كتب – أحمد الجناحي:تبدو آراء المشاهد البحريني والمشاهدة حول الأعمال الفنية خلال شهر رمضان؛ إيجابية بشكل عام، فهي «مجنونة» و«ذكية» و«مشاغبة»، حركت الدم الراكد في شريان الأعمال التراثية، وأبرزت خفة دم الشباب البحريني الجاد والمثابر، وأعادت الوجه الناصع للدراما البحرينية والكاتب المحلي، أما الانتقادات فتراوحت بين الثناء التام والأمل بإنتاج مكتمل. «عتيج الصوف» عرض برنامج «عتيج الصوف .. ويديد البريسم» عبر شاشة تلفزيون البحرين للمبدع الفنان أمين الصايغ لمدة 10 دقائق، البرنامج عبارة عن خليط من الأعمال التراثية البحرينية القديمة والأعمال البحرينية الحديثة التي أنتجها تلفزيون البحرين، تلخص المسلسلات وأفكارها من 30 حلقة إلى 10 دقائق مع إضافة لمسات صوتية ومقاطع معبرة كوميدية تضيف لمسة من الضحك والفكاهة وتدخل البهجة والسرور إلى المتلقي بها وبإعادة إحياء الأعمال الفنية البحرينية المندثرة وتذكر المشاهدين والفنانين بأعمالهم القديمة. يقول الفنان أمين الصايغ: فكرة البرنامج تقوم على إحياء الفنان البحريني ليكون متجدداً، ولا تندثر أعمالة، ولدينا الكثير من الأعمال البحرينية المتميزة، وخصوصاً الأعمال التراثية والدراما التي تميزت ونالت صدى وإقبالاً جماهيرياً عالياً حينها، ويجب تسليط الضوء عليها مرة أخرى بأسلوب مبتكر، يخدم المشاهد والفنان ويذكرهم بماضيهم، وينعش الجو الفني. ويضيف: أعددت 4 حلقات وعرضتهم على المسؤولين في التلفزيون وأصدقائي المقربين من الفنانين، ونالت إعجابهم الفكرة، وقالوا إنها مجنونة، وفكرة ذكية أن تعيد تحريك المشاعر الدفينة القديمة لأعمالنا التي قدمناها ونسيناها، وبعد العرض جاءتني الكثير من الانطباعات الإيجابية على «الإنستغرام» وعلى «التويتر» عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الجمهور البحريني الذي تابع «عتيج الصوف» قال إن فترة البرنامج القصيرة ووقت عرضه، دفعه للبحث عنه في اليوتيوب، لكن بعد لقاء الفنان أمين الصايغ في برنامج كل الحلا والزين تعرفوا على اسم البرنامج. يقول سلطان الحمد: البرنامج خلاصة تعب وجهد في اختيار المقاطع ولكن هناك بعض الهفوات الفنية في الإخراج، وهناك هضم لحق بعض أبطال المسلسلات الذي لم يظهروا في الـ 10 دقائق، ومعد العمل الصايغ يؤكد أن العمل خفيف ومهضوم ومناسب لرمضان وغير رمضان، وسعى لأن يعطي الفنانين حقوقهم ويحيي أعمالهم لا أن يهضمها، وستعيد قناة البحرين عرضه في القريب العاجل مرة أخرى. ويؤكد الصايغ «أعمل على برنامج منوعات وأسئلة، وسأدخل عليها قفشات من المسلسلات المحلية البحرينية، بطقس مرح وكوميدي بعيداً عن الإسفاف والتهريج». مواطن قليل الدسممن ناحيته، يؤكد الفنان عامر التميمي الذي يجسد شخصية «أم محمود» في مسرحية «مواطن قليل الدسم» التي عرضت خلال عيد الفطر المبارك، أن ردود الأفعال تجاه المسرحية معظمها كان إيجابياً، ويسر الخاطر، كما تمنى الجمهور أن تمتد المسرحية لإثبات الجميع أنفسهم بشخصياتهم وعفويتهم فوق المسرح، «الجمهور البحريني يتطلع إلى الضحك، وأرتاح كثيراً عن أداء المشهد الأول في بيت «أم محمود» والمشهد الأخير وهو عبارة عن جلسة غنائية، وبكل تواضع والعهدة على الجمهور أن الجو الكوميدي كان حكراً بشكل كبير بيني بشخصية «أم محمود»، وشخصية الفنانة سلوى بخيت «أم هلال»، وهذا ما يدفعني للإبداع وتقديم الأفضل دائماً». أما سالم سعد فيشير إلى أن المسرحية تفتقر للحوار الخفيف المفهوم، وأن هناك أفكاراً وقضايا مهمة لم تعطى حقها بالشكل الكامل والمطلوب، وتم العروج عليها خلال حوارات الفنانين بشكل بسيط جداً، انتبه لها البعض والبعض الآخر انشغل بحركات الفنانين على المسرح.غير أن الممثلة إلهام علي أعجبت بنص المسرحية نظراً لعفويته، «أعجبت بنص المسرحية العفوي والقريب من الجمهور الذي طرح بطريقة جميلة من خلال حوار كوميدي خفيف، إلى جانب إبداع الفنانين البحرينيين على خشبة المسرح التي كان لها الأثر الكبير والبالغ في نفسي بروح التعاون بعيداً عن التكلف والتصنع واغتماص الشخصيات»، «لقد شدتني كثيراً شخصية أم محمود وشخصية أم هلال كثيراً، وكنت مندمجة معها طوال فترة العرض دون ملل أو كلل». المشكلجي ومن وحي مشاركتها في مسرحية «المشكلجي» تقول الإعلامية العنود الحربي إن المسرحيات أصبحت مقتصرة على المواسم في البحرين على عكس الدول الشقيقة المجاورة التي تعرض مسرحياتها كل عطلة نهاية أسبوع، أصبح المشاهد يتحرى العيد على أحر من الجمر ليشاهد مسرحية». العنود تضيف أنها كانت تتوقع أن تقابل ردود الأفعال بعد عرض المسرحية بفترة، لكنها فوجئت أن الفنان يقابل ردود الأفعال من الجماهير على خشبة المسرح من تصفيق وتعليقات. وتذكر أن دورها كان بسيطاً في المسرحية، «بالأصل أحب الإعلام أكثر من التمثيل وكنت ارتجف في أول 5 دقائق من العرض الأول، حتى زال الارتجاف بالفصل الثاني بعد تحدث الممثلين الكويتيين لي، جاءت ردود الأفعال أن العنود لديها مواهب في التمثيل ولكن نتقبلها أكثر كإعلامية في التلفزيون والإذاعة، وأنا أفضل ذلك. وتقول العنود: بعد نجاح المسرحية في عروضها الـ 10 خلال فترة عيد الفطر بالإقبال الجماهيري الذي ملئ الصالة، يستعد الفريق لتقديم المسرحية في دول الخليج وفي الدول الأوروبية «لندن»، «ميامي» ، للطلبة الخليجيين الملتحقين بالجامعات بتلك الدول.ويقول يونس المرباطي الذي حضر مسرحية «المشكلجي» بدعوة من أصدقائه: على كلام الأصدقاء ومديحهم لمسرحية « المشكلجي «حضرتها في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، كانت هناك شخصيات من الخارج مثل الفنان أحمد الفرج، والفنان شهاب حاجية، وفرحان العلي، إلى جانب الفنانين البحرينيين والسعوديين، كانت المسرحية متوسطة في مستواها العام». ويؤكد المرباطي أنه كان من الممكن أن تظهر المسرحية بشكل أفضل بناءً على الفنانين الذين يمثلون بها، لقد وجد صعوبة في تلقي الرسالة والفكرة العامة من خلف العرض، «كان واضحاً أن ترتيب المسرحية سريع كما ذكروا، هناك فنانون لهم وزنهم الفني كانت لهم أدوار ثانوية فقط مثل الفنان أمين الصايغ، إلى جانب عدم وضوح الرسالة والفكرة الأساسية للعرض، ولكن المسرحية خلقت جواً من الضحك والكوميديا وأزاحت بعض هموم المشاهدين على الأقل في فترة العرض. وبانتقاله للحديث عن البرامج الدينية التي كانت تعرضها قناة البحرين، يؤكد يونس أنها تجلب النعاس، والبحرين ممتلئة بالشخصيات الدينية والقناة لم تستضف إلا 2 أو 3 بالكثير، لكن هناك برنامجاً جميلاً عرض على اليوتيوب «قصة عزة» يأخذ مواقف وقصصاً من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويبين عزة الإسلام، وكان هناك تنوع في المشايخ الذي يقدمون البرنامج، منهم الكبار والصغار، وتم عرض 5 حلقات منه، وأبصم بالعشرة أن أسلوب الطرح كان أفضل من قناة البحرين في طرحها للبرامج الدينية، لقد سجل برنامج «قصة عزة» بحسب يونس 200 إلى 500 مشاهد.جحا نونوكان للإذاعة نصيبها من ردود الأفعال، وتذكر الإعلامية هدى درويش مقدمة برنامج « جحا نون « على إذاعة البحرين 93.3 أن الفكرة جاءت من المخرج أحمد الشريان، وقد اختار جحا نظراً لكثرة مواقفه الحكيمة والطريقة بالوقت نفسه، ولأنها شخصية قريبة من الجمهور، وبينت أن كلمة «نون» تشير إلى فترة الظهرية باللغة الإنجليزية «afternoon» على غرار برنامج «نجوم الظهاري» الذي كان يقدم قبل شهر رمضان المبارك، ولخلق نوع من التساؤل لدى الجمهور، مشيرة إلى أنه رغم الصعوبات إلا أن هدى وطاقم العمل أخذوا عهداً على أنفسهم أن يظهروا البرنامج في أفضل صوره، فكتبت سيناريو الحلقات المبدعة فاطمة الصديقي، وكانت المواضيع تتعلق بشهر رمضان مثل «العصبية» ، «السهر»، «الغبقات الرمضانية»، «القرقاعون»، «المساعدة الأسرية في المنزل»، إلى جانب استضافة الفنانين البحرينيين للتحدث عن ما يجري على الساحة الفنية وتم التركيز بالذات على مسلسل «برايحنا» كونه المسلسل البحريني التراثي الذي ينتظره المشاهد الخليجي منذ التسعينات، والكثير من المواضيع المتنوعة التي تخدم المستمع بطريقة مبتكرة ومختلفة عما قدم فيها أي برنامج إذاعي رمضاني في الفترة الأخيرة حسب ما قالت هدى درويش. وتضيف هدى أن «جحا نون» مثل طفلي الصغير، اهتممت به بشدة حتى ظهر بهذا المستوى، رغم تخوفي في أول الحلقات، لكن الحمد لله نال البرنامج صدى إيجابياً كبيراً لم أتوقعه، وكتب البرنامج بأسلوب حواري بين الإعلامية هدى درويش وشخصية جحا، فعلى سبيل المثال كان جحا يحب السهر في رمضان ويسرف في بعض الأحيان ويدور حوار هادف بينهما يرشد الناس ويحثهم على الطريق السليم دون تكلف، وكانت هناك مسابقات وجوائز قدمت من هيئة شؤون الإعلام، ومجلس الشورى والحكومة الإلكترونية، إلى جانب استضافة أطباء للتحدث عن الأمور المتعلقة بالصحة في رمضان، واستضافة خبيرة الطهي هائشة التميمي من دولة قطر، والباحثة د. دلال الشروقي وكريمتها ناريف قمبر للمشاركة بالأطباق والوصفات والتحدث عن الأطباق وأصولها ومقارنتها بالماضي من ناحية الاختلاف.غير أن أحمد البلوشي لا يستهويه متابعة المسلسلات الرمضانية عادة، لكن عندما يعجب بفكرة أي برنامج يغير فكرته الأساسية عنها ويتابعه بشغف، «حصل معي هذا في شهر رمضان الماضي مع المسلسل التاريخي الكبير عمر الفاروق رضي الله عنه. وهذا العام تكرر الموضوع مع بعض البرامج منها: «قصة عزة» و«برايحنا». ويضيف: عرض برنامج «عزة» على اليوتيوب كون لنا لمحة بسيطة عن عز الإسلام وفخرها، مذكراً بالشخصيات التي أعز الله بها الإسلام والمسلمين ويعتبر البرنامج سلسلة من 6 حلقات من تقديم مشايخ بحرينيين، أما بالنسبة للمسلسلات الدرامية فقد فجرت البحرين عملاً درامياً ضخماً وهو مسلسل برايحنا التاريخي الذي يناقش قضايا عصرية نمر بها في البحرين بأسلوب درامي جميل، كما ضم المسلسل نخبة الممثلين البحرينيين الذين أتقنوا أدوارهم وأثاروا جمالية على المواضيع التي طرحوها بالمسلسل الرائع». لكن البلوشي أبدى خيبة أمله من المسرحية الكوميدية «المشكلجي» التي شارك فيها العديد من الفنانين البحرينيين والكويتيين والسعوديين، جاءت «المشكلجي» مخيبة لآمال الجمهور الذي تعود أن يشاهد الأعمال المسرحية الرائعة لهؤلاء الممثلين الكبار، وتوقعت أن تكون مشاهد المسرحية مرتبة أكثر من ترتيب المسرح وتجهيزات الإضاءة، لكن يبقى المسرح البحريني يتأرجح، تارة وتارة يقف صامداً أمام العقبات التي تمر به.
أعمال رمضان الفنية.. مجنونة.. ذكية ومشاغبة
24 أغسطس 2013