كتب – أحمد الجناحي: رغم أنه كان عملاً كوميدياً رمضانياً خفيفاً، تناول مواقف وقضايا المجتمع اليومية في إطار فكاهي، إلا أن الآراء بشأنه لم تخل من انتقادات تمنت ظهوره بشكل أفضل. ومن أجل إسقاط مزيد من الضوء على العمل، التقت «الوطن» بالقائمين على برنامج «خف علينا»، ونقلت لهم جزءاً من ملاحظات المشاهدين والمشاهدات. يؤكد عادل جوهر وهو الذي شارك مريم الشيخ في كتابة وإعداد البرنامج أن «لكل برنامج إيجابيات وسلبيات، ولذلك هناك من الجمهور ناقد ومادح، انتقد الكثير منهم وقت عرض البرنامج على شاشة التلفزيون وفضلوه بعد الفطور مباشرة على قرار برنامج الكاميرا المخشوشة في السنوات السابقة، مما اضطرهم لمتابعه البرنامج على اليوتيوب، وعن البرنامج نفسه فقد أشاد الكثيرون بفكرة البرنامج وأسلوبه المتجدد، والبعض أيضاً فضل نمط الكاميرا المخشوشة، كل حسب رغبته وميوله، ولكنهم في النهاية اتفقوا أن البرنامج كوميدي وهم بحاجة لمثل هذه البرامج وسط زحمة الدراما الحزينة والمأساوية في رمضان». ويعبر جوهر عن تطلعه وزملائه المعدين إلى الأفضل دائماً، «هناك حلقات لست براضٍ عنها سواء شاركت بالتمثيل بها أم لم أشارك، ولكن يبقى البرنامج بنكهة جديدة على تلفزيون البحرين مكمل للبرامج القديمة التي لا أعلم لماذا توقفت مثل «بث مباشر» و«أبيض وأسود». ويؤكد أن البرنامج حظي بإشادة وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، والمدير العام ورئيس البرنامج، وفي الشباب الخير والبركة متى إذا أعطيت لهم الفرصة، فـ«خف علينا» « طابعه شبابي وطاقم عمله من الشباب وهذا ما يميز البرنامج، كما إنه البرنامج الكوميدي في البحرين خلال شهر رمضان المبارك». أما معدة البرنامج مريم الشيخ فتذكر الأيام الأولى للبرنامج عندما اجتمعت بالفنان عادل جوهر للإعداد برنامج جديد كوميدي لرمضان يكون قريباً من المشاهدين ويعكس الحياة اليومية لهم بعاداتهم وتصرفاتهم الغريبة التي لا يلاحظونها، «كانت هناك عده اقتراحات لاسم البرنامج منها « غشمره» ، ومنها «هاشتاقنا»، ولكن تم اختيار «خف علينا» كونها الكلمة الأكثر استخداماً بين الناس في الفترة الأخيرة، والحمدلله أحبت الجماهير الفكرة وتجاوبوا معها بسرعة لأن البرنامج يسلط الضوء على ثقافتنا وطابعنا كبحرينيين وخليجيين، ووصلت لنا كثر من ردود الأفعال الإيجابية من داخل وخارج البحرين وحتى الطلبة الخليجيين المبتعثين في الدول الغربية الذين شعروا بأن البرنامج يمثلهم وكانوا يجلسون في جماعات ويشاهدونه وسط أجواء من المرح والضحك رغم قسوة الغربة في شهر رمضان». وحول أفكار الحلقات تقول مريم «تنوعت الأفكار من مواقف تحصل لنا بالحياة، وبعضها نكت على شكل قصة، والبعض الآخر تأليف من المخيلة، وكلها جاءت بعد مشورة وبحث ومراجعة دقيقة»، مشيرة إلى أن هناك انتقادات كانت على وقت عرض البرنامج مما اضطر الكثيرون أن يشاهدوا البرنامج في اليوم الثاني على اليوتيوب وبذلك يسجل اليوتيوب مشاهدات كبيرة وكثيرة للبرنامج. وتؤكد الشيخ مضيها في المسار نفسه دون التوقف قدر الإمكان ليكونوا قريبين من الجمهور بعيداً عن خلق الفجوات، وتعد الجمهور بمزيد من الإبداع والتميز. وتبرز الشابة إلهام علي ممثلة في البرنامج، لتشير إلى أن البرنامج كان عبارة عن وجبة خفيفة حبذا لو عرض بعد الإفطار مباشرة لأن الكثيرين انتقدوا وقت عرضه على شاشة التلفزيون. وتضيف: استمعت كثيراً بوقت التصوير، للقضايا المطروحة بقالب كوميدي هادف تمس الوتر الحساس للمشاهدين وتوصل القضية بشكل جميل وتحلها بفكرة أو نصيحة». إلهام تذكر أنها وجهت بعدة انتقادات لتجسيدها دور الخادمة في إحدى الحلقات، لكن تؤكد «أنا سعيدة بأن الرسالة قد وصلت، الخدامة إنسانة في النهاية وربة المنزل إنسانة، لا عيب في تجسيد أي دور طالما الهدف سامٍ وراقٍ من خلف التمثيل، وفي النهاية الناس كلهم سواسية». ذلك ما يؤكده المشاهد أنور خالد، الذي أشاد بظهور إلهام بشكل راقٍ في البرنامج، «إلهام خرجت بالبرنامج بشكل راقٍ، تفاعل الناس معها ومحبتها، أحبت العفوية التي بشخصيتها، كما إن الهام ابتعدت عن التصنع والمكياج المبالغ، وظهرت كما هي، وهذا ما قرب الناس إليها أكثر». وتؤكد سارة جاسم أن «خف علينا» يعالج قضايا وعادات اجتماعية سلبية بخفة دم، وقد ساهم في إيصال رسالته، باستخدام الكلمات الدارجة في المجتمع البحريني، بعيداً عن التكلف في أداء الأدوار، وما يميز البرنامج أيضا الوجوه الشابة التي أعطيت الفرصة لتبدع وتوفرت لها مساحات واسعة للعطاء دون أن يتدخل نجم ويختطف الأضواء، فكانوا هم نجوم الموقف والبرنامج، واستطاعوا الخروج ببرنامج لم يستطع غيرهم من الفنانين الخروج به، مشيرة إلى أن «طقس رمضان كان مليئاً بالدراما الحزينة النكدية، والمشاهد بحاجة لمثل هذه البرامج الكوميدية، غير أن تلفزيون البحرين لم يوفق في توقيت عرضه، مما اضطرنا في أحيان كثيرة متابعة البرنامج على اليوتيوب».أما أحمد البلوشي فيعتبر «خف علينا» برنامج كوميدي هادف كتب وبالخط العريض للجميع، مؤكداً أن هؤلاء هم الشباب وهذه قدراتهم المذهلة ويجب دعمهم واستغلالهم بشكل جيد، «البرنامج عمل بحريني يستغل الطاقات الشبابية المبدعة الموجودة في البحرين، التي بحاجة لدعم وفرصة لتبدع، أعجبت بطرح المواقف الطريفة والعادات التي اعتاد البحرينيون على القيام بها بشكل طريف، وتوزيع الأدوار والشخصيات كانت موفقة والكل أبدع في دوره». وكذلك تبدو إيمان القائد مندهشة لظهور الشباب البحريني بصورة خفيفة، إذ عهدتهم «ثقال دم»، «لأول مرة أشاهد شباباً بحرينيين يقومون بعمل كوميدي بشكل خفيف ومهضوم وقريب للجمهور، والبرنامج قائم على شباب عاديين أبدعوا عندما جاءتهم الفرصة، وكأنهم يقولون لكل مسؤول نحن قادرون على العطاء إذا توفرت الفرص». والأفكار كانت مبتكرة أيضاً وسلطت الضوء على واقع المجتمع البحريني بدقة وعفوية.