما عاش؟ ما صنع، هل تراه يعرف ما سيكون؟! استغفر الله». والناقد غلوم ولد في مدينة الحد العام 1952 وهو أستاذ النقد الأدبي في جامعة البحرين، صدر له العديد من المؤلفات منها: ظواهر التجربة المسرحية في البحرين 1980، القصة القصيرة في الخليج العربية 1981، المسرح والتغير الاجتماعي في الخليج العربي 1986، ومسرح إبراهيم العريض 1996 . ونقرأ في مسرحية «تعالوا ننتظر» لخليفة العريفي «المرأة: أنت تعيش في مجتمع فقير جاهل لا شأن له بالعلم والمنطلق، إذا وجد مصلحته عند شيخ أو مشعوذ سيذهب ويقبل قدميه الطاهرتين». والعريفي من مواليد المحرق وعضو مؤسس في مسرح أوال وعضو مؤسس في الملتقى الثقافي الأهلي وعضو مؤسس في منتدى المستقبل الثقافي، بدأ حياته الفنية الأدبية من خلال كتابة القصة القصيرة فكتب القصص الكثيرة منها: دموع اليتم ورحلة العمر والبقعة السوداء والابتسامة لن تغيب وغيرها. وشارك بالتمثيل في بعض المسرحيات التي أنتجها مسرح أوال منها «كرسي عتيق» و»سبع ليالي» و»الممثلون يتراشقون الحجارة» و»بوخليل في الميدان».